هبة جلال
قال السيناريست محمد سليمان عبد المالك، إن عمله على المعالجة والسيناريو الحوار لمسلسل “راجعين يا هوي” المقرر عرضه في السباق الدرامي الرمضاني القادم يعتبره درس تعلم به الكثير والكثير أثناء عمله وتطويره للشخصيات والأحداث الدرامية له لأنه مبهور بعالم أسامة أنور عكاشة في نسجه للشخصيات وخلقه للتفاصيل فهو تميز كثيرا في هذه الجزئية بالإضافة للغة الحوار.
أضاف “عبد المالك” في تصريح خاص لـ”إعلام دوت كوم“: “أراهن على جميع الشخصيات في (راجعين يا هوى) من ناحية تفردها وشكلها الجديد واختلافها وأداء الممثلين لها أيضا، فجميع أبطال العمل يقدموا شخصيات جديدة على نوعية الأدوار التي قدموها من قبل ويلبسوا أثواب جديده لم يراهم الجمهور بها من قبل”.
أكد السيناريست على أن التصدي لعمل يحمل اسم أسامة أنور عكاشة شرف ومسؤولية فمعظم الأجيال الجديدة بعالم الكتابة خرجت من عباءته فهو الذي نقل الدراما التليفزيونية لمكانة متميزة وعالية كما نقل الكاتب الدرامي لنجم في مجاله، مشيرا إلي أنه يعتبر نفسه أحد تلامذته مع أنه لم يحالفه الحظ وقابله ولكنه تعلم على يده من خلال أعماله فكان متابعا جيدا لأعماله الدرامية والسينمائية والمسرحية والأدبية والصحفية فهو كان يكتب في مجالات متعددة وكثيرة.
كما لفت إلى أنه تحمس كثيرا عندما أخبره منتج العمل بأنه حصل على حقوق تحويل المسلسل الإذاعي “راجعين يا هوى” في مسلسل تليفزيوني، لأنه تربطه علاقه جيدة بأسرة الأستاذ الراحل والورثة أيضا، كما أنهم تواصلوا معه وأبدوا حماسهم لتصديه للمهمة الصعبة وهي المعالجة والسيناريو والحوار لـ”راجعين يا هوى” كمسلسل درامي .
وفي سياق متصل، قال إن المقارنة بأسامة أنور عكاشة شئ مخيف جدا وتحدي كبير ومسؤولية ضخمه لأنه يحمل اسم كبير وضخم في عالم الدراما التليفزيونية على كتفه فإذا كان الأمر متعلقا باسمه فقط سيكون أمرا هينا.
أردف: ‘التحدي بالنسبة لي كان في كيفية الحفاظ على عالم أسامة أنور عكاشة بكل تفاصيله وشخصياته ولغة حواره وفي نفس الوقت يكون العمل به من الكاتب الذي تصدى للمعالجة والسيناريو والحوار فهذه هي المعاجلة التي كنت أسعى لتحقيقها في “راجعين يا هوى” وهنا تكمن الصعوبة والتحدي بالنسبة لي كسيناريست خاصة وأن كل وسيط يفرض أشياء وتقنيات معينة للكتابة”.
وبسؤاله حول وجود تغيير كبير في رسم الشخصيات، لفت إلى أنه بطبيعة الحال والتطوير وتكييف العمل على وسيط مختلف يحتمل إضافة خطوط درامية أكثر واحتمالية خلق شخصيات أخرى ومسارات قصصية جديدة عن التي كانت موجودة ولكن من المهم أن يعمل الكاتب في نفس إطار القصة الحقيقية بكافة تفاصيلها والشخصيات الجديدة تكون غير دخيلة عليها.
تابع: “عندما أعمل ككاتب درامي على وسيط معين مثل التليفزيون يجب أن أضع من فني وإبداعي الشخصي بما يتوائم مع العالم الذي سأدخله بأبجدياته وآلياته فعندما عملت على تحويل عمل إذاعي مدة حلقته لا تتجاور الـ 10 دقائق لعمل تليفزيوني تعاملت مع الأمر على أن هناك قصة لها شخصيات ومسار درامي واضح أخذته وقمت بتطويره بحيث يصبح مناسب للتليفزيون من ناحية ومناسب للزمن الحالي من الناحية الآخرى فهذا ما كان يشغلني أثناء التطوير الدرامي للعمل بالمشاركة مع منتج ومخرج العمل”.
وحول اعتبار البعض أن إعادة تقديم الأعمال الفنية استغلال للنجاح السابق، أشار إلى أن ذلك لا يعد اتهاما لأنه أمر مشروع ومفهوم لدى الكثيرين فاستغلال النجاحات السابقة وإعادة تقديمها أمر جيد ولكن الفكرة تكمن في كيفية التقديم.
استطرد قائلا: “نحن لدينا تراث أدبي كبير لأعمال كثيرة لأساتذة كبيرة مثل نجيب محفوظ، يوسف إدريس، يحيى حقي وغيرهما وبحاجة لاستغلال هذا التراث الأدبي في تقديمه على الشاشة فعندما يتم تقديم عمل أدبي ناجح على الشاشة فبكل تأكيد يستفاد العمل التليفزيوني من النجاح السابق له كعمل أدبي وفكرة التطوير والتكييف متواجدة ومتعارف عليها في العالم بأكمله وأتمنى أن يتحمس السوق لذلك بشكل أكبر”.
كما أكد على أن إعادة تقديم الأعمال ليس فقرا في العملية الإبداعية وهذا اتهام مغلوط ولا يوجد ما يسمى بذلك فالإبداع سلسلة متصلة عبر الأجيال، مضيفا: “ونحن بحاجة أن نعود للمنابع والجذور والأصول الخاصة بنا حتى لا يحدث قطيعة بين الأجيال القديمة والجديدة”.
“راجعين يا هوى” من تأليف السيناريست الكبير الراحل أسامة أنور عكاشة، سيناريو وحوار محمد سليمان عبد المالك، وإخراج محمد سلامة،ويشارك في بطولته كل من خالد النبوي، نور، أحمد بدير، هنا شيحة، وفاء عامر، أنوشكا، طارق عبد العزيز، إسلام جمال، مصطفى درويش، إسلام ابراهيم، سلمى أبو ضيف، آية سماحة، نور خالد النبوي وغيرهم.