رسائل محبة إلى طارق إمام
عوامل عديدة باتت تتحكم في علاقة الكاتب بقرائه، خاصة بعد انتشار منصات التواصل الاجتماعي، ووجود قنوات اتصال أكثر سهولة، بين القارئ والكاتب، بعد أن كانت هذه العلاقة تقتصر قديما على ما يحمله القارئ من انطباعات يصعب البوح بها علانية عن كاتبه ورؤيته لأعماله، أو على لقاءات محدودة للغاية في أمسيات أدبية كانت في الغالب تقتصر على مجموعة محدودة من المثقفين، لكن خلال العشرة سنوات الأخيرة تغير شكل هذه العلاقة وأصبح هناك حالة من التواصل المباشر بين القارئ والكاتب، بل وأصبحت آراء بعض القراء التي تنشر على صفحات السوشيال ميديا أهم من كثير من المقالات النقدية المنشورة في الدوريات الثقافية.
وتعد علاقة الكاتب والناقد طارق إمام بقرائه، واحدة من العلاقات الاستثنائية، وكاشفة لما للحالة الثقافية في مصر، ففي الوقت الذي يحاول البعض ترديد مقولة “الجمهور عاوز كدة” لتبرير ما وصل إليه سوق النشر من انتشار ورواج للكتابات الرديئة أدبيا وتصدرها لقوائم الأكثر مبيعا، حاول طارق إمام تغيير تلك النظرة وإثبات أن “الجمهور مش عاوزة كدة ولا حاجة”، وأنه من الممكن تقديم أدب رفيع وعميق وتحقيقه لنجاح جماهيري كبير، إذا توافرت مقومات بعينها عند الكاتب والناشر أهمها الاحترافية، وهذا ما حدث في العديد من أعماله كان آخرها رواية “ماكيت القاهرة”، وأن ما نعاني منه ما هو إلا استسهال لدى شريحة عريضة من الناشرين.
وفي هذا التقرير حرص إعلام دوت كوم، على إعادة إحياء فكرة بريد القراء، من خلال إيصال برقيات محبة وامتنان من القراء لكاتبهم طارق إمام، وذلك من خلال الرسائل التالية:
كأنك تقول كل شيء دون أن تفتح فمك، أن تعبر عن الإنسان الذي يريد أن يعيش في سلام، والضعفاء الذين لا يملكون مسدسات الشرطة وهراوتها ولا أسلحة الجيوش، ولا مطاوي البلطجية، ولا منابر المشايخ، أن تعبر عن هؤلاء الذين لا ينفقون سوى كلمات قليلة ولكنهم يتركون عدد لا حصر له من الكلمات، أن تعبر عن مأزق وهموم الإنسان والمجتمع الذي هو جوهر أزمة الفنان. فتترك أثر كأثر الفراشة ولكن على عكس ما قاله درويش فهذا الأثر يُرَى وأبدًا لا يزول..”
تحية طيبة وبعد، بحثت كثيرا عن كلمات مناسبة ومعاني لتعبر عن امتناني لك وتقديري الخالص لكتاباتك. وجودك في حياة القراء هو نعمة كبيرة بالغة الأثر، والعمل علي استفزاز عقولهم و مجاراتك في التخيل أثناء قراءة أعمالك هو عين الصواب ليستشعر فتنة النصوص وغرائبيتها.. اتمني لك التوفيق والفوز بجائزة البوكر لا تدري كم السعادة التي انتابتنا عندما وصلت للقائمة الطويلة ثم القصيرة و شعورنا جميعا أننا المقبلين على الفوز ولست أنت.. تحياتي لك”.
الكتابة تنتمي إليكَ وتحبك كأنك الكاتب الأول والأخير، أديب متفرد ومنبع للفَنّ.
حين اقرأ لطارق إمام، الوحيد دون غيره من الكُتاب، أُدرك سر عذوبة الجمال المستقر في أعماق كلامته، ويمنحني، دون وعي، ما أسعى إليه من متعة بأسلوب مثالي عظيم.
