هيثم أبو عقرب
إيمان مندور
“إن الماضي يجد طريقه دومًا للعودة”.. مقولة شهيرة تنطبق على إعادة إحياء “حكاوي القهاوي” أشهر برنامج تلفزيوني خلال حقبة التسعينيات، والذي قدمته الإعلامية الراحلة سامية الإتربي ونال شهرة واسعة في مصر، لا يزال صداها يتردد رغم مرور نحو 30 عاما على عرضه الأول، وهو ما دفع شركة DS+ لإعادة إحياءه من جديد من تقديم الإعلامية رشا الجمال، ابنة الراحلة سامية الإتربي، ليصبح وكأنه بمثابة امتداد للأصل لكن بروح عصرية لا تفقد بريق القديم أو تختلف عنه.
عن بداية الفكرة، وكواليس العمل عليها، وأبرز الصعوبات التي واجهت فريق العمل، وردود أفعال الجمهور على البرنامج، كان لـ هيثم أبو عقرب المخرج والمنتج الفني لبرنامج “حكاوي القهاوي” هذه التصريحات عبر إعلام دوت كوم..
1- البداية كانت بفكرة موجودة لدى شركة الإنتاج DS+ بإعادة إحياء برنامج “حكاوي القهاوي”. وبالفعل بدأنا العمل قبل شهرين من الموسم الرمضاني، حيث أقنعنا رشا الجمال بالفكرة وتقديم البرنامج، فضلا عن إتمام الشراكة مع الهيئة الوطنية للإعلام.
2- بالتأكيد كمخرج كان لدي تخوفات مسبقة، أو بمعنى أدق تحديات حول كيفية المحافظة على الروح الأساسية القديمة للبرنامج “الهوية”، رغم تنفيذه بشكل عصري يناسب الوقت الحالي، لأنه بالتأكيد في عام 2022 هناك فرق إمكانيات وفرق تكنولوجي كبير عن حقبة التسعينيات.
3- في حال إعادة إنتاج أي عمل يطارد القائمين عليه دوما “شبح المقارنة” مع الأصل، لكن ساعدنا في ذلك أن رشا الجمال مذيعة متمرسة منذ سنوات طويلة.. “رشا مش اكتشاف جديد دي مذيعة قديمة، لذلك قدمت البرنامج كما يجب لأن عندها خلفية ثقافية كبيرة جدا، وكمان عاصرت مع والدتها الراحلة تصوير حلقات كتير جدا، بالإضافة لكونها مصرية جدا حتى في أفكارها، الملابس اللي ظهرت بيها جزء منها ملابس والدتها والبعض الآخر من تصميمها لنفسها، هي بتحاول طول الوقت تخلي التراث المصري موجود وبتعمل بيه معارض برا مصر، هذا إلى جانب كاريزمتها كمذيعة، ده ساعدني جدا انه منحسش بمشكلة في المقارنة أو غيره”.
4- بالأصل فكرة المقارنة بينها وبين والدتها لا أعتبرها مقارنة بقدر ما أراها “امتدادًا” للروح الأصلية للبرنامج.. “رشا ربنا مديها من كاريزما والدتها فهي امتداد، كل عناصر العمل بشوفها امتداد للأصل ولكن بالروح العصرية لـ 2022”.
5- اختيارات الضيوف استغرقت مجهودًا كبيرًا من أحمد عطالله رئيس تحرير البرنامج وفريق العمل الذي يعاونه، عبر عدد كبير من المحافظات، لأننا نبحث عن ضيوف لديهم حكايات ممتعة وبها تفاصيل جذابة وهامة وليست مملة.. “كان طول الوقت بيبعت لنا اختيارات وبنفلتر أحسن الحكايات، تقريبا عرض علينا حوالي 100 ضيف اختارنا منهم الـ 30 حلقة على مدار الشهر الفضيل”.
6- أصعب الحلقات كانت الحلقة الخاصة بأقدم حلقات السمك في مصر، نظرًا لضرورة الانتهاء من التصوير خلال ساعتين، هي مدة انعقاد حلقة السمك.. “حلقة السمك بتبتدي 3 الفجر ومع أول خيط نور بتكون انتهت، يعني مجرد ساعتين قدامنا، والمزاد شغال طول الوقت والزحمة فالصوت مش مسموع، دي كلها كانت تحديات في الحلقة، بس كان تحدي يستاهل”.
7- كان هناك عنصران جديدان في البرنامج لم يتواجدا في النسخة القديمة، وساعدانا في وضع لمسة فنية في البرنامج مع الحفاظ على روح الحكاية الأساسية، أولهم وجود المصور الفوتوغرافي محمد عبد الصبور معنا طول الوقت.. “كانت وظيفته إن يورينا اللي مبنشوفهوش بكاميرات الفيديو، بيورينا أبعاد مختلفة للقصة”، فضلا عن وجود رسام يرسم للضيف “بورتريه” نمنحه إياه كذكرى من البرنامج.
8- حرصنا على الاهتمام بالشباب في البرنامج من خلال أمرين؛ الأول هو تقديم البرنامج ككل بروح عصرية تناسب الجيل الحالي، والثاني هو وجود العديد من الضيوف الشباب أصحاب الحكايات والقصص الجذابة والملهمة.. “الاتهامات بتاعت إن الجيل ده جيل مش كويس خاطئة، لأ طول الوقت في الكويس وفي الوحش، لذلك كنا بنحاول نخلي في جرعة أمل في الموضوع.. إنه الحكاية لسه منتهتش، لما تقابل حد فوق الستين ويقولك أنا لسه عاوز اعمل كذا يبقى لأ في أمل وده حلم مصر الجديدة عموما، آه في مشاكل بس الأمل مكمل، وكل شيء هيبقى كويس”.
9- اختلاف نوعيات البرامج مطلوب.. “إحنا جمهور كبير بالملايين في مصر، وبالتالي التنوع متاح، الفن والإبداع أن تكون الحكاية واحدة ونعالجها بأكتر من طريقة.. ومصر عظيمة إن فيها كل الأنواع، يعني لو نزلت الشارع هتعرف تاخد كل اللي أنت عاوزه من حكايات ودي من مميزات المصريين، أنا صورت في أكتر من 30 دولة بس مبلاقيش ده غير في مصر، إنه بتحط الكاميرا بتطلع بحاجة تلفها الناحية التانية تطلع بحاجة تانية، وبالتالي التنوع موجود، والمهم اللي يدور على حاجة يلاقيها، في الآخر كلنا بشنتغل عند الجمهور، وهو اللي بيقول كلمته”.
10- استمرار البرنامج خارج الموسم الرمضاني من عدمه لم يتحدد بعد، فقد عقدنا عددًا من الاجتماعات مسبقا، وتناقشنا حول إمكانية حدوث ذلك، وتلاقى ذلك مع رغبة القنوات العارضة للبرنامج في استكماله ولو بشكل أسبوعي بعد انتهاء شهر رمضان، لكن لم يُحسم القرار بعد.