رباب طلعت
“أم آدم المجاطي” أحد أشهر الأسماء المرتبطة بتنظيم الدولة الإسلامي “داعش”، بل و”القاعدة” حيث انتقلت منها إلى الدولة الأحدث قبل العثور عليها مقتولة في عمليات سيطرة القوات السورية عليها واستعادتها من “داعش”، وقد جسدت دورها الفنانة الأردنية سميرة الأسير في مسلسل “بطلوع الروح” إخراج كاملة أبو زكري.
“إعلام دوت كوم” حاور سميرة الأسير عن تقديمها لشخصية أحد أهم نساء داعش، وكواليس العمل على الشخصية، وتجربة التمثيل في مصر، وفيما يلي أبرز تصريحاتها عن “بطلوع الروح” ونساء داعش:
1- المخرجة كاملة أبو زكري شاهدتني في مسلسل “Caliphate” على منصة نتفليكس، مع الكاستينج دايركتور محمد شاهين، وتحدث معي طلب مني أن أقوم بـ”أوديشن” للمسلسل، وأسندوا إلي دور “أم آدم”، والعملين مختلفين تمامًا، فالأول يتحدث عن الأجانب وما حدث معهم، والثاني عن العرب وما يحدث معنا، ولكن كلاهما عن داعش.
2- شاهدت الكثير من الفيديوهات عن داعش، وكذلك مسلسلات مغربية، لأن الشخصية مغربية، وحاولت عمل “backstory” لأم آدم، لمعرفة سبب الشر الذي تحمله بداخلها، فمن أبرز معالم تنظيم داعش أنهم يضمون إليهم أشخاصًا لديهم نقص ما بسبب انعدام ثقة في النفس أو لا يوجد أهمية لحياتهم، وخلافه، وكونهم أحد أفراد التنظيم يعطيهم نوعًا من القوة.
3- أم آدم شخصية حقيقية حيث كانت المرأة ضمن تنظيم القاعدة، ومن ثم انضمت إلى داعش، فبحثت كثيرًا عنها، لمعرفة ملامح شخصيتها، وقد حاولت إتقان لهجتها المغربية، لأنهم ينطقون الحروف بطريقة معينة كأنها (حية والكلمات سمها تبخها ببطء).
4- قدمت من قبل في “القاهرة كابول” دور زوجة أمير تنظيم القاعدة، ولكنها شخصية مختلفة تمامًا عن “أم آدم”، فـ”أم عبدالله” امرأة بدوية شديدة الإيمان بالله، وذهبت مع شقيقها إلى طالبان ظنًا منها أنه أجمل مكان في العالم، وطريقها إلى الجنة، ولكن عندما اكتشفت الحقيقة، وعلمت بأن زوجها (طارق لطفي) هو من قتل شقيقها قررت ألا تكون جزءًا من تلك الجماعة، والانتقام من زوجها، وتوجيه الناس إلى الحقيقة، فلم تكن شخصية شريرة على العكس.
5- “أم آدم” تختلف عنها كثيرًا، لأنها شريرة جدًا، فهي معقدة نفسيًا وتُخرج عقدها على السيدات اللاتي يخضعن تحت إمرتها في السجن، فهي بالفعل مريضة نفسيًا، وتؤمن بأن ما تفعله صحيح، وأن ذلك هو الدين الحقيقي.
6- التحضير لأم عبدالله كان أكثر سلامًا، لأنها متوكلة على الله بشكل كبير ومسلمة أمرها إلى الله، لكن أم آدم كنت أبحث عن شخصيات سيدات “شرانية” من داعش، لمعرفة سيكولوجية عقولهم لمعرفة كيف يصلون إلى تلك المنطقة بداخلهم التي تبرر لهم إيذاء الناس خاصة النساء والأطفال بتلك الصورة، فعملت على نقطتين هامتان في الشخصية، الأولى غسيل المخ، واختيار الحيوان الذي يشبهها لتقديم الدور مثله وكانت هي مثل الثعبان، فقدمتها هادئة تبث السم، فشرها داخلي وتخرجه على الناس بهدوء، الشر عندها “مختلف” بدون صراخ أو عصبية.
7- من أصعب المشاهد التي جسدتها كانت عندما صرخت في الأطفال وأخطب فيهم بأن الرسم حرامًا، كنت مشفقة عليهم، حيث ارتسمت على وجوههم علامات الصدمة، ففي مشهد الخطبة الذي قلت فيه “إن دولتنا لباقية” بعدما أنهيته كان جسدي يرتجف من داخلي، فهي شخصية مشاعرها داخلية أكثر ما تظهره.
8- قرأت عن سيدات كثيرات لداعش، وبيت الضيافة، وكذلك نساء داعش الموجودات في مخيم الهول، لأنهن مازلن مؤمنين بفكر داعش الإرهابي، وأن ذلك هو الدين الحق.
9- من أكثر الأمور التي شاهدتها وأثرت فيا عن نساء داعش كانت وثائقي عن فتاة مغربية حاولت الهرب من داعش أكثر من مرة، وكانوا يعيدونها ويزوجونها لرجل آخر، أنجبت منهم أطفالًا هربت معهم من دولة الخلافة.
10- اللهجة المغربية صعبة جدًا، وعملت لأسابيع على إتقان اللهجة مع مدققين لغويين، وتحدثت مع أصدقاء مغاربة، وفي المسلسل أحضروا مدققة لغوية اسمها سميرة بايرم، وكانت مشرفة على كل المشاهد، وكنت أدمج بين الفصحى والمغربي وكثرنا الفصحى لأن داعش متعددة الجنسيات، فلن يفهم الكثيرون لكنتها، وحضرت لها فيديوهات كانت لهجتها عربية فصحى أكثر نظرًا لاستمرارها وسطهم لسنوات، بالإضافة هم يهتمون بالعربية لأنها لغة القرآن.
11- كنت أتمنى العمل مع كاملة أبو زكري منذ سنوات، وكانت التجربة ممتعة جدًا، لأنها تعطي الممثل المساحة والوقت اللازم للمشاهد، وتعمل معه على الدور، فهي تُخرج من الممثل أفضل ما عنده.
12- أهم ما يميز بطلوع الروح، هو أنه كله مستوحى من قصص حقيقية، فلقد جسد الحقائق التي صارت في داعش، والفتن بداخلها، فذلك الوجه مختلفًا عما تم تقديمه من قبل.
13- قبل عرض المسلسل قال لي البعض أننا نشوه الدين الإسلامي، وذلك خاطئ تمامًا، لأننا نجسد قصص حقيقية، ونقول أن ذلك الدين الخاطئ ليس الصح، وكثيرًا غيروا رأيهم بعد العرض، وكل الضجة التي حدثت حوله قبل العرض تسببت في زيادة مشاهداته بداعي الفضول لمعرفة إذا ما كان يشوه فعلا الدين أم لا.
14- مهم للغاية أن نبرز تلك القصص ونحكي عنها لكي لا تتكرر مرة أخرى، فحتى إن انتهت داعش، من الممكن للفكر المتطرف خلق دولة جديدة، لذا يجب توجيه الناس لطرق الاستدراج وما حدث بداخل ذلك المجتمع لردعهم من البداية.
15- مخرج المسرح “براخت” عمل مسرحية بعد الحرب العالمية الثانية، عن هتلر، طرح فيه فكرة أن ردعه كان سهلًا، ومنعه من أن يصل إلى منصب الرئيس كان ممكنًا، لزيادة وعي الناس عن كيفية تفادي تكرار الخطأ مرة أخرى.
16- أتمنى تجسيد شخصية باللهجة المصرية، فأنا نصفي إنجليزي إيرلندي، والنصف الآخر فلسطينية أردنية، لذا فالعمل على اللهجات بالنسبة لي يسعدني، وأتمنى المشاركة في عمل مصري العام الماضي أيضًا فأجواء التصوير في مصر مميزة، والممثلين هائلين ويساعدونك كممثلة وهناك حب وشغف بالعمل، بالإضافة لجودة التصوير الهائلة، وأعتبر مصر هوليوود العرب، وقدمت مصر فرصًا للممثلين من كل البلاد العربية.
17- لي فليمين حاليًا يتم عرضهم في أماكن مختلفة، الأول “فرحة” عن أحداث 1948، وهو أردني فلسطيني، ويروي قصة فتاة صغيرة وما يحدث معها في سنة النكبة، والآخر أردني “بيت سلمى” ويتم عرضه في أحد المهرجانات في أمريكا، وسيتم عرضه في مهرجان أتلانتا في شهر سبتمبر، وقريبًا سيتم عرضه في البلاد العربية، وهو من بطولتي مع جوليت عواد ورانيا كردي، فأنا أحب السينما جدًا، وعملت فيها لسنوات، كما أحب المسرح كثيرًا ولدي مسرحية تم عرضها في مصر في مهرجان “إيزيس”، واسمها “قفص الطيور”.
18- مدرسة الروابي مسلسل مهم جدًا، لأنه أخذ الدراما الأردنية لعالم ثاني، وأنا سعيدة بأني كنت جزء من تلك التجربة المهمة للفن في الأردن.
19- صار هناك تحولًا في السينما الأردنية أكثر من المسلسلات، ويخرج منها أفلامًا كثيرة، بالإضافة إلى التحول الذي أحدثه الروابي، فنتقل إلى مكان آخر، ونعيش لحظة تحول حقيقية في الفن في السينما.