هدير عبد المنعم
قبل حوالي أكثر من 10 أعوام، كان موقع التغريدات القصيرة الشهير بعصفوره الأزرق، له خصوصية بين مواقع التواصل الاجتماعي الأخرى، ليس فقط لأنه من يمتلك عصفورا، بل بسبب طبيعة المحتوى الذي ينشر عليه، أو للدقة بسبب تغريدات رواده.
كان “تويتر” يتسم بأنه منصة تجمع المثقفين وأصحاب الصفة الرسمية والمشاهير من مختلف المجالات، فتغريداتهم كانت بمثابة تصريح رسمي، كما أن العدد المحدود للحروف المستخدمة في كل تغريدة التي كان يحددها “تويتر”، كانت تجعل الكلام قليل ومحدد، ولا مجال لكثرة الحديث أو المزاح، فإيصال المعلومة هو الهدف.
كان لـ تويتر هيبة، وسُمعة بأنه منصة تجمع آراء وتحليلات منمقة ومثقفة تؤثر في الآخرين سياسيا واجتماعيا وثقافيا وفي مختلف المجالات، أما الآن في عام 2022، أصبح تويتر وجمهوره وعصفوره مثار سخرية من قبل جمهور مواقع التواصل الاجتماعي الأخرى التي كانت تتمنى لو تقترب من مكانة تويتر قبل حوالي عقد من الزمن، فبعد أن كان تويتر هو الصفوة أصبح مادة للسخرية.. لا شيء يبقى على حاله.
السبب فيما حدث لتويتر هو تحول جمهوره، من جمهور يتمتع بالثقافة والوقار إلى جمهور يدلي بآراء يراها البعض غريبة، كما أن اللغة المستخدمة قد لا تناسب الموضوعات التي تتم مناقشتها.
آخر حوادث تويتر والتي جعلت سيرته على كل لسان، هي مناقشة عن الصحابي خالد بن الوليد، والتي كان الحديث فيها عن معاركه التي خاضها وانتصر فيها، وقيل خلالها “أنا مش من فانز خالد”، ومن هنا بدأت السخرية والتهكم على “مجتمع تويتر”.
البعض غضب للحديث عن خالد بن الوليد بهذا الشكل، والآخر تهكم على جملة “فانز خالد”، فهو ليس فنانا ولا لاعب كرة قدم مثلا، كما انتقد آخرون مستوى ثقافة المناقشات المتدنية على تويتر، خاصة أن “فانز خالد” ليست الواقعة الأولى.
فالموقع الشهير بعصفوره الأزرق يشهد مؤخرا طرح موضوعات بطريقة تثير الجدل، فمثلا قبل استطلاع رؤية هلال شهر شوال بمعرفة أول أيام عبد الفطر الماضي، تم تفعيل هاشتاج “العيد الأحد” في مطالبات منهم بأن يكون العيد الأحد، ورؤية الهلال؟ لا هم يريدونه الأحد.
والحديث عن بعض الأمور الدينية بآراء مثيرة للجدل ليس لأنها مع أو ضد بل لأنها ليست مبنية على أسس علمية، وهذا ما يجعل البعض يسخر من مستوى معرفة وثقافة “مجتمع تويتر”، فمثلا الـ 3 أهرامات الشهيرة في الجيزة وهم خوفو وخفرع ومنقرع، أحدهم أسماهم خوفو، توفو، مع كاورا، وهكذا نستعرض في التالي بعض من للعجائب والطرائف:
هذه الآراء الغريبة أو المختلفة الجدلية قد تكون منتشرة على مختلف منصات التواصل الاجتماعي وليس تويتر فقط وهذا إحقاقا للحق، ولكنها لا تنتشر بهذه الطريقة الكبيرة إلا عندما تنشر على تويتر لا نعرف هل هذا تحامل وظلم وتصيد لتويتر؟ أم أن الطائر الأزرق الذي هو شعار تويتر قد باع نفسه وهو من يشيع تلك الأمور ليسوء سمعة الموقع؟ أم أنه شريف ولكنه في النهاية مجرد عصفورة تزقزق فتحدث ضجيجا وتلك طبيعتها؟!.. لحظة! هل عصفورة تويتر هي من كانت تخبر أهلنا بما نفعل من أخطاء فيقولون “العصفورة قالتلي”؟!.. ترى ماذا ستقول العصفورة في الفترة المقبلة؟!