ينطوي على قدر هائل من الفلسفة والذكاء، ورؤيته محترفة تدفع القارئ إلى تصوُّر أكبر للواقعية وتحرضه على الحياة. تعيش أبجدية طارق الكاملة، تعيش الثمانية وعشرون حرفًا في اتجاه الوعي الصحيح والأثر الذي لا يزول.
لا أدري ماذا أقول لكنه سحر القراءة المثالية، سحر ما صنعه طارق من كتابة مميزة.. ونعيش ونتعثر في متاهات سرده. شكرًا طارق إمام على الكتابة الحلوة، والمدرسة السردية الجديدة التي تجبرنا على القراءة بوعي وذوق مختلف”.
“إلي ماركيز العرب، من جعل القارئ يري واقعه علي سطور أعمالٍ مزج فيها الخيال بالحقيقة في خلطة أدبية فنية بديعة. اتمن لك -وللقارئ بالأكثر- دوام الإبداع والتألق، والوهج والتوهج الفني. وأشكرك علي كتابة وجدت فيها، وعبر قلمك، متعة أدبية خالصة
ولتكن الكلمات عٍناقًا”.
“إلى من كسر تابوه الروائى التقليدي، صاحب النصوص المتورط فيها قرائها كأبطالها، صاحب الحكايات المتفردة والعوالم التي من شدة واقعيتها تضرب بقوة آفاق الخيال. إلى من يستفز عقل القارئ ووجدان المتلقى ليصير جزءا من حكايته، يسرد معه الأحداث. إلى من أثبت خطأ معتقد أن اصحاب القاعدة الجماهيرية غالبا ما تكون أعمالهم “تجارية” تفتقر للثراء الأدبي.
إلى طارق إمام.. ممتن لوجودك وإبداعك وأسعد بكونى أحد القراء الأوفياء لقلمك الساحر”.
“طارق إمام.. بدأت معك من الحياة الثانية لقسطنطين كفافيس وبحثت معك عن هويته بداخل الإسكندرية وصولا لماكيت القاهرة بوجوديتها وعبثيتها وتساؤلاتها الفلسفية، لقد أصبحت بالنسبة لي كاتب عصرك الأهم والرائد الفكري العبقري، ووضعتك في مصاف العظماء.
أتمنى مناقشتك يوما..”
“طارق إمام اسم اعرفه منذ زمن قد يبدو للبعض بعيدا، زمن جريدة الدستور الأصلية، كان ولا زال يتميز بانفراده بكتابات مختلفة وامتلاكه لفلسفة خاصة لا تتشابه مع أحد، اندهش جدا لقدرة طارق على الإمساك بخيوط روايته ماكيت القاهرة وفكرتها المختلفة، وتماس ابطاله مع حيوات كحياتنا، فكل شخص سيجد نفسه ف شخصية من شخصيات ماكيت القاهرة إن لم يكن أكثر
كل الشكر لطارق إمام فهذه رواية أحببت أن اكتب مثلها يوما ما”.
في قلب المحيط الليلي، و الليلاء الأبدي وقع بصري على لوحة تقبع، وتقطن داخلها ( شهرزاد ) تقص حكايات هي واقعي وأسألتي.. وهي السحر.. تلعب بالسرد فتعكس ما أريد.. دققت النظر فوجدتك أنت.. الإمام”.
“كان قادرا على نقلي بهدوء شديد لمنعطف أدبي لم أكن لأستسيغه ولا أتذوقه من قبل، عالم الفانتازيا والخيال.. أن تقرأ له فقد شحذت دون إرادتك، همم عقلك وقلبك ليستبدلك بمهارته الإبداعية من قارىء لبطل الأحداث.. غير مكتفيا بك.
يقف أعلى المسرح ممسكا بمهارة بكل خيوط اللعبة.. أبطال
أماكن.. أحداث. ليستعرض مهاراته في صناعة بطل من كل خيط منهم.
أتصوره صانع ومطور لحكايات مصور، يصنع منها تقويم لسلوك إنساني وبشري ما ليصل بكتابته للغاية الأسمى للإبداع (حمل الرسالة).
إحترم عقل القارىء ففاز بالكثير…
وقبل حصده للجوائز
حصد احترام وتقدير واهتمام القارىء .
شكرا طارق إمام”