ما زال هناك الكثير لم يكتب، ولم يقدم عن المبدع الراحل أسامة أنور عكاشة، ومع مرور 12 عام على رحيله نكشف عن أهم الحروب التي واجهها بسبب مسلسلات الأجزاء التي كان يقول عنها إنها تشبه الكوابيس.
برغم أن ما قدمه تجاوز الـ 77 عملا فنيا ما بين مسلسل تليفزوني وأفلام سينمائية وسهرات ودراما إذاعية، إلا أن في مسيرة المبدع الكبير اسامة أنور عكاشة عدد من الأعمال التي حرص على ان تمتد احداثها في اجزاء بدأت بالشهد والدموع وأنت بالمصراوية، ولم تشهد أي من أعماله الـ 77 حروبا وخلافات رقابية كتلك التي شهدتها الأعمال التي قدمت في أجزاء، وما زال الجدل مستمرا حول رغبة بعض الفنانين في تقديم أجزاء من أعماله السابقة وبخاصة التي شهدت نجاحا كبيرا ومنها “الشهد والدموع” حيث سعت منذ سنوات الفنانة عفاف شعيب لتقديم جزء ثالث من المسلسل يكون إمتداد لما قدم على أن يقوم بكتابته سيناريست جديد وبأحداث معاصرة ويحمل أسم جديد، وما غن علمت اسرة الراحل اسامة أنور عكاشة بذلك حتى سارعت بوضع شروطها التي منها أن يشارك مؤلف ثان يقترحونه هم للمشاركة في الكتابة.
كوابيس الأجزاء المرهقة
لم يعش الكاتب الكبير أسامة أنور عكاشة كابوسا وحالات توتر وقلق كبيرين كتلك التي كان يعيشها مع مسلسلات الأجزاء، فبرغم النجاح الذى تحققه إلا أنها تدخله في دوامه من المشاكل، بسبب تمرد بعض الفنانين على مساحات أدوارهم وفي أحيان أخرى على أجورهم أو على اسماءهم على تترات المسلسل، وحكايته مع الأجزاء بدأت بمسلسل “أبواب المدينة” للمخرج فخر الدين صلاح، وقام ببطولة الجزء الأول محمود المليجي وصلاح السعدني وعبد المنعم إبراهيم ونسرين، وداد حمدي، وسمية الألفي، وسميرة عبد العزيز.
وقدم الجزء الثاني بدون محمود المليجي وشارك فيه أحمد بدير مع صلاح السعدني، ومحمود قابيل، ودلال عبد العزيز، وإلهام شاهين ونسرين، وعبد العزيز مخيون، ورياض الخولي، وفي اثناء تقديمه للجزء الثانيى من أبواب المدينة كتب رائعته ” الشهد والدموع” في الجزء الأول من ” الشهد والدموع رشح أسامة انور عكاشة صديقه إسماعيل عبد الحافظ لإخراجه ليصبح المسلسل أحد أهم الأعمال الدرامية في الوطن العربي حيث عرض على معظم القنوات العربية، وقامت ببطولته عفاف شعيب ويوسف شعبان ومحمود الجندى ونوال أبو الفتوح، وخالد زكي وواجه حربا رقابية كادت أن تعصف بالعمل قبل عرضه، ولكن مع الإقبال الجماهيري على الجزء الأول كتب الثاني واستمرت الحرب على المؤلف اسامة أنور عكاشة رقابيا وحددت له بعض الأحداث عليه ألا يتناولها في الأحداث، وتوقف التصوير في ستديوهات عجمان أكثر من مرة بسبب ضعف الميزانية فقرر اسامة أنور عكاشة تصوير 30 حلقة ثم تاجيل باقى الأحداث إلى حين توفر ميزانية لتصوير باقى الحلقات،تدخل التليفزيون المصري بعد نجاح الجزء الأول وتعاون في الإنتاج فأصبح الشهد والدموع حديث الساعة.
