صدر حديثا للكاتب والناقد عمرو منير دهب، كتاب “جينات مصرية.. في خصوصية المصريين”، عن منشورات ضفاف ببيروت ومنشورات الاختلاف بالجزائر.
عبر أكثر من مائتي صفحة وقرابة الأربعين عنواناً يتناول عمرو منير دهب الشخصية المصرية بالقراءة والتحليل، ويركز بصورة أساسية على ما ظلّ يمنح مصر والمصريين خصوصية فريدة عبر الزمان.
يقول “دهب” في مقدمة كتابه: “لن تكون ثمة قيمة ذات بال لتناول شخصية وطنية في عمق وتأثير الشخصية المصرية إذا لم يكن المدخل لقراءتها وأسلوب تلك القراءة مختلفين عمّا كُتب حولها، وقد كُتب حولها الكثير من قِبل المؤلفين على مرّ العصور، سواء من المصريين أو غيرهم”.
يواصل دهب واصفاً مدخله إلى كتابة هذا العمل وتجربته خلال الكتابة: “والحال كتلك، لا ريب أن الكتابة عن الشخصية المصرية – التي أصفها بكونها “شخصية وطنية عامة” – تنطوي على تحدٍّ عظيم. لكن بالنسبة لي بدا الأمر بصورة موازية منطوياً على متعة لا تقلّ عظمة وأنا بصدد الكتابة عمّا يمنح الشخصية المصرية خصوصيتها التي تجعلها شديدة الفرادة عن سائر الشخصيات الوطنية، سواءٌ في محيطها العربي والإقليمي، أو حتى على الصعيد الإنساني على امتداد التاريخ. ومبعث المتعة أن الشخصية المصرية من الثراء في مختلف الأوجه بحيث تعين من يقترب منها – بمزيج من الحماس والموضوعية – بإلهام فريد بدوره عبر مداخل للكتابة لا تكاد تنفد”.
من بين عناوين الكتاب: “خدونا بالصوت وبالشغل”، “خصوصية حضارية وليست عرقية”، “مارد المصريين”، “مصر وجيرانها عبر الزمان”، “خصوصية الاستمرار”، “المطبخ المصري عبر العصور”، “الذين قرؤوا الشخصية المصرية”، “القافية المصرية”، “اختراع التقاليد المصرية”، “المفاهيم المسبقة عن الشخصية المصرية”، “ما الذي تركه الفراعنة لأحفادهم؟”، “الأهلي والزمالك”.
الجدير بالذكر أن عمرو منير دهب، كاتب سوداني ولد في الخرطوم، كتب بالعديد من الصحف السودانية منذ منتصف التسعينيات متنقلاً من صحيفة الإنقاذ إلى صحيفة الأنباء، ثم جريدة الصحافة وصحيفة الأحداث، وبعدها إلى جريدة السوداني وصحيفة الصيحة ثم جريدة اليوم التالي. تتواجد كتبه في المكتبات الوطنية والجامعات العربية والعالمية مثل المكتبة الوطنية الأسترالية ومكتبة جامعة تكساس في أوستن بالولايات المتحدة الأمريكية, ومكتبة جامعة برنستون الأمريكية. ومكتبة الملك فهد الوطنية ، كما أشير إلى بعض كتبه كمرجع في الدراسات والبحوث الجامعية.
في العام 2006 نشر أول أعماله “بين الكاتب العادي و أسامة أنور عكاشة” وذلك بعد حوالي عشر أعوام من كتابته في طبعتين، الأولى ذاتية والثانية عن الخرطوم عاصمة للثقافة العربية، بعدها توالت إصداراته من الكتب عن دور نشر سودانية وعربية. تميّز بالكتابة النقدية من منطلق اجتماعي نفسي في العديد من المجالات كدراسات الشخصية الوطنية والقومية كما في كتابيه “جينات سودانية” و”جينات عربية”، والدراسات الفنية الأدبية كما في كتابيه “بين الكاتب العادي وأسامة أنور عكاشة” و”من مستمع غير محترف إلى محمد وردي”، إضافة إلى غير ذلك من المواضيع كقراءة تجربة الاغتراب كما في “حكايات مغترب فقير” والتطرق إلى فكرة الكتابة نفسها وواقعها المعقد لا سيما في العالم العربي وذلك من خلال كتابيه “تواضعوا معشر الكتاب” و”تباً للرواية: عن حظوة فنون الكتابة”.