أشاد الناقد السينمائي محمود عبدالشكور، بتعليق الفنان نبيل الحلفاوي على أداء الفنانة إلهام شاهين، في مسلسل “بطلوع الروح”، التي قدمت فيها شخصية “أم جهاد”، موضحًا أسباب فشلها في تجسيد الشخصية.
قال “عبدالشكور” عبر حسابه الشخصي على “فيس بوك”: الممثل القدير نبيل الحلفاوي كتب ملاحظة ذكية جدا ولامعة عن أداء إلهام شاهين لشخصية أم جهاد في حلقات ” بطلوع الروح”.
أضاف: “قال إنها لعبت الشخصية لا شعوريا من خلال منهج بريخت وليس من خلال منهج ستانسلافسكي”، موضحًا: “ببساطة كدة، وبدون تعقيد، المنهجان تقريبا عكس بعض، منهج ستانسافسكي ( ممثل ومخرج روسي عظيم) يقدم للممثل طريقة تحقق الإيهام بأنه شخصية أخرى، هي تلك الشخصية المكتوبة التي يلعبها، وكلما اوهمك الممثل بذلك، كان إعداده للشخصية وتفاصيلها ناجحا.
منهج بريخت ( وهو مؤلف وشاعر ومخرج ألماني عظيم) لا يريد تحقيق الايهام، بل انه يكسر الايهام متعمدا، ويذكرك بحضور شخصية الممثل، ووعيه بأداء دور ظاهر وواضح، والهدف هو خلق مسافة للتأمل ، تمنع الاندماج، بينما يستهدف ستانسلافسكي أن تندمج كمشاهد تماما ، وأن تنسى إلهام ومنة وتتذكر أم جهاد وروح فقط”.
أردف: “في رأيي أن الهام لم تفكر في منهج بريخت سواء شعوريا أو لا شعوريا، ولكنها أخفقت في إتقان منهج ستانسافسكي، أو بمعنى أدق: من فرط حرصها على أن تتقن تفاصيل تنفر المشاهد من الشخصية، غلبت الصنعة، وظهرت شخصيتها كممثلة تعي حضورها، أي أننا أمام الهام وهي تمثل أو تتظاهر بالتمثيل( من هنا الاعتقاد بأنها تؤدي على طريقة بريخت) وليست الهام التي تتصرف فعلا كشخصية داعشية، ولا شك أن المخرجة مسؤولة أيضا عن هذا الإخفاق في تطبيق منهج ستانسلافسكي”.
استطرد قائلًا: “المشكلة تبدأ عندما لا يستطيع الممثل أن يفصل بين كراهيته للشخصية، وبين ضرورة أن يفهم منطقها ويعبر عنه، ولسنا أمام حضور بريختي على الاطلاق، لأن مسرحه الملحمي وطريقته لا تثمر الا في اطار خاص، ومنهج الأداء كله في ” بطلوع الروح” هو منهج إدخال المتفرج نفسه في الكابوس، والوصول بالممثل إلى أعلى درجات الايهام بالشخصية، ويمكن ان تلاحظ وضوح مشكلة أداء الهام في المشاهد التي تجمعها مع روح، هنا درس للمقارنة بين نجاح منة شلبي في تطبيق منهج ستانسلافسكي، وفشل الهام في تطبيق المنهج نفسه ( وليس تطبيق منهج بريخت) ، لأن موقف الهام الممثلة من الشخصية أعلى من قدرتها على تفهم منطقها، إنها ترفض أن تكون أم جهاد حتى على مستوى الايهام ، أو أن هدفها أن تجعلك تكره الشخصية، لا أن تقنعك بحضورها، وقد ظل وعي الهام حاضرا طوال الوقت بذلك”.
تابع: “كانت سناء جميل وشخصيتها الحقيقية ضد فضة المعداوي، ولكنها تفهمت منطقها، واستخدمت منهج ستانسلافسكي في تحقيق هذا التفهم، وكذلك فعل عادل امام في دور الإرهابي، ولذلك نجحا في أداء الشخصيتين رغم رفضهما لهما، ولم يكن مطروحا منهج بريخت على الإطلاق لا في ” الراية البيضا” ولا في ” الإرهابي”.
اختتم: “شكرا للفنان الكبير نبيل الحلفاوي على تعليقاته اللامعة، وشكرا ستانسلافسكي، وشكرا بربخت”.