بالرغم من استمرار قرار النيابة العامة، بحظر النشر في القضية التي عُرفت بـ”الرشوى الكبرى” بوزارة الزراعة، إلا ان ذلك لا يعني تجاهل المواقع الإخبارية، لنشر أخبارًا هامة، مثل القبض على الدكتور صلاح هلال، وزير الزراعة فور استقالته من منصبه.
مواقع مثل الجزيرة، وغيرها من مواقع مواليه لجماعة الإخوان الإرهابية، لا يمكن ان تتجاهل خبرًا مثل هذا، خاصة وأنه يكشف أن الفساد قد وصل إلى مناصب عليا في الدولة، ولكن كيف تناولت هذه المواقع الخبر، هل تجاهلته على اعتبار أن ذلك ربما يعتبر نقطة إيجابية، تؤكد على أن الرئيس السيسي لن يسمح بوجود فساد في حكومته، ام ستعتبره “فضيحة”؟.
قناة “الجزيرة” القطرية، نشرت على موقعها الإلكتروني، خبرًا محايدًا، يحتوي على معظم التفاصيل المتداولة، مثل خبر القبض على وزير الزراعة السابق، بالإضافة إلى قولها أن وسائل الإعلام المصرية قد تداولت في الفترة الأخيرة أخبارًا حول قضية فساد كبرى داخل الوزراة، بينما جاء العنوان إلى حد ما “مُضلل”، حيث قال “اعتقال وزير الزراعة بعد استقالته”، فما معنى كلمة “اعتقال”؟ والتوصيف الأصح هو القبض عليه بإذن من النيابة العامة، وليس اعتقال قد يُفهم منه أن للقضية أبعاء سياسية، كما يحلو لمؤيدي “الإرهابية” ترويجه الآن.
أما حساب “الجزيرة مباشر” ، على موقع تويتر، فأيضًا اكتفى بنشر خبر حبس وزير الزراعة السابق، مع التنويه عن أن موضوع برنامج “النافذة التفاعلية”، سيكون الليلة حول “برأيكم.. لماذا ظهرت قضية فساد #وزير_الزراعة المصري الآن؟ وكيف ترى معدلات فساد المسؤولين في #مصر؟” كما جاء نصًا على الحساب.
الصفحة الرسمية لقناة “مصر الآن” الإخوانية، على موقع “فيس بوك”، اعتبرت أن ما جاء ببرنامجها “موجز الصحافة”، ساهم في القبض على وزير الزراعة، حيث قالت: “انفراد موجز الصحافة أمس يساهم في اسقاط وزير الزراعة اليوم ويكمل كشفه لباقي الفسدة اليوم”.
شبكة “رصد” على موقعها الإلكتروني، تناولت الخبر كما نشرته أغلب المواقع الإخبارية، ودون ذكر كلمة “حكومة الانقلاب” أو “وزير زراعة الانقلاب” على غرار المتداول في المواقع الإخوانية، وهو ما انتهجته على صفحتها بـ “فيس بوك”، بينما على الموقع الرسمي، خرجت من الإطار الخبري، إلى إعداد تقارير عن “5 أزمات انتهت بتقديم وزير الزراعة لاستقالته”.
الصفحة الرسمية لقناة “مكملين”، اكتفت بخبر صغير تمسكت فيه بكلمة “حكومة الانقلاب”، جاء فيه “القبض على وزير الزراعه بحكومة الانقلاب لإتهامه في قضايا فساد”.
صفحة قناة “الشرق”، على موقع التواصل “فيس بوك”، اعتمد في نقل أخبارها بهذا الشأن على مواقع مثل “مصر العربية” وCNN، بينما لم تستخدم مصطلحات مثل “حكومة الانقلاب”، بل أنها نشرت صورة توضح السيسي وكأنه “غاضب”، ودعت القراء للتعليق على الخبر.
موقع “بوابة الحرية والعدالة”، الإخواني، تخلى عن وصف الامن بـ”أمن الانقلاب”، ولكنه وصف حكومة محلب بـ”حكومة الانقلاب”، كما حاول الموقع جعل الصورة تبدو وكأن الأجهزة الرقابية في ناحية، والرئيس السيسي ومحلب في ناحية أخرى، وهو ما ظهر في العنوان الذي جاء فيه “بعد القبض على وزير الزراعة.. “الرقابة الإدارية: وزراء السيسي فاسدون!”.
بينما جاء في التقرير الذي يمكن وصفه بـ “المشوش”، نقلا على لسان من اعتبرهم “مراقبون”، اتهامات للرئيس السيسي بمحاولة تجميل صورته بهذه القضية، دون أي ذكر لمعنى كلمة مراقبون، او الإفصاح عن أسمائهم، وهي طريقة غير مهنية، متعارف عليها، لدى المواقع التي تحاول إقحام رأيها في الأخبار بادعاء أن ذلك رأي “مراقبون”، حيث جاء نصًا:
“فيما رأى مراقبون أن قضية فساد وزارة الزراعة مجرد محاولة لتجميل نظام السيسي، وإظهاره بالمدافع عن أموال الشعب، التي ينهبها ليل نهار في مشروعات وهمية أثبتت أرقام الانقلاب صدق ما ذهب إليه المعارضون الذين قللوا من أهميتها، كمشروع تفريعة قناة السويس الجديدة، التي كبدت الدولة أكثر من 65 مليار جنيه، والنتيجة تراجع العائدات بسبب تباطؤ الاقتصاد العالمي”.