سالي فراج
يُعاني الكثير من خريجي الجامعات من عدم مقدرتهم على الحصول على وظائف، ويتخبط البعض في العديد من المجالات المختلفة، دون معرفة كيفية كتابة (C.V) خاص بهم، مما يؤدي في النهاية إلى شعورهم بالإحباط واليأس.
ظهر مؤخرا مصطلح “الكارير كوتشينج” والذي يُعد أحد مجالات قطاعات المساعدة المعني بالحياة المهنية، ويقدم خدمات تكون هدفها تطوير مهارات الخريجين لتأهيلهم للحياة المهنية، ومساعدتهم لتحقيق أهدافهم.
حاور إعلام دوت كوم حاتم قناوي مقدم الخدمات المهنية، للحديث أكثر حول “الكارير كوتشينج” وظهوره، وكيف يستطيع مساعدة الخريجين في الوصول للوظائف التي يحتاجونها، وفيما يلي أبرز التصريحات:
1- حصلت على الدراسات التي تؤهلني للعمل في هذا المجال من مؤسسة (NCDA) National Career Development Association بالولايات المتحدة الأمريكية، والتي تُعد من أقدم المؤسسات بالعالم، التي تدرس ما يؤهل للعمل بالمجال، حيث إن مجال “الكارير كوتشينج” منتشر أكثر خارج الوطن العربي.
2- مجال الإرشاد والتوجيه المهني أو “الكارير كوتشينج”، يساعد الشباب فئة طلبة الجامعات وحديثي التخرج على “الوعي الذاتي” ونوع المهن والمجالات الأنسب لشخصياتهم وقدراتهم ومهارتهم، وتجعل الفرد يبدأ في التعرف أكثر على نفسه، ومهاراته واهتماماته، ثم تبدأ مرحلة “الوعي بسوق العمل” يفهم ما هي المهن والوظائف التي تتطابق مع شخصيته، ثم عملية “فلترة للوظائف” حتى يصل في النهاية إلى الوظيفة الأنسب له.
3- اتجهت لمجال “الكارير كوتشينج” لأنني منذ المرحلة الجامعية كنت شغوفا بفكرة تقديم المساعدة للأشخاص حتى يحققوا أحلامهم، ومجالات التطوع ساعدتني كثيرا على ذلك.
4- تخرجت من كلية التجارة، قسم إدارة الأعمال من جامعة الإسكندرية، ثم عملت بالإعلام لمدة 11 عاما، كمراسل تلفزيوني، في عدد من القنوات المصرية مثل “cbc”، و”dmc”، وقنوات عربية مثل قناة “العربية الحدث الإخبارية”، ومذيع إذاعي في هيئة الإذاعة البريطانية “bbc”.
5- اخترت مجال الإعلام في البداية لأنني وجدت به شغفي، وكنت أريد أن يكون وجودي له تأثيرا إيجابيا في حياة الأشخاص، وأستطيع أن أساعد الآخرين، ولكنني بعد ذلك وجدت أن تأثير “الكارير كوتشينج” سيكون أفضل لأن التعامل يكون بشكل مباشر مع الشخص.
6- آخر 5 سنوات في مسيرتي الإعلامية كنت أشعر دائما بأنه يوجد شيء ما ينقصني، أريد تحقيق شيء ما ولم استطع، كنت أشعر بشيء يقول بداخلي: “أنني اتجهت للمجال الإعلامي لمساعدة الناس ولكن المجال ليس قادرا على مساعدتي لتحقيق ما أريد لذلك قررت التفكير في مجال آخر لتحقيق هدفي الأساسي”.
7- عملي في المجال الإعلامي جعلني أكتسب عدد من المهارات، والخبرات، والمعرفة استخدمها حاليا مثل التواصل، والتحدث أمام الناس بطلاقة، كما أن الإعلام يتيح للأشخاص علاقات متعددة مع فئات مختلفة.
8- التحدي لم يعد فقط في كيف نكتب “السي في” ولكن أصبح أيضا كيفية تجنب عملية فلترة الـ “ATS” وهو سوفت ووير تستخدمه الشركات ويقوم بفلترة السير الذاتية المُقدمة، المكتوبة بشكل خاطئ، أو التي ليس بها الكلمات المفتاحية التي يبحث عنها صاحب المؤسسة حتى يصل لمسئول الموارد البشرية عدد محدود فقط من المتقدمين.
9- نُحاول مساعدة الشباب من خلال معرفتهم بكيفية التعامل مع المواقع التي تتيح فرص عمل مثل موقع “لينكد إن” وكيفية كتابة “السي في” بشكل احترافي وكيفية التجهيز للمقابلة الشخصية.
10- مشكلة الشباب دائما أنهم لديهم اعتقاد راسخ أن البحث عن الوظيفة تبدأ من بعد المرحلة الجامعية وهذا مفهوم خاطئ لأن العملية الخاصة بالتوظيف يجب أن تبدأ منذ مرحلة الثانوية حتى يستعد الشخص للوظيفة التي يرى نفسه فيها، والأعمال التطوعية والأنشطة الطلابية تساعد على اكتساب مهارات كثيرة وعمل شبكة علاقات كبيرة، وكثرة التجربة تساعدهم في ذلك.
11- بدأت تطوع عندما كان عمري 14 عاما مما أدى إلى إنني في عام 2019 تطوعت للسفر لدول إفريقية فقيرة لتقديم خدمات للأطفال اللاجئين والأيتام، مثل (كينيا، وتانزانيا، وزنزبار) وعندما حدثت حادثة انفجار مرفأ بيروت في عام 2020 سافرت مع مجموعة من الشباب المصريين للمساعدة في تقديم جهود إعادة إعمار بيروت وتعتبر من أكثر التجارب الإنسانية التي أفادتني.
12- السفر بالنسبة لي من أكثر الوسائل التي تساعد على فهم الذات، والتعرف على شخصيات جديدة وثقافات أُخرى، وتعطي قدرا كبيرا من التسامح والتفهم والتعاطف مع الناس كما أنها تساعد على توسيع آفاق جديدة، وفهم اختلاف شخصيات الناس ومعرفة عادات وتقاليد جديدة، سافرت حتى الآن لأكثر من 12 دولة وأتمنى الفترة القادمة أن يصبحوا أكثر.