تفريج الكروب من الموضوعات المهمة التى تشغل بال كل إنسان؛ لأنه لا يوجد منزل فى مصر أو فى العالم لا يوجد به مشاكل أو كرب، فكما قال بن مسعود «لكل فرحة ترحة، وما ملئ بيت فرحا إلا ملئ ترحا»، فالدنيا تتقلب والأحوال تتبدل وكما قال تعالى «كل يوم هو فى شأن»، وحينما يتعرض الإنسان لكرب دائماً يفكر فى طريقة لتفريج هذا الكرب، ولقد جعل المولى عز وجل لنا أسبابا كثيرة جداً لتفريج كروب الإنسان، ومن أعظم أسباب تفريج كروب الإنسان القرآن الكريم؛ ففيه مواضع معينة بفضل الله سبحانه وتعالى ذكرها علماء كثيرون من علماء الأمة، وعلى رأسهم الإمام الحسن البصرى رحمه الله رحمة واسعة وحددوها بخمسة مواضع.
وقال الإمام الحسن البصرى: عجباً لمكروب كيف يغفل عن خمس وقد علم ما جعل الله عز وجل لمن قالهن من تفريج الكروب والهموم.. وهى من أعظم أسباب تفريج الكروب، والموضع الأول قوله تعالى: «وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ. الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ. فعند الابتلاء نقول إنا لله وإنا إليه راجعون»، فتنزل علينا رحمات المولى عز وجل.. الموضع الثانى قوله تعالى «وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلَّا أَن قَالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِى أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ».. الموضع الثالث وكان بمناسبة غزوة حمراء الأسد، والتى كانت بعد غزوة أحد مباشرة، قول المولى عز وجل «الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ.. والموضع الرابع قول المولى عز وجل «فَنَادَى فِى الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّى كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ. فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنجِى الْمُؤْمِنِينَ»، و هو دعاء سيدنا يونس عليه السلام وهو فى بطن الحوت فنجاه الله تعالى.
وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: دعوة ذى النون، إذ دعا وهو فى بطن الحوت: لا إله إلا أنت سبحانك إنى كنت من الظالمين؛ فإنه لم يدع بها رجل مسلم فى شىء قط إلا استجاب الله له.
والموضع الخامس قوله تعالى: «وأفوض أمرى إلى الله إن الله بصير بالعباد»، وليس معنى هذا أن نقتصر على هذه الآيات فقط، فالقرآن كله عبادة وطاعة وقرب لله سبحانه وتعالى.
نقلًا عن “المصري اليوم”