مينا فريد يكتب: الفن الشعبي العربي (4) عن زياد رحباني بيتهوفن لبنان
مقدمة لابد منها
في سلسلة المقالات دي هيبقى فيه رحلة صغيرة كده مع الفن الشعبي العربي مع واحد أو إتنين من فنانين كل بلد.. جهز نفسك لمزيكا جديدة عليك . مش الهدف من المقالات دي إنك تعرف كل حاجة عن الفن الشعبي للبلد دي .. ماهياