سالي فراج
نهى عودة
يعد أدب الرحلات، أحد أهم الألوان الأدبية التي يفضلها شريحة كبيرة من القراء، لما تحمله من مزج بين العام والخاص، وقدرتها على الارتحال بالقارئ في مدن وبلدان عدة، وتقديم معلومات اجتماعية وتاريخية وجغرافية هامة.
وقد تطور أدب الرحلات خلال السنوات الماضية، واختلف عن شكله التقليدي، وأصبح أكثر قدرة على جذب شرائح مختلفة من القراء، بعدما مزج بين الحكي وتقديم المعلومة، مما ساعد على وصول عدد من هذه الأعمال لقوائم الأكثر مبيعا.
وخلال الفترة الماضية حقق كتاب “عن العشق والسفر”، للكاتبة نهى عودة، والصادر عن دار كتوبيا للنشر والتوزيع، أصداء واسعة بين القراء في مصر، وتصدر قوائم الأكثر مبيعا في العديد من المكتبات، رغم كونه العمل الأدبي الأول للكاتبة.
تواصل إعلام دوت كوم مع الكاتبة نهى عودة، التي كشفت عن كواليس التحضير للكتاب، وتفاصيل مبادرة “في عشق مصر” التي أطلقتها خلال الأيام الماضية، وذلك من خلال التصريحات التالية:
1- شاركت من قبل في تأليف كتابين تاريخيين؛ الأول اسمه “التاريخ كما كان”، وفكرته عبارة عن مقالات مُجمعة عن التاريخ، أما الثاني اسمه “مسارات بديلة”، وتتركز فكرته حول كتابة كل شخص عن حقبة تاريخية مُعينة، ويتخيل ماذا إذا حدث العكس، وكانت تجربة ممتعة جدا خاصة في الربط بين الأحداث التاريخية وإعمال العقل، وقد حفزتني لفكرة كتاب “عن العشق والسفر”، فقد كنت أريد إصدار كتاب له بُعد تاريخي ولكن لغير المتخصصين، بحيث يسهل على القارىء العادي قراءته.
2- زادت الفكرة وضوحا عندما كنت في زيارة لجزيرة “رودس” اليونانية، ومن خلال زيارتي للعديد من المدن حول العالم، وبصفتي مهندسة معمارية أيضا، فتكونت لدي فكرة مختلفة في الرحلات، فعندما وجدت مسجدا تاريخيا مشهورا بمدينة “رودس”، رغم أنها مدينة غير مسلمة فأثار فضولي عدة تساؤلات حول نشأته وتاريخه، فأردت الإجابة عن مثل هذه الأسئلة من خلال الكتاب.
3- في البداية كان الكتاب عبارة عن مقالات منفصلة، ولكني قررت تغيير مسار الكتابة، مع وضع خط درامي رومانسي ومزجت بين أدب الرسائل وأدب الرحلات، ولم أفكر أن يكون الكتاب رواية، حتى تكون المعلومات الواردة به ذات مصداقية للقارىء.
4- ألهمني زوجي عندما كان يكتب لي ملاحظات عن المدن التي قمنا بزيارتها، فتصميم غلاف الكتاب عبارة عن صندوق به رسائل بين زوجين، وبداخل الكتاب أيضا رسائلهما.
5- اسم الكتاب يحمل أكثر من بُعد، والعشق ينقسم لأكثر من شق، مثلا عشق الزوج أو عشق السفر، أو عشق المدن فهي أشياء مختلفة ومتنوعة ولكنها تعبر عن الحب والقرب.
6- بدأت الكتاب بمدينة رومانسية وحالمة هي “ڤينيسيا” بإيطاليا، تكلمت عن ما وراء الكواليس، وما دار داخل القصور التي بها، وبعدها اخترت مدينة “سريلانكا” التي تقع في جنوب أسيا، وهي مدينة استرخائية وهادئة، تناولت فيها تنوع الأديان المختلفة، وغيرهما من المدن المختلفة.
7- بعد نجاح الكتاب، قمت بعمل حفلات توقيع في مناطق مختلفة من الجمهورية مثل الأقصر، والمنصورة، والقاهرة، والإسكندرية، ولكنني لم أكن أتوقع كل هذه الحفاوة من القراء، وأعتقد أن على الكاتب أن يبني علاقة قوية مع القارىء، ويستمع لآرائه ويأخذها على محمل الجد، حتى يستطيع تجاوز السلبيات فيما بعد.
8- “عن العشق والسفر” هو النواة لمشروعي القادم بأجزائه المختلفة، وأريد الكتابة عن 70 مدينة مختلفة، وأركز على المدن التي بها أماكن تستحق أن يعرفها القارىء.
9- فكرة الجزء الثاني من الكتاب لم تتبلور بعد، ولكني أفكر في أن أخصص هذا الجزء في الحديث عن الجُزر.
10- أطلقت مبادرة “في عشق مصر” التي جاءتني فكرتها بعد عدة حفلات توقيع للكتاب، عندما وجدت الجمهور يقوم بتصوير الكتاب في أماكن مختلفة، ففكرت أن أستغل هذه الخطوة للترويج للسياحة الداخلية، والحديث عن مدن ومعالم سياحية عديدة في مصر، ومحاولة الربط بين السفر والقراءة.