إلى أين تذهب قناة ontv بعد الإنتخابات البرلمانية، وكيف سيكون حال شاشتها في 2016 ؟
السؤال السابق قد ينطبق على معظم القنوات الخاصة في مصر، ولا ينطبق طبعا على مبنى ماسبيرو العائد للوراء دائما أيا المتغيرات على الساحة المصرية.
لكن تظل وضعية ontv مختلفة إلى حد بعيد، القناة كانت الوحيدة من بين شاشات مصر الخاصة التي أدركت ما هو قادم بعد جمعة الغضب في يناير 2011، فاستغل القائمون عليها المساحة التي ظهرت في خريطة الإعلام المصري ونجحوا لأسباب عدة في تقديم أول شاشة إخبارية حوارية خاصة في المحروسة.
من بين هذه الأسباب وجود العديد من الأسماء المؤثرة في سوق البرامج التلفزيونية على عدة مستويات، سواء الذين كانوا على الشاشة وقت قيام الثورة، يسري فودة، ريم ماجد، جابر القرموطي، ثم من انضموا لاحقا ، إبراهيم عيسى، يوسف الحسيني، ليليان داوود وباسم يوسف في موسمه الأول وغيرهم.
سبب أخر يتلخص في أن القناة لم تكن منذ البداية، برنامج توك شو رئيسي، وترفيه باقي الوقت، العكس هو الصحيح بدأت ولاتزال – حتى اشعار أخر- قناة إخبارية تقوم على برامج تقدمها أسماء مؤثرة أيا كان حجم الخلاف حولها، ثم جاءت on لايف لتؤكد الصورة، وبات مراسلو القناة أصحاب صولات وجولات في كل محافظات مصر تقريبا، وباتت برامجها تحدد الكثير من اتجاهات بوصلة الرأي العام المصري وحملت القناة في يونيو – يوليو 2013 صفة cnn مصر بعد التغطية المكثفة والإحترافية للثورة على حكم الإخوان المسلمين.
وقعت ontv في أخطاء عديدة هذا مؤكد، لكنها قد تكون في الوقت نفسه أكثر القنوات المصرية تعرضا للضغوط من كل الأنظمة التي حكمت مصر بعد إسقاط حسني مبارك، سواء لاجبارها على العودة عن خط تقديم الأخبار بحجة أن ترخيصها لا يسمح بذلك، أو اتهام مالكها نجيب ساويرس في عهد الإخوان بتنفيذ مخططات صهيوأمريكية وغير ذلك من ترهات، وصولا لانقلاب حلفاء 30 يونيو على بعضهم البعض، فبات “ثقل الدم” و” الخلاف مع النظام الجديد” بمثابة اتهامات تستوجب الإطاحة بأبرز وجوه القناة ووقف برامجهم بمختلف الحجج الممكنة بجانب انطلاق حملات تشويه شبه دورية توقفت – فجأة- في الأسابيع الأخيرة .
لماذا توقفت حملات التشوية؟ الإجابة المحتملة التي لا أرى غيرها، أن الرسالة وصلت للمتربصين بـ ontv ، التغيير الذي حدث في الإدارة العليا للقناة، الإستعانة بغير المتخصصين الغرباء تماما عن الوسط الإعلامي، بعث لكارهي القناة برسالة ملخصا، استريحوا لم يعد هناك مجال للقلق، ما تبق من الأجنحة التي طارت بها ontv فوق مدينة الإنتاج الإعلامي في طريقه للزوال .
ملخص التطوير الذي حدث خلال الشهرين الأخيرين كان، استبعاد نجمي القناة يوسف الحسيني وجابر القرموطي من تقديم برامجهما في رمضان، ثم نشر موقع بوابة روز اليوسف لخبر وجود نية واضحة للاستغناء عنهما بنهاية العام دون أن يصدر – ولأول مرة – بيان نفي عن القناة، تسريبات عن نية تقليص قد يصل لحد الإغلاق لقناة on لايف، كل نجوم القناة تقريبا لا يعرفون مصيرهم في 2016، وتمنع معظهم “العشرة” من فتح مفاوضات مع قنوات أخرى، مذيعة ترفض ابعادها من برنامج رمضاني وتلوح بتقديم استقالتها فيتم قبولها فورا، مذيعة أخرى يتم فصلها لأنها طالبت بتحسين مرتبها بعدما ترقت من مراسلة إلى مقدمة نشرات، مكتب العمل بات يتابع أخبار القناة أكثر من المشاهدين ، فيما الإدارة الحالية فرضت ولأول مرة أيضا داخل مدينة الإنتاج الإعلامي توقيع البصمة على المعدين والمخرجين ، المهم هو البقاء 8 ساعات متتالية، أعادت تنظيم أماكن وقوف السيارات أمام القناة، أغلقت البوفيه لأسباب تقول أنها صحية، كل ما هو تنظيمي وبعيد عن الشاشة قامت به الإدارة الحالية وكأنها تولت إعادة هيكلة مجمع التحرير لا قناة فضائية دخلت ذاكرة المصريين بقوة ويبدو أن طريق الخروج منها بات مفتوحا في الشهور القليلة المقبلة .
خالص الإحترام لمجمع التحرير، استخدامه في هذا المقال بهدف التأكيد فقط على أن إدارة الموظفين مختلفة تماما عن إدارة الإعلاميين، وأن بصمة المعد أو المخرج أو المذيع تكون على الشاشة لا في كشوف الحضور والإنصراف، بل ربما سيكون لمجمع التحرير مجالا للخروج منتصرا في هذه المقارنة، فهو على الأقل يخدم “ملايين” من المواطنين يوميا، اما إدارة ontv الجديدة فيبدو أن أحدا لن يحاسبها بل ربما سيكافئها على التفريط في “ملايين” المشاهدين الذي ظلوا دائما عبر هذه الشاشة أقرب إلى الأحدث .