لم تنجح محاولات الفنانة عفاف شعيب في إثتثمار هذا النجاح بعمل ممتد للشخصيات يكتبه مؤلف آخر، إذ أن إبنة الكاتب الكبير أسامة أنور عكاشة تعلم جيدا ما قد تواجهه أعمال تحمل اسم والدها ولا يكون هو كاتبها، ومن ثم رفضت أفكارا كثيرة لإستغلال أعمال ناجحة.
“ليالى الحلمية” ملحمة لم تنجح كل محاولات إجهاضها
منذ أن قدم اسامة أنور عكاشة الجزء الأول من “ليإلى الحلمية” عام 1987 وجهات كثيرة تتابع عن كثب ما يقدمه، وتدرك انه سيتناول احداثا مثل نكسة 67، وغنتصار أكتوبر 73، وقد يستخدم الرمز في أمور كثيرة، ومن ثم وثقت له الرقابة بالمرصاد لدرجة أن بعض حلقات الجزء الثانى والثالث لم تعرض في نفس أيام عرضها وحذفت مشاهد كثيرة، وطالبت الرقابة بتغيير مسارات لشخصيات لكنه كان يتحدى ويرفض أمام الضغط الجماهيري والنجاح الذى لم يتحقق غلى مسلسل درامى في مصر أو العالم العربي في تاريخ التليفزيونات العربية.
في الثالث كانت الأزمة الحقيقة إذ تناول الجزء الثالث فترة حكم الرئيس جمال عبد الناصر، وبعد جلسات البروفات توالت الاعتذارات، بدأت بدلال عبد العزيز، واستكملت الشخصية زيزى البدراوي،كادت آثار الحكيم ان تترك العمل، ودبت خلافات خفية بين كبار النجوم، وتم احتواءها، لكن كل الخلافات تراكمت لتصبح مثل القنبلة الموقوتة في الجزء الرابع، حتى بين الكبيرين صلاح السعدني ويحي الفخراني، ورشحت إلهام شاهين بدلا من آثار الحكيم، ثم جاء الخامس ليكون هو بالفعل قنبلة المشاكل بدأت برحيل الفنان صلاح قابيل، ثم إعلان النجم يحي الفخراني رسميا قبل التصوير أنه لن يستكمل ليالى الحلمية في أجزاء أخرى، وقبل الظهور في ثلاثة مشاهد بالحلقات الأخيرة، واعتبرت المشاكل التي توالت بين جميع المشاركين في العمل بمثابة نهاية له.
” زيزينيا “أم المعارك
يمكن إعتبار أن مسلسل زيزينيا كان بمثابة “أم المعرك الدرامية في مسيرة كاتبنا الكبير اسامة انور عكاشة، فبعد أيام من تصوير الحلقات الأولى من الجزء الأول نشبت الخلافات بينه وبين جمال عبد الحميد، حيث بدأت بترشيح يحى الفخراني لكنه اعتذر، ورشح فاروق الفيشاوي، وبعد أيام من جلسات القراءة إعتذر فعاد عكاشة رحمه الله ليقنع الفخراني، وعند عرض المسلسل لم يسترح المشاهدين للكنة التي أدت بها آثار الحكيم شخصية، ورشحت ليليى علوي، ثم مرفت أمين، ثم منى زكى، وواجه الجزء الثاني اعتذارات معظم النجوم الجدد، منهم منى زكي أيضا.
“المصراوية” حلم لم يكتمل
تعد “المصراوية” من أقرب الأعمال إلى قلب الراحل أسامة أنور عكاشة، كان يقول لي دائما غنها عن الهوية المصرية، وقدم الجزء الأول بنجاح وقام ببطولته هشام سليم وغادة عادل وسميحة أيوب وروجينا ووائل نور ونورهان، ثم جاء الجزء الثاني ليواجه نفس مصير الأجزاء التي قدمت من أعماله،إعتذار هشام سليم وقبام ممدوح عبد العليم بدور “فتح الله الحسينى”ومشاركة منال سلامة ومحمد وفيق، وميس حمدان.
لم ولن تتوقف مسيرة أسامة أنور عكاشة فقد أثبت مسسلل “راجعين يا هوى” أن هناك الكثير ما زال بين أوراقه لم يقدم للجمهور بعد، وأن ابنته ستفاجئنا بأعمال أخرى في السنوات القادمة.