سالي فراج
أُقيمت مساء أمس حفل إطلاق ومناقشة رواية “جيد بما يكفي” للكاتب حاتم حافظ، الصادرة عن الدار المصرية اللبنانية، وذلك بمكتبة تنمية فرع المعادي.
أدار الندوة المنسق الثقافي مصطفى الطيب، وناقش الرواية الكاتب والناقد طارق إمام، وفيما يلي أبرز تصريحات الكاتب حاتم حافظ خلال المناقشة:
1- كتبت الرواية عام 2019، بعد الانتهاء مباشرة من كتابة رواية “كقطة تعبر الطريق”. وفكرتها تعود لأكثر من 10 سنوات. ربما كان جدي الذي عاش مائة عام أحد مصادرها.
2- بسبب موضوع الرواية وحضور فكرة الموت والغياب ظن البعض أنني كتبتها نتيجة تأثري برحيل زوجتي إيمان خيري ولكن الحقيقة إنني كتبتها قبل اكتشاف مرضها، بل إني كتبتها بإلحاح منها، ولهذا فإن لها الفضل في إنجازها.
3- الرواية تدور في يوم واحد عبر تقنية تيار الوعي، والبطل يحاول خلق رواية من ذكرياته مقاوما عطب ذاكرته ولهذا أظن أنها تتكرر بشكل يومي حتى إن الحوار الوحيد في الرواية يبدو كأنه إعادة لحوار سابق.
4- ما نفعله كلنا بفعل التذكر هو محاولة خلق رواية بديلة للواقع مثلما يحدث في الأحلام، غير أن الذاكرة تخلق رواية واقعية بينما تخلق الأحلام رواية سريالية.
5- البشر طوال الوقت يقاومون الفناء، لهذا فإنهم طوروا قدرتهم على التعاطف. ولأن كل بشري هو ممثل للبشرية كلها، فإن موت أي بشري يمثل موت البشرية كلها وميلاد أي بشري يمثل ميلاد البشرية كلها. هذه الفكرة دفعتني لتغيير اسم الرواية. في البداية أسميتها “الزوال” لكني أدركت في منتصفها أن جوهرها ليس في الزوال ولكن في الاستمرارية.
6- كانت لدي مخاوف من تكرار بعض المشاهد، حيث أن البطل يعاني من اضطرابات الذاكرة وبالتالي فقدرته على التذكر بشكل صحيح ومتماسك ضعيفة، لهذا كان عرضة لتذكر نفس الموقف عدة مرات، لكنه في كل مرة لا يكون هو نفسه. وأظن أن غياب الفاصلة في النص سببه خلق إيقاع يناسب شخصا عجوزا من ناحية ومن ناحية لأن الجملة المنتهية قد تكون الجملة الأخيرة في حياته.
7- يكتشف البطل في النهاية أن الأشخاص يمكنهم البقاء في ذاكرة الآخرين ولهذا رأى أن تدوين سيرة أمه يمثل إعادتها للحياة مرة أخرى. لهذا فإن عنوان الرواية يعادل لحظة التنوير لدى البطل فهذه الإجابة ما كان ليجيبها في بداية الرواية أو في منتصفها. جيد بما يكفي تعني أن الحياة نفسها جيدة بما يكفي لكي لا نتوقف عن النضال.