معظم العاملين في المجال الرياضي المحلي يحرصون على التواصل مع الإعلام رغم عدم اقتناع بعضهم بدوره أو بكفاءة العاملين فيه، لذلك نرى أن العلاقة بينهما تتصف دائمًا بالتطرف ولا تعرف الوسطية.
إذا وجد المدرب أو اللاعب صحافيًا يمتدحه فإنه يعتبره نموذجًا محترمًا للمهني الكفء الذي يقدم الحقائق بكل شفافية، لكن إذا قام بعدها نفس الكاتب بانتقاده فإنه يتحول في نظره إلى شخص حاقد ومغرض أو على الأقل مبيفهمش حاجة!
سأحكي لكما موقفين يوضحان مدى اهتمام وقدرة بعض الرياضيين على قراءة وفهم ما ينشر:
الأول: خلال إحدى سفرياتي إلى صعيد مصر جاء مقعدي في الطائرة بجوار واحد من أشهر النجوم الحاليين، المضيفة أحضرت له كل الجرائد اليومية التي قام النجم بتصفحها جميعًا في 5 دقائق اكتفى خلالها بمشاهدة الصور المنشورة في صفحات الرياضة والفن دون أن يقرأ أي شيء.
الثاني: أحد زملائي عمل مترجمًا مع مدرب أجنبي في أثناء قيادته لأحد الأندية المصرية الكبرى وحكى لي عن (بلاوي) كثيرة منها أن هناك لاعبين أميين لا يجيدون من القراءة والكتابة سوى (رسم) توقيعاتهم على العقود وأوتجرافات المعجبين.
أبرز الأسماء التي تتجنب الظهور كثيرًا في وسائل الإعلام:
محمود الخطيب: لقاءاته التليفزيونية قليلة بالمقارنة مع شهرته العريضة، قدم برنامجين رياضيين وتعاقد مع إحدى القنوات لتقديم ثالث سيكون ذا طابع إنساني بعيدًا عن الرياضة.
منذ سنوات طويلة وهو لا يتابع الجرائد أو المجلات ويكتفي فقط بقراءة المقالات المهمة التي يرشحها له المقربون، وعلاقته مع الصحافيين تمتاز بالاحترام والود رغم إنه بخيل في تصريحاته لهم، عندما يتحدث مع أحدهم بصورة شخصية يصر على التأكيد بأن كلامه وآرائه ليست للنشر.
محمود طاهر: بعد انتشاره الإعلامي المكثف أثناء انتخابات النادي الأهلي اختفى فجأة من الساحة مكتفيًا بإجراء عدد محدود من الحوارات مع مجلة وقناة النادي.
قد يكون السبب هو غيابه المستمر نتيجة سفرياته المتعددة وربما يرجع إلى طبيعة شخصيته الهادئة التي لا تميل كثيرًا للأضواء.
في المقابل هناك شخصيات أخرى شهيرة تسعد بتهافت الإعلام عليها وتوافق على عمل العديد من المداخلات واللقاءات من أجل التعقيب على الأحداث:
مرتضى منصور: يتابع بشكل يومي كل ما هو مكتوب ومسموع ومرئي في كل وسائل الإعلام سواء كان الأمر خاصًا بالرياضة أو بالقضايا العامة، ويستخدم حق الرد بكثافة ويهاجم بشراسة كل من يعارضه أو يتبنى آراء لا تعجبه.
في المقابل نراه شحيحًا في الإشادة بمن يؤيده ويكتفي فقط بذكر اسمه مقرونًا بكلمة (المحترم). عدد ساعات ظهوره على الشاشات – سواء ضيفًا أو في مداخلة هاتفية – بلغ رقمًا غير مسبوق في تاريخ الإعلام المصري والعالمي.
عزمي مجاهد: منصبه في اللجنة الإعلامية لاتحاد الكرة يفرض عليه متابعة كل ما يقال والتعليق عليه بشكل رسمي، لكننا نفاجئ به يدلي بآراء عجيبة يخلط فيها الرياضة بالسياسة والطبيخ!
عزمي مجاهد يعاني من حالة (إمساك) في القراءة مع (إسهال) في التصريحات.