عجيب الإنسان! لا يعرف قيمة الأشياء إلا حين يفقدها
صارحت نفسي بهذه العبارة عندما فاجأني شعورغريب بالمرارة حين رأيت صورة للصفحة الأولي لجريدة “التحرير” تحمل لوجو الأسد المميز مع كلمة وداعاً…
عندما اخذت في تحليل سبب شعوري بتلك المراره رغم انني توقفت عن شراء الجريده منذ ما يقرب من العام و نصف وجدت أسبابا كثيره و لكنها جميعا لم تكن مقنعة بالنسبة لي.
من ضمن هذه الأسباب مثلا أنني من متابعي استاذ الصحافة ابراهيم عيسي فجاء الرد ان الأستاذ ابراهيم ما زال موجودا و بقوة و ما زلت من أشد متابعينه سواء في 25/30 أو جريدة المقال و أنه أصلا ترك الجريده منذ فترة لمشروعة الصحفي الجديد و المميز.
طيب يمكن بسبب صداقتي المقربه جدا من اتنين من فرسان هذه الجريده أولهما محمد عبد الرحمن صاحب المقال المتميز “فاصل و ريموت” و الذي ما زلت أتذكر الكثير من موضوعاته المهمة و التي زادت تألقا بمرور الوقت و كثيرا ما (شيّرتها) علي صفحتي الخاصة
و جاء الرد بأن الصديق محمد عبد الرحمن ازداد تألقا سواء برئاسة تحرير الموقع الناجح إعلام.أورج او قلشه المباشر في الفجر أو ملحق النهارده أجازه بأخبار اليوم
و ثانيهما الشاعر الكبير و صاحب الفكر المتميز جدا أشرف توفيق الذي أدعي انني لم يفتني مقالا من مقالاته اليوميه الممتعة في جريدة التحرير و جاء الرد بأنني أتكلم مع أشرف يوميا و أعلم انه كان قد تعب من فكرة المقال اليومي التي لم تعد تترك له الوقت لامتاعنا بأشعار جديده او انتاجات أدبية نحن في أمسّ الحاجة اليها.
طيب ربما لأن “التحرير” صدرت في أيام ثورة الرومانسية و رومانسية الثورة التي مارسناها جميعا عقب 25 يناير 2011 ناهيك عن اسم الجريده نفسه و اللوجو المميز الذي يحمل صورة جانبية لأسد قصر النيل الشهير و يصعب على ان أري تلك الصورة بجانب كلمة الوداع؟
تذكرت كذلك أيام حيرتي و من أين أبدأ القراءة مع الأعداد الأولي للجريده التي كانت تحمل في صفحتها الأولي مقال الأستاذ ابراهيم عيسي و في صفحتها الأخيره مقال لعمر طاهر بجانب مقال لبلال فضل و مربعات من القلب لأشرف توفيق و الصفحة الثانية مقال الاستاذه نجلاء بدير و طالما حظيت بسبق قصائد للخال الأبنودي أو مربعاته لاحقا.
سيبك من كل ده… الجميع ما زال بخير و تألق و لله الحمد (عدا الخال رحمه الله و اسكنه فسيح جناته) و مازالت الحياه تتطور و الدنيا لم تتوقف و لكنه الانسان الذي لا يعلم قيمة الشيء الا عندما يفقدها.