في رأيي أن أزمة السخرية من الزمالك من فرقة “مسرح مصر” لم تكن تستدعي ذهاب أشرف عبد الباقي شخصيا إلى مقر النادي وتقديم الإعتذار، كان التوضيح كافيا والتوقف عن إقحام النادي الملكي في النكات بدون مبرر درامي أو كوميدي هو المطلوب من جمهور الزمالك لا أكثر ولا أقل، لكن هل جمهور الزمالك له الحق في أن يتعامل بحساسية مع هذه الإيفيهات، هل افتقد “الزملكاوية” فعلا الروح الرياضية؟ الإجابة على هذا السؤال تحتاج إلى سؤال مواز، كيف يتعامل جمهور الأهلى مع سخرية الفنانين من النادي الأحمر؟،لا إجابة لأنه لم يحدث أبدا أن سمح النادي الذي هو شعاره “الأهلي فوق الجميع” بالسخرية منه، قد يقول أحدهم لكن الزمالك هو من سمح بذلك بتراجعه المستمر ولسنين عشر، هذه إجابة تبدو صحيحة من الخارج، والدليل أنه في هذه الفترة لم يكن غضب الزملكاوية كبيرا لأن السخرية كانت في محلها، اما أن تستمر وصلات التنكيت بعد فوز الزمالك بالدوري وفي فترة يشهد فيها الأهلي تراجعا غير مسبوق ولا يفكر أي ممثل في الاقتراب منه أو حتى يساوي في السخرية بينه وبين الأبيض، فالأمر هنا دخل في نطاق “التنكيت البايخ” من أجل ارضاء الجمهور الجالس في الصالة الذي سيضحك طبعا لأن الغريم التقليدي للأحمر هو الضحية على خشبة المسرح، هنا لا يفكر الواقفون على الخشبة في أن هناك نسبة غير قليلة من الجمهور يتم اهانتها، تجلس أيضا بين الحاضرين وقد دفعت التذكرة من أجل أن تضحك لا أن تجد من يضحك عليها، بنفس القاعدة تقريبا، يسخر أهل القاهرة من الصعايدة، ويسخر أصحاب البشرة البيضاء من من متعهم الله ببشرة سمراء، المهم هو العدد، صاحب العدد الأكبر يسخر من المجموعة الأقل كما، ولو غضبت هذه المجموعة فالإتهام جاهز وهو أين الروح الرياضية، بينما السؤال مردود عليه هو أين الإبداع في أن تكمل وصلة السخرية من نادي فاز بالدوري بعد عناء طويل، في العرض الأول لفرقة تياترو مصر – بعد انسحاب أشرف عبد الباقي- مشهد مقتطع من السياق تماما فقط ليسخر ثلاثة من الممثلين باعتبارهم أهلاوية من الممثل الزملكاوي الذي يتاح له فقط التعبير عن انتمائه ثم يتم تكرار كل الإيفيهات المتداولة على الفيس بوك حول مباراة القمة، المؤمن دايما زكريا، الوقوف على الكرة كرمضان صبحي، الأهلي والزمالك أمة واحدة، مستقبل واحد، ستة واحد، نكات مكررة وبايخة بشكل يدعو للتساؤل ماذا لو تصادف أن دخل العرض في أحد الأيام أغلبية زملكاوية، وجاء الضحك نادرا، هل ستصل الرسالة وقتها لفريق العمل؟ سيرد أحدهم الآن ويقول أن زمن المعجزات ولى وأن الاغلبية الزملكاوية في أحد العروض مستحيل أن تتحقق، هذا ليس ردا بل كالعادة نكتة بايخة .