بثت قناة الجزيرة الفضائية، مساء أمس، الخميس، فيلماً وثائقياً تحت عنوان “رفح .. الإتصال مفقود”، الذي أعده تامر المسحال، مراسل قناة الجزيرة، مما آثار جدلاً واسعاً في وسائل الإعلام الإسرائيلية، والذي يستعرض تفاصيل إختفاء الضابط الإسرائيلي “هدار جولدان”،بمعركة “العصف المأكول”، التي بدأت 8 يوليو 2014، وإستمرت لأكثر من 50 يوماً.
آثار الفيلم جدلاً واسعاً، وفي وسائل الإعلام الإسرائيلية، حيث تم إنتاج أكثر من 70 مادة صحفية، ما بين أخبار وتقارير ومداخلات صحفية، لتحليل ما جاء في الفيلم، حسب ما أعلنته قناة الجزيرة.
يذكر أن، كتائب القسام “الجناح العسكري لحركة حماس”، رفضوا أكثر من مرة الإدلاء بأي تصريحات أو معلومات أو الظهور خلال الفيلم الوثائقي، ولكن بعد إصرار وإلحاح، تامر المسحال، مراسل قناة الجزيرة، وافقوا علي الظهور، وتصوير الجزء الخاص بحوار كتائب القسام في أرض المعركة، بمدينة رفح.
وحاول المسحال، التواصل مع أمين عام الأمم المتحدة، أو نائبه، للظهور خلال الفيلم الوثائقي، والحديث عن ذلك اليوم، ولكن جاء الرد بالرفض.
يستعرض الفيلم، أحداث اليوم الـ 23 من الحرب علي قطاع غزة عام 2014، حيث تم إعلان في ذلك اليوم، هدنة بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية برعاية مصرية، يبدأ سريانها بنفس اليوم، وفيما يلي أهم ما جاء في الفيلم :-
1 – قالت كتائب القسام في الفيلم الوثائقي على لسان “أبو الوليد”، قائد ميداني في وحدة النخبة بكتائب القسام، أنهم إشتبكوا مع قوات الجيش الإسرائيلي قبل 25 دقيقة من بداية الهدنة، والمعركة إستمرت لمدة 5 دقائق فقط، حسب ما قاله لمراسل الجزيرة “تامر المسحال” في الفيلم الوثائقي.
2 – أسفر الإشتباك عن مقتل جنديين إسرائيليين وقائد ميداني بكتائب القسام يدعى “وليد توفيق مسعود” كان يرتدي زياً عسكرياً مشابهاً لزي الجيش الإسرائيلي.
3 – إنسحب مقاتلي القسام، وبدأت التعزيزات العسكرية تأتي لموقع الإشتباك، وتم سحب جثث القتلى بما فيهم جثة “وليد توفيق مسعود”، لإعتقادهم أنه أحد جنودهم بسبب زيه المشابه لزي جيش الإحتلال.
4 – بعد ساعة ونصف من بدأ سريان الهدنة، إكتشف الجيش الإسرائيلي، فقدان أحد جنوده، وجثة “وليد توفيق مسعود”، ليست لأي من جنوده، فقامت القوات بتفعيل خيار “هنيبعل” والذي يسمع للجيش الإسرائيلي للقيام بأي شئ بما فيه قتل الجندي المخطوف أو المجموعة الخاطفة، وذلك منعاً من إستبداله بمعتقلين في سجون الإحتلال.
5 – ترتب على تفعيل ذلك الخيار، قصف مدفعي وجوي عنيف على مدينة رفح في ذلك اليوم.
6 – بررت إسرائيل ذلك القصف العنيف، بأن كتائب القسام إخترقوا الهدنة.
7 – في اليوم نفسه، أصدرت كتائب القسام، بياناً رسمياً تعلن فيه فقدان الإتصال بالمجموعة المنفذة لعملية خطف الضابط، ولكن بعد مرور عام كامل، سأل المسحال مرة آخري عن مصير الضابط والمجموعة المسئولة عن التنفيذ، ولكن كان أحد القادة الميدانين مُصراً علي رد واحد خلال اللقاء : “الإتصال لا يزال مفقود”.
ومن جانبه، قال صحفي ومحلل عسكري بالقناة العاشرة الإسرائيلية “ألون بن دافيد”، لتامر المسحال في الفيلم الوثائقي، والوحيد الذي وافق علي الظهور والتحدث عن الأمر، بعد رفض أكثر من عشر شخصيات ،بينها قيادات عسكرية بالجيش الإسرائيلي، أن ما فعله الجيش ، كانت محاولة لتدمير جميع فتحات النفق، التي تسهل تهريب الضابط الأسير، وإعاقة حركة كتائب القسام بقدر الإمكان.
يذكر أن، الجيش الإسرائيلي يلتزم حالة من الصمت، ولم يعلق حتي هذه اللحظة علي الفيلم الوثائقي الذي نشرته قناة الجزيرة الفضائية.
ومن جانب آخر، عقبت عائلة الضابط في جيش الإحتلال الإسرائيلي “هدار جولدن”، قائله أنه قتل أثناء محاولة أسره خلال الحرب الآخيرة علي قطاع غزة، متهمياً حماس ببث الأكاذيب والإفتراءات حول مصير إبنها، واصفين إياها بالـ “مثيرة للإشمئزاز”، وانها تثق بالجيش وأجهزة الأمن الإسرائيلية كمصدر للمعلومات، كما دعت عائلة الضابط، إلي تكثيف الضغوط علي حماس، من أجل تسليم رفات هدار جولدن وأرون شاؤول المحتجزين، من أجل دفنهما.
يذكر أن، الحرب علي قطاع غزة، بدأت يوم 8 يوليو حتي 26 أغسطس 2014 “50 يوماً”، بين الفصائل الفلسطينية وقوات الإحتلال الإسرائيلية، وأسفرت تلك الحرب علي إستشهاد 2147 فلسطيني، وإصابة آلاف آخرين، وعلي الجانب الآخر، قتل 72 إسرائيلي وأصيب 720 آخرين، وتلك الأرقام غير دقيقة، نظراً للتعتيم الإعلام الإسرائيلي علي الأرقام الحقيقة.