في الفترة الأخيرة ازدهرت ظاهرة تعريف بعض رواد الفيس بوك متابعيهم ببعض من المواقف الطريفة التي مرت عليهم، ومنها مواقف لها علاقة بتعاملاتهم مع بعض المطاعم أو الفنادق أو محلات بيع الملابس أو غيرها، وبدأ بعضهم في تداول صور وحكايات حول مواقفهم الإيجابية مع سائقي التاكسي والبائعين فيما يشبه الدعاية لهم ودعوة متابعيهم وأصدقائهم إلى التعامل معهم.
وفي شهر رمضان كنت معزوم عند احد اقاربي في منطقة التجمع وكان على موعد مع استلام الطعام من أحد المطاعم بجوار محكمة التجمع ولم انتبه كثيراً عندما ذكر لي كلمة المحكمة، الا انني عندما دخلت الشارع وشاهدت محل العصائر على مدخله وفوراً تذكرت أن تلك المحكمة قد سبق لي التواجد فيها عشرات المرات لتغطيات مختلفة في قضايا شهيرة ربما أشهرها قضية التمويل الأجنبي التي أعقبت ثورة 25 يناير ..
وبعيداً عن المحاكمات والتغطيات التلفزيونية فقد شاهدنا بائعاً للتين الشوكى بجوار المطعم واقترحت على صاحب العزومة اننا نريد أن نأكل تين شوكي، فبادر بالنزول ولكن كانت المنطقة مزدحمة وفجأة رجع سريعا وعندما استفسرنا منه قال ان المنطقة مزدحمة ومن الممكن أن نشتري من أى شخص آخر بعد الإفطار، وتحركنا نحو إحدى السوبر ماركت الكبرى لجلب بعض العصائر وفي الطريق شاهدت بائع أخر للتين الشوكي وقررت ان انزل اشتري منه.
وعندما نزلت سألته عن اسعار التين فقال لي باتنين جنيه وفيه بجنيه ونصف (التين ده أيام العز كنا بنشتريه بربع جنيه وحاجات كده بس مفيش داعي نقلب المواجع !!) المهم قلت له انا عاوز 10 وبعدين قلت حيكونوا قليلين اوى فقلت له خليهم 20 ، لكن قلت له اللي بجنيه ونص ده ما ينفعش بجنيه؟، قال لى بحسرة يا ريت !! قلت له طيب، وبدأ يقشر تين في كيس وفجأة قال لى اتفضل الشنطة ديه ب 35 جنيه !! وكان فيها تين متقشر وجاهز قلتله ايه ده انت حتبيعلي تين حد تاني وهو ما رضاش يشتريه ؟! قال لى لأ.. ده تين كنت مجهزه لواحد وكيل نيابة وحاقشرله تانى علشان ما اعطلكش قلتله طيب دوول كام واحدة اصلاً ازاى يعنى تقول انهم ب 35 وخلاص ؟! قاللى مش مهم العدد لما ترجع عدهم فى البيت ولو فيه مشكلة ارجعلى تانى قلتله انا مش من هنا اصلاً انا ضيف، قاللى ده تين معمول مخصوص ومن اللى باتنين جنيه وحاجة وصاية (طبعاً مش معمول لوكيل نيابة مهى بلد بتاعة شهادات صحيح !!) وقاللى ما معناه انك حتحلف بعد الفطار بحلاوة تين عم “ابو ادهم” !!!!!
وهنا استيقظت كل حواسى التى كانت فى مرحلة سكون ما قبل الافطار وقلت له هو انت “ابو ادهم” اللي كتبوا عنه على الفيسبوك !! وهنا تحول ذلك الرجل الكبير الى طفل خجول واجاب حنعمل ايه بس يا باشا ؟! وكان ينظر للأرض مثل الطفل الصغير اللي عامل عاملة !! وهنا تذكرت ذلك البوست الغريب الذى قرأته ذات مرة عند احد الصديقات التى يصعب ان اتذكر اسمها والتى اكدت انها اشترت تين من راجل محترم فى التجمع امام نفس السوبر ماركت الشهير، واضافت ان معاملته طيبة وتينه حلو جداً وانه طلب منها ان تكتب عنه على الفيسبوك وتدعو صديقاتها ليشتروا منه كنوع من الدعاية والترويج لعمله ونشرت صورته مع البوست، واخيراً دفعت تمن التين والابتسامة لا تفارقنى واكدت له مازحاً ان التين لو طلع حلو حاكتب عنه كمان على الفيسبوك، فباغتنى بان طلب منى ان افتح الكيس ووضع فيه تينة اضافية !! ورجعت وانا مبتسم لدرجة ان قريبى سألنى عن سر سعادتي؟! فقلت له حدثت معي حكاية فى منتهى الغرابة وخفة الدم، وبصراحة فعلاً المفارقة مدهشة لأنى اساساً لست من سكان التجمع وحتى لو كنت فى زيارة فما الذي يجعلني انزل اشترى تين شوكى اصلاً ؟؟!! وليه قريبى ما يشتريش من البائع الأول ؟! كلها اقدار ونصيب ورزق عم “ابو ادهم”، وتبقى انى اقول ان التين كان عدده 21 يعنى هو فعلاً كان صادق وكانوا عشرين تينة قبل التينة الزيادة وكمان هو حسب السعر ما بين الجنيه ونص والاتنين جنيه وبالمناسبة كان طعمه حلو وعجب كل الموجودين.
والحمد لله انى وفيت بالوعد الذي وعدته به مازحاً وكتبت عنه فعلاً، لكن الاهم انى لابد اشيد بوعيه باهمية الدعاية الإلكترونية خصوصاً على السوشيال ميديا رغم انه يبدو عليه انه راجل على اد حاله، واخيراً الحقيقة معرفش ان كان “ابو ادهم” لسه فى مكانه حتى الآن فى التجمع ولا انتقل إلى مكان آخر، ولا اصلاً موسم التين خلص واشتغل حاجة تانية لحد الموسم الجديد ؟؟!! لو حد يعرف يا ريت يبلغنى !!!!