رباب طلعت
انتهى مشوار الفنان العراقي شمم الحسن في مسلسل “العائدون” بطولة أمير كرارة وأمينة خليل، بمشهد اغتيال الوالي أبو بكر البغدادي، الذي يقدمه شمم في العمل، على يد “نزار” جنيد زين الدين، بأمر من “سياف” أحمد الأحمد، وقد قدم “الحسن” دور الوالي ببراعة كبيرة في الأداء.
“إعلام دوت كوم” حاور شمم الحسن عن “العائدون” و”داعش”، وتجربته التمثيل في مصر وأشياء أخرى، وفيما يلي أبرز تصريحاته:
1-كان لي شرف المشاركة في “العائدون”، فأعمال المخابرات تظل في الذاكرة لسنوات، وذلك لأهميتها، ومعالجتها لموضوع مهم، يتعلق بكيان دولة وشعب كامل، وقد تشجعت لخوض التجربة بعد الصدى الذي حققه ظهوري كضيف شرف في مسلسل “هجمة مرتدة” برمضان 2021.
2-من الأمور التي شجعتني أيضًا على خوض التجربة هو أنه من إخراج أحمد نادر جلال، وقد تعاونت معه من قبل في مسلسل “كفر دلهاب”، و فيلم “العنكبوت”.
3-وافقت على دور “الوالي” على الرغم من أنني كنت أحلم بتجسيد دور ضابط مصري، سواء داخلية أو جيش أو مخابرات، لأنني أشعر بأن بطولاتهم الحقيقية وحكاياتهم الحقيقية قصص غنية جدًا دراميًا، ومهمة لأي ممثل لكي يُظهر موهبته وإبداعه و”تكنيكه كممثل”، وأتمنى من الله أن يتحقق في أعمال مستقبلية.
4-ملامح شخصية الوالي “أبو بكر البغدادي” لم تكن مكتوبة في السيناريو، لأن المؤلف كان مهتمًا بالحوار أكثر من رسم الشخصيات، خاصة الشخصيات المتواجدة في الحقيقة، ويمكن الوصول إليها عن طريق الإنترنت، وأنا طبعي أدرس شخصياتي جيدًا، وأبحث عنها.
5-لم أقلد شخصية الوالي أبو بكر البغدادي، بل قدمت “خلطة كاركترات طبيعية”، لتخرج بالشكل الذي ظهر في العمل، بالتفاته بنظراته بانفعالاته وكل تلك التفاصيل.
6-قدمت شخصية واقعية، لذا فقد استنبطت منها ملامح الشخصية، وليس شخصيته هو وحده، بل شخصية كافة قادة تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” الذين هم بالأساس امتداد لقادة تنظيم القاعدة، فقلد شاهدت عدد كبير جدًا من الفيديوهات لهم لمعرفة كيف يتحركون، وطريقة حديثهم وتفكيرهم، وقدمت خليط منهم بدءًا من أسامة بن لادن، وصولًا إلى أسامة البغدادي، بالإضافة إلى أسماء أخرى مثل الظواهري وغيرهم.
7-كان لي تجربة سابقة مع الفنان السوري أحمد الأحمد الذي قدم دور “سياف” في المسلسل، عام 2009 في سوريا، وكان من إخراج المخرج الكبير مروان بركات واسمه “سحابة الصيف”، ولم نتقابل في أحداث ذلك المسلسل، لكنني منذ ذلك الوقت وأنا أحب طريقته في التمثيل، فهو ممثل بارع وعنده إمكانية عالية في التنوع والتناول، لذا فقد كنت مستمعتًا جدًا بالعمل معه في “العائدون”، لأن ذلك التنوع الذي يمتلكه يحفز أية ممثل أمامه بأن يقدم المشهد معه على أكمل وجه.
8-المخرج أحمد نادر جلال قال إن بيني وبين أحمد الأحمد تناغمًا “فظيعًا” في مشاهدنا سويًا، وأشاد بظهورها سويًا في نفس الكادر، وقد كان بيننا “معزوفة لطيفة تشكلت بيني وبينه خلال الأحداث”.
9-الكثيرون قدموا دور الإرهابي من قبل، ولكن بالصورة التقليدية حيث يتم تقديمه على أنه شخص شرير غاضب يثير الخوف بهيئته وتحديقه المبالغ فيه ونبرة صوته العالية، ففضلت أن أجسده بتلك الطريقة، الشخص الهادئ كثير التفكير ويتصرف بشكل طبيعي كأي بشر آخر، فهو إنسان يحمل فكر الشر بداخله، لأن الإرهابي في النهاية ما هو إلا فكر يتحول إلى فعل.
10-في دراستي لتقديم الشخصية وجدت أن في هوليود على سبيل المثال يقدمون دور الشرير أحيانًا بممثل “فوتوجينيك” ويحمل قدر كبير من الوسامة، مثلًا مسلسل “Lucifer” الشهير الذي تم تقديمه مؤخرًا على “نتفليكس” قدموا الشيطان على إنه رجل وسيم وذو كاريزما عالية.
11-أنا من عشاق محمد فراج، تمثيليًا، فهو عبارة عن مدرسة نتعلم منها جميعًا، فهو جميل جدًا في كافة أعماله، وفي مشهد قتله حرقًا في “العائدون”، الشعب المصري كله تأثر، وأنا أيضًا على الرغم من وجودي داخل العمل، لأن إحساسه كان عاليًا ويفوق الخيال، خاصة أن المشهد كان شديد القسوة، ولكن تلك هي طريقة “داعش” في التعامل مع الأمور.
12-مشهد حرق فراج قاسي ولكنه حقيقي، فأنا لم أعاصر مثل تلك المشاهد في الحياة، ولكن من متابعتي لجرائم “داعش” في العراق أثناء تواجدي فيها استمعنا وتابعنا كثيرًا من انتهكاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث إن هناك أناس استشهدوا على أيدي أولئك المجرمين بالحرق وقطع الرقبة بالسيف، وقد تأذيت نفسيًا بشكل كبير.
13-الفترة التي احتلت فيها “داعش” ثلاث أو أربع محافظات داخل العراق كنت متواجدًا بها، وعلى الرغم من ابتعادي الجغرافي عن تلك المحافظات إلا أننا عشنا حالة رعب كبيرة، بسبب ما نسمع عنه ونراه في الإعلام عن الجرائم التي ارتبكوها فيها، وهناك ناس كُثر تأذوا منهم وأذى لن ينسى، ومن هنا أستشعر أهمية تقديم عمل عنهم يظهر مدى بشاعتهم وقسوتهم وتفكيرهم الإجرامي الذي بداخلهم.
14-بلدي العراق عانت كثيرًا من “داعش”، و”سوريا” لا تزال أسيرة لتلك المعاناة، حسبما يخبرني أصدقائي السوريين، فتنظيم الدولة الإسلامية، يستخدمون أبشع الأساليب في التعامل والحياة تحت مسمى الدين، فلقد رأينا منهم الاغتصابات والقتل والذبح وكل تلك التفاصيل المؤلمة، فهم “بشعين جدًا”، وكان الشعب العراقي يعاني من ذلك الاحتلال، لأننا كشعب ذو نسيج مختلط ومترابط.
15-أهمية أخرى لتقديم مثل تلك الأعمال تكمن في دورنا كفنانين نحمل رسالة، ونوعي الناس، ونُظهر الصورة المخفية عنهم، فمثلا لو كان هناك شخصًا لديه 10% من قناعات داعش من الممكن أن نزيلها عنه بتلك الأعمال، لذا فأنا أتمنى أن تستمر تلك الأعمال لكي نحارب بها تلك الأفكار المتطرفة.
16-تصدي الدولة المصرية لـ”داعش” أمر يثلج القلوب، فأنا من قبل المشاركة في مسلسلات لها علاقة بتنظيم الدولة الإسلامية، كنت استقبل تفاصيل تصدي الجيش المصري لهم بسعادة بالغة، خاصة عند نجاحهم في حماية الحدود المصرية في سيناء وغيرها، أو في الحدود مع ليبيا، فأنا معهم قلبًا وقالبًا قولًا واحدًا.
17-بعد “العائدون” أنتظهر طرح فيلمين مهمين لي في السينما “العنكبوت” مع المخرج أحمد نادر جلال، وننتظر طرحه في السينمات، و”ليلة العيد” إخراج سامح عبد العزيز، وهو عمل هام جدًا، بالإضافة إلى قرائتي لبعض الأعمال داخل وخارج مصر، ولكن لم أستقر بعد على شيء.
18-بعدما أنهيت دراستي في أكاديمية الفنون في بغداد، كان لدي حلم الانتشار في الدراما العربية أكثر من العراقية، فاتجهت إلى سوريا، لأن الدراما فيها كانت نشطة وقتها، ولكن دائمًا كنت أتطلع للمشاركة في الدراما المصرية، لأنها حلمي الأساسي، فقد كان حلمي أن أكون بين يدي مخرجين مصريين ونجوم وزملاء مصريين، فمصر هي “هوليوود” الشرق الأوسط والعربي، وأنا سعيد جدًا بخوض التجربة هنا، لأنها حلم أي فنان عربي.
19-كنت محظوظًا بخوضي تجربة التمثيل في مصر مع مخرجين “ثُقال” مثل أحمد نادر جلال، ومجدي أبو عميرة أحد عظماء الزمن الجميل الذي تربينا على مسلسلاته، ومحمد النقلي، وسامح عبد العزيز.
20-أتمنى العمل مع المخرج المبدع مروان حامد، وشريف عرفة، وعمرو عرفة، ومن الشباب مريم أحمدي التي أعشق عملها، وإبراهيم فخر يسحرني بأعماله وفكره، ومن المؤلفين أتمنى تكرار التجربة مع محمد الحناوي الذي سعدت بمشاركته في “قوت القلوب”، وكثير من المؤلفين المصريين يسعدني أتشرف بالعمل معهم.