رباب طلعت محمد جمعة
يستمر الفنان محمد جمعة في حصد الإشادات على أدواره التي يحرص على التنوع فيها كل عام عن سابقه، وفي هذا العام كان لافتًا بدور “الشيخ يسري” في مسلسل “جزيرة غمام” ذلك الرجل المتلون والمتلاعب.
لمع “جمعة” أو الشيخ يسري تحديدًا في مشهد المناظرة بينه ومحارب (فتحي عبد الوهاب) أمام عرفات (أحمد أمين) والذي كان أشبه بمبارزة بين الفنانين في حضور عدد كبير من المجاميع، وكل ممثلي العمل تقريبًا.
وقد حاور “إعلام دوت كوم” الفنان محمد جمعة لمعرفة تفاصيل ذلك المشهد، والحديث عن الشيخ يسري وجزيرة غمام، وفيما يلي أبرز تصريحاته:
1- استلهمت شخصية الشيخ يسري من رسمها على الورق، فهي شخصية معقدة “متفهميش ليها حاجة”، وهي شخصية متلونة على كل جانب، والشيخ يسري موجود بكثرة في الحياة، وقابلتها بالطبع.
2- أنا ثقافتي إقليمية فأنا من الفيوم، وقد وجدت أن ثقافة الدجل والأعمال متأصلة فيها وفي الأماكن الأكثر فقرًا مثلما يقولون.
3- يمكن وصف الشيخ يسري بأنه “رجل العصر” الرجل الذي يأكل على كل الموائد.
4- موضوع وضع الزبيب في الماء كان مكتوبًا في السيناريو، وهو من ضمن الأفعال اللافتة لمثل أولئك الدجالين، حيث يفعل أشياء غير تقليدية، لإلهاء الناس أثناء تواجدهم في منزله، فلا أحد يضع زبيبًا على الماء سواه لتسكيره، بالتالي عندما يشربون منه سيجدون له طعمًا مختلفًا تمامًا، وتلك وسيلة لإلهاء الناس لإقناعهم بالدجل الذي يقوله.
5- إسقاطات الأسماء تعود للمتفرج، فهو من يستطيع ربطها وفك شفرتها، وردًا على حديث البعض بأن العمل يحمل إسقاطات سواء في الأحداث أو الأسماء، أقول إننا لا نصور العمل الفني بداعي الإسقاط، فلا نقول إننا نقدم اسقاطًا، نحن لدينا شخصيات من لحم ودم نجسدها ونقدمها للمشاهد، وهو من يخرج منها إسقاطاتها، فنحن نعرض الفكرة والمتفرجين والنقاد هم من يحللون الموقف.
6- العمل دعوة للحب فإذا كان الحب صوفية فنعم للصوفية، فالجميع يدعو بأن يغلب الحب بيننا، وإذا ساد الحب فلن يكون هناك مشاكل أبدًا، فالحب هدف إنساني وليس اتجاه صوفي.
7- نجاح العمل يعود إلى صناعه، ليس لاشتياق الناس لنوع معين من الدراما، فالدراما الجماعية متواجدة كل سنة، وكذلك الصعيدية، ومبارزة الممثلين في التصوير تصب في مصلحة الجمهور.
8- هناك متعة في العمل بسبب تلك المبارزة، فلو سألنا الجمهور من تحب متابعة لعبه (لعيب شاطر ولا كسبان؟) ستكون الإجابة دائمًا الشاطر لأنه يمتعه بلعبه، حتى لو الآخر رابح فالمتعة مع اللعبة الحلوة، ونحن نصور عمل سعداء به، وأتمنى أن يكون الناس سعداء بها.
9- أحيي ذكاء مي عزالدين، لأنها أكثر “حد ذكي في المسلسل”، لأن البطلة التي تترك البطولة المطلقة التي حافظت عليها لسنوات، مقابل دور وسط مجموعة، وأغلبه أداء بالعين والوجه لشيء يحسب لها، وأعتقد أنها حصدت نتيجته، فأنا أتابع التعليقات والإشادات بها.
10- مشهد المناظرة بين يسري ومحارب وعرفات، كان صعبًا جدًا لأنه تم تصويره على مدار 3 أيام، فهو مشهد صعب وطويل، وكان 14 صفحة ونصف صفحة في السيناريو، ويتخطى 20 دقيقة تقريبًا، وهو مشهد نهاري فقط، ومهم جدًا، فلم نستطع تصويره في يوم واحد، تم تصويره في 3 أيام وعلى مسافات طويلة، فبين كل يوم والآخر أسبوع تقريبًا.
11- أحيي المخرج حسين المنباوي ومساعديه في الإخراج على حركة المجاميع، فهناك شيء مبهر في هذا العمل لا يلتفت له الكثيرون وهو حركة المجاميع، ولن يلتفت له إلا صناع الدراما، فالأمر صعب للغاية وليس من السهل التغلب على ذلك العدد الكبير منهم، فتلك “شطارة ما بعدها شطارة”.
12- مشهد الشيخ مدين كان ثلاثة مشاهد، وهو مفتاح سر العمل، وكنا محظوظين بأن من جسد دور الشيخ مدين هو الفنان الكبير عبد العزيز مخيون، فنحن من أول مشهد نؤكد على أننا نقدم عمل مهم وله رسالة بالغة الأهمية.
13- أحمد أمين أول دور لي حقق نجاحًا جماهيريًا كان معه في مسلسل “الوصية” دور “عم ضياء”، فتلك ليست المرة الأولى التي نصور سويًا عمل واحد، وفتحي عبد الوهاب صديق عمري أيضًا، ولا يشترط أن نمثل أعمالًا مشتركة من قبل ليحصل ذلك التناغم بيننا.
14- إتقان الأدوار جاء لأن “كل واحد كان قاعد للتاني مدرس”، فكل منا كان يوجه الآخر للأفضل، فقد كنا نحاول أن نكون “مراية بعض”، لتقديم الأفضل.