الدورة الـ23 من مهرجان الإسماعيلية
دنيا شمعة
أقيم مساء اليوم الأربعاء، حفل ختام الدورة الـ23 من مهرجان الإسماعيلية للأفلام التسجيلية والقصيرة، بقصر الثقافة، بحضور المخرج خالد جلال رئيس قطاع شئون الإنتاج الثقافي نائبًا عن معالي وزيرة الثقافة الدكتورة إيناس عبد الدايم، وبحضور السيناريست زينب عزيز رئيس المركز القومي للسينما، و عدد من القيادات والسينمائيين و الفنانين.
شهدت الدورة الـ23 من المهرجان، عددا من التغييرات والإضافات الهامة بقيادة المخرج سعد هنداوي، وإشراف السيناريست زينب عزيز، رئيسة المركز القومي للسينما، اللذان توليا إدارة المهرجان للمرة الأولى خلال هذه الدورة، أهمها محاولة كسر الحاجز النفسي الموجود بين سكان محافظة الإسماعيلية وأسوار فعاليات المهرجان، من خلال عدة خطوات أبرزها إضافة برنامجا مخصصا لأطفال محافظة الإسماعيلية بين ورش الرسوم التي أقيمت على مدار 3 أيام، وورش اللايف أنيميشن، وورش تحريك الورق وغيرها من الورش المختلفة، بالإضافة لعروض الأفلام المخصصة للأطفال، والمهداة من الراعي الرسمي للمهرجان “swiss film”.
بالإضافة لورشة “إعداد الممثل” التي خصصتها إدارة المهرجان لأهالي محافظة الإسماعيلية فقط من طلاب جامعة قناة السويس والثقافة الجماهيرية، من تقديم الممثل القدير أحمد كمال، والتواجد المستمر والبارز لشباب المحافظة بين فريق المتطوعين بالمهرجان لتنظيم الفعاليات والعروض.
ذلك عوضا عن المطبوعات الثرية والهامة، التي تم إصدارها على هامش المهرجان، وهي كتاب “السينما والواقع” للمخرج الكبير خيري بشارة، وكتاب “عواد شكري.. ابن الصعيد” للناقدة صفاء الليثي، وكتاب “محسن ويفي.. مختارات نقدية” للمخرجة الشابة جميلة محسن ويفي، وكتاب “السينما التجريبية” للمؤلف صلاح سبرميني، ذلك بجانب عدد هائل ومتنوع من الأفلام التسجيلية والقصيرة التي نالت إشادات الحضور طوال المهرجان.
بالطبع هناك سلبيات وأخطاء تقنية عديدة بالمهرجان، منها إلغاء بعض ندوات الأفلام قبل ميعادها بوقت قصير، أو وجود بعض أخطاء تقنية بسيطة في ترجمة الأفلام وغيرها من النقاط.. لكنها تظل في رأيي سلبيات موجودة “دائما” بل وفي أغلب المهرجانات العالمية أيضا، وكثرة التغييرات الإيجابية الملموسة والإنجازات خلال هذه الدورة تجعلنا قادرين على التغاضي عن مثل هذه الأخطاء البسيطة.
في حوارها مع “إعلام دوت كوم“.. صرحت السيناريست زينب عزيز، رئيسة المركز القومي للسينما، أن أول ما ركزت عليه بعد توليها رئاسة المركز، فيما يخص مهرجان الإسماعيلية، هو اختيار رئيس جديد للمهرجان وهو المخرج سعد هنداوي، والذي سبق وأوضحت أسباب اختيارها له، لكن بعد اختيارها له وتعيينه رسميا.. وقعت من على عاتقها مسئولية اختيار لجان التحكيم، والأفلام المشاركة، وكل المسئوليات الفنية البحتة لأنها وبحسب وصفها “سابت كل ده لأحسن حد يفهم فيه”، لكن في نفس الوقت بقت المسئولية الأكبر والتي تشاركتها مع “هنداوي”.. وهي إقامة 4 احتفاليات هامة جدا وهي: احتفالية مئوية المخرج صلاح التهامي، ومئوية اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون، وتكريم المخرجين خيري بشارة وعواد شكري.. والتي مرت جميعها بنجاح كبير بشهادة جميع الحضور.
أضافت: “أعتقد إن ربنا شاف مجهودنا الكبير، وحب يكافئنا.. يعني إحنا كان عندنا أربع احتفاليات ورا بعض في أربع أيام ورا بعض.. ناس كتير قالوا احتفالية واحدة من دول كانت كافية لأي مهرجان كبير، فالحمدلله”.
وعن تكريم المخرج التسجيلي الكبير عواد شكري، وإمكانية الاستمرار في سلسلة من التكريمات لرواد أخرين من جيله، أردفت: “لما عرفت عواد شكري عن قرب، وعرفت قيمته اللي قد يكون ناس كتير ماتعرفهاش، وعرفت أفلامه المهمة اللي خدت جوايز بره مصر وجوه مصر.. واتوليت المنصب اللي جزء منه الإشراف على المهرجان، حطيت في دماغي إنه الأستاذ عواد شكري يبقى من أول المكرمين لأنه ده حقه ولأنه يستحق أكتر بكتير من اللي إحنا عملناه، ودي كانت البداية وإن شاء الله في أسماء كتير زي سميح منسي وكمال قاسم وغيرهم من أبناء المركز اللي أفنوا عمرهم للسينما التسجيلية حقهم يجي دورهم في التكريم هما كمان”.
كما صرحت “عزيز”، خلال الحوار، عن وجود مشروع فعلي تم طرحه لوزارة الثقافة لاستكمال سلسلة الأفلام المرممة التي بدأها المركز خلال هذه الدورة، لتصبح مشروعا قوميا يترأسه المركز القومي للسينما كل عام، معلقة: “خلال الدورة دي فكرة الترميم مش مجرد اتطرحت وقولنا إن شاء الله، لا فكرة الترميم تم تنفيذها بالفعل في أكتر من 5 أفلام تم عرضهم، ودي أعتقد ترسيخ للمهرجان خلال أي دورة أو لأي حد هيجي بعدنا إنه يكمل ويبقي جزء من شغله إنه يرمم أفلام ويفاجئ بيها الجمهور”.
استطردت: “أنا بردو فكرت في حاجة، إنه ممكن إحنا كمركز عندنا ميزانيه محددة لإنتاج أفلام سنويا.. بس أنا فكرت ماذا لو اعتبرت إنه أربع أوخمس أفلام تم ترميمهم بمثابة ميزانية إنتاج فيلم واحد جديد، وإن شاء الله أحاول الفترة الجاية إني أعمل الاتنين”.
وفيما يخص دعم وزارة الثقافة، بقيادة الدكتورة إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة، للمهرجان بصفة عامة ولهذه الدورة بصفة خاصة، قالت: “لولا معالي الوزيرة ومساندتها ودعمها لينا، مش هقولك مدى الإحباط والحزن اللي كان ممكن يأثر في طبيعة شغلنا، أو في حماسنا.. لكن على قد ما هي وقفت معانا كان لازم مانخزلهاش.. فضاعفنا جهدنا والتحدي بتاعنا، علشان نثبتلها إننا قادرين”.