سيد محمود
مهرجان كان السينمائي
بعد خمسة أعوام تقريبا على عرض فيلمه “حادثة النيل هيلتون” الذي آثار جدلا واسعا في مصر والعالم العربي، بسبب موضوعه الذي تناول فيه بشكل وثائقي أحداثا على خلفية ما حدث في 2011، يقوم ضابط شرطة بالتحري في قضية مقتل خادمة بأحد الفنادق الكبيرة في مصر، والتي بدت في البداية أنها جريمة قتل عادية، لكنها تتحول تدريجيًا إلى جريمة مُعقدة تتورط فيها شخصيات مهمة.. يقدم المخرج السويدي من أصل مصري طارق صالح فيلمه المتوقع أن يثير كثيرا من الجدل “ولد في الجنة” في المسابقة الدولية لمهرجان كان السينمائي في دورته الخامسة والسبعين.
الفيلم كما جاء في تقديمه عبر الموقع الرسمي لمهرجان كان تدور أحداثه حول شخصية الشاب آدم، وهو ابن أحد الصيادين، يُمنح الامتياز النهائي للدراسة في جامعة الأزهر في القاهرة، مركز قوة الإسلام السني. بعد وقت قصير من وصوله إلى القاهرة، يصبح آدم هو الإمام الأكبر والقائد الديني الأعلى رتبةً في الجامعة، وسرعان ما أصبح آدم موضع صراع قاسٍ على السلطة بين النخبة الدينية والسياسية في مصر.
يقدمه المخرج طارق صالح الذي زار مصر كثيرا وصور لقطات منه أيضا في بعض الأماكن الراقية منها المهندسين، مستعينا ببعض أبطال فليمه السابق “حادثة النيل هيلتون” الذي قدمه في عام 2017. وقد بدأت مواقع التواصل الاجتماعي تطرح تساؤلات كثيرة حول ما إن كان “ولد من الجنة” سيفجر أزمات عدة حيث يقدم صورا وأحداثا كاملة من داخل جامعة الأزهر.
ومن أبطال فيلمه فارس فارس، توفيق برهوم، مهدى دهبي، حسن السيد في شخصية شيخ أزهري، وعمرو مسعد، مكرم خوري، يوسف سلامة زكي، ويونس البيرك، وعدد كبير من الشخصيات العربية المهاجرة بالسويد.
ومن خلال تريلر الفيلم يصور المخرج العلاقات الشخصية بين طلبة الأزهر، ويبدأ بآدم الذي يقوم ببطولته توفيق برهوم وهو يتوضأ، ثم لقاء بين آدم وأحد الأشخاص بكافي شوب فى حي المهندسين ويحرص المخرج على التأكيد بأن الأحداث تتم في العصر الحالي من خلال الخلفيات، وينتقل بآدم إلى ساحة مسجد يفترض أنها للأزهر الشريف، وهو يشق طريقه وسط المصلين بينما يقوم أحد الشباب بقراءة القرآن.
حالة توجس تنتاب البعض من الفيلم قبل عرضه بسبب تناوله لموضوع يفترض أنه من التابوهات وهو العلاقة بين الدين والسياسة، ويصور معظم مشاهده داخل المسجد يفترض أنه الأزهر.. ويظهر العمامات الحمراء بشكل كثيف في مشاهد لطلبة من جامعة الأزهر.
ويشارك به في المسابقة ليس كفيلم مصري كما يصفه البعض في كتاباتهم، ولا حتى فيلما عربيا ففي وصفه على موقع مهرجان كان أن الفيلم يمثل السويد، إنتاج سويدي فنلندي فرنسي دنمركي مشترك، مدته 126 دقيقة.
طارق صالح مخرج عرف بتناوله الحياة المصرية في معظم أعماله، ويستعين بالممثلين العرب المتواجدين في السويد، من مواليد 28 يناير 1972 في ستوكهولم، له تجارب في إخراج المسلسلات منها مسلسل الأنيميشن “متروبيا”، عن رجل منحرف برغم سذاجته.
تشارك السينما العربية في هذه الدورة من مهرجان كان بمخرجين من جنسيات أوربية وأصول عربية، حيث تغيب للمرة الأولى منذ عدة أعوام عن الاختيارات الرسمية، المخرج السويدي مصري الأصل طارق صالح الذي يشارك فيلمه “ولد من الجنة Boy From Heaven” في المسابقة الدولية، والفرنسي من أصل جزائري رشيد بوشارب الذي يُعرض فيلمه “أخواننا Nos Frangins” في قسم عروض كان الأولى Cannes Premiere.