قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن مظاهر الدنيا تتبدل بإرادة الله سبحانه وتعالى، وذلك يتضح في سورة الروم (الم. غُلِبَتِ الرُّومُ فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ. فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ. بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ).
أضاف “جمعة، خلال برنامج “القرآن العظيم” المذاع على قناة “صدى البلد”، أن تلك القصة جاءت في إن الفرس غلبوا الروم وكان المؤمنون قلوبهم مع أهل الروم لأنهم من أهل الكتاب، وحدث ذلك في مكة ولما غلب الفرس الروم جلس المشركون في حالة من السعادة حتى إن أبو بكر لما نزلت هذه الآيات قال لهم أتراهنونني على أن الروم ستنتصر على فارس بعد ثلاث سنوات، فقالوا نراهنك على 10 من الإبل، وذهب إلى النبي صلى الله عليه وسلم يخبره برهانه فقال الرسول له يا أبو بكر زد في المناحبة (الرهان) وزد في الزمن.
أوضح عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، أن أبو بكر ذهب إلى المشركين ورفع الرهان من 10 إلى 100 من الإبل، ومن 3 سنوات إلى 9 سنوات، مؤكدا أن الفرس غُلبت فعلا بعد 9 سنوات، وهذا أخذ منه أبو حنيفة رضي الله عنه أن جميع العقود الفاسدة حلال في دار غير المسلمين مع غير المسلمين لأن مكة حينذاك لم تكن دار إسلام وهؤلاء كانوا من المشركين وعندهم الرهان لا بأس به، فيكون جائزة ويجوز كل عقد من هذا النوع.