شدوى ممدوح
انتقد الدكتور أسامة الأزهري، مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الدينية، وأحد علماء الأزهر الشريف، أبناء مهنته العلمية، مؤكدا أن كثيراً منهم لم يعد يقرأ، وهذا أمر محزن.
أضاف ”الأزهري” خلال لقائه مع الإعلامي أحمد الدريني، في برنامج ”يحب الجمال”، عبر شاشة ”dmc”، أن غياب القراءة عن العالم يعني ذلك أنه حجب نفسه واعتزلها في الميدان الدراسي البحت، وقد يكون متقنا له وعالم فيه، لكنه حرم نفسه من بقية آفاق العلم ونوافذ المعرفة من قراءة الكتب التاريخية وسير العلماء وتراجمهم.
أكمل أن من توقف عن القراءة حرم نفسه من معرفة تاريخ المسلمين في الطب والهندسة والفلك، ومن كل ما أنتجته الأمة الإسلامية، والذي يعد جزءا متأصلا من علوم الشريعة، ومما تبنيه في عقول المسلمين، كما أكد على أهمية التكامل في العلم، والبحث والتنقيب عما كان شائعا بين العلماء من إبداع وعلم.
يشير ”الأزهري” إلى أن الشيخ حسن العطار في زمانه كان ينتقد هذا النوع من العلماء مثلما يفعل هو الآن، مضيفا: ”الشيخ حسن العطار قال في كتاب له إن محدش عاد بيقرأ التاريخ، ولا حد بيقرأ تاريخ المسلمين في علم الأقاليم، ولا حتى في علوم الحياة المختلفة”.
تابع: “عندما بدأت أمشي في مسار العلم بما يسره الله، وجدت عندي شغفا عظيما بكتب سير العلماء، مثل كتاب تاريخ الإسلام للإمام الذهبي، وكتاب سير أعلام النبلاء، وكتاب طبقات الشافعية الكُبر”، مشيرا إلى أن أمثال هذا النمط من الكتب يفتح عين الإنسان على شيء في غاية العجب، أن هؤلاء الناس كانوا نبلاء وعاشوا معاني الشريعة وصدقوها بحق، وتخلقوا بها بالفعل.
في نفس السياق، أكد ”الأزهري” أن تاريخ المسلمين لم يكن قط غزوات ولا فتوحات، وإنما هو علوم وآداب وفنون ومعارف، وكل ما تشمله الحياة، حتى الحروب حُكمت بميزان أخلاقي، قائلا: ”كنت خايف من كثرة الإلحاح عن قضية الجمال إن حد يقولي أنت بتجمل المشهد زيادة عن اللزوم، أو دي رؤيتك أنت للمشهد”.
يذكر أن برنامج “يحب الجمال” يقدمه الشيخ أسامة الأزهرى والإعلامى أحمد الدرينى خلال شهر رمضان، ويناقشان فيه القضايا الدينية التى تشغل بال كل المصريين والمسلمين بشكل مبسط، استناداً على كتاب الله المنزل والسنة النبوية، البرنامج يعرض يومياً فى تمام الساعة 4:15 عصراً على قناة dmc.