نهتم بتحديد المشكلات ونبحث عن طرق الحل ونفندها ونختار ما نظن أنه حل ناجع، ونستقر على اتخاذ قرار باتخاذ الطريقة المعبنة للحل المشكلات. كل هذا جيد، بل جيد جداً، وممتاز في قول آخر، لكن – وآه من لكن تلك – لكننا نختار الحل ونحن في معزل عن باقي المشاكل وكأنما لو كانت تلك المشلكة موجودة في قوقعة مغلقة مفرغة الهواء. لا نرى أن كل المشاكل مرتبطة بأخرى، ولا نرى أن كل المشاكل أطرافها مرتبطة بأطراف مشاكل أخرى لابد لها من حل، فحقيقة الأمر أن كل المشاكل مترابطة ببعض مكونة شبكة معقدة متشابكة تبدو كرة الخيط الملتفة على بعضها البعض. هذا لا يجعلنا نيأس ولا يوقفنا عن الاستمرار في البحث عن حلول.
يوصي العلماء بتجزئة المشاكل إلى مشاكل أصغر وأصغر حتى الحجم الذي لا يمكن بعده التجزئة، ثم نبدأ بالحل – العودة للمربع صفر – ثم نجد أن الكثير من المشاكل الصغري يمكن حلها بسهولة تامة فيعاد وصل تلك الجزئية بالكيان الأكبر والذي كان به من المشاكل نسبة ما بحل مشاكله الصغيرة تصبح معاناة تلك الأجزاء الأكبر أقل بكثير ومن ثم تتحلحل الأمور ويبدأ الإصلاح.
وعلى مستوى الدول والبلدان يتم هذا أيضاً في أشكال مختلفة فمثلاً نحن نعاني من مشاكل في انخفاض معدلات تصدير بضائعنا من المواد الزراعية والغذائية لأنها ليست على مستوى عالي من الجودة! هكذا يراه المستورد الذي تصله منتجات زراعية غير صالحة للاستخدام ما بالك عن البيع، بالتحليل التسلسلي وجد أن معظم أسباب تأتي من طول فترة النقل وسوء أجواءه مما يجعل المنتج يصل (إن وصل) وقد فقد صلاحيته – فلا المنتج يصل إلى المشتري في موعده ولا بالجودة التي يقبلها- فماذا نحن فاعلون؟
بدأت الدولة في العصر الحالي بإصلاح منظومة الطرق – وهي أهم عنصر في نقل المنتجات من أماكن الإنتاج إلى الموانيء لنقلها إلى البلاد الأخرى وهو مشروع ضخم يغطى ما إجماليه 3600 كم من الطرق عالية الجودة لتحسين ظروف نقل المنتجات وفي الجانب الآخر يعمل المنتجين على إيجاد وسائل حفظ وتعبئة تحافظ بشكل أفضل على المنتجات.
أي أن طرفي المشكلة قاما بعمل ما لحل المشكلة ويتبقى جزء آخر لا بد من أن يقوم كل بدوره فعلى الدولة أن توفر سبل التصدير السريع وعلى المصدر أن يقوم بدفع ما يتوجب عليه من ضرائب ورسوم، أما أن يتحايل كل طرف على الأمر بشكل ما لعدم القيام بدوره فلا تقوم الدولة بتوفير طرق صالحة للنقل أو أن يتحايل المصدر على الرسوم بتقديم أوراق غير سليمة أو رشاوي ليدفع رسوم أقل فلن تحل المشاكل بالمرة.
كلٌ عليه دور لابد من عمله، ولا ينتظر أن يحلها له أحد، ابحث عن حل واسعى إليه قد يجبر ذلك الآخرين على مساعدتك أيضاً والقيام بدورهم أوببعضه.
وأنت ماذا فعلت لتحل مشاكلك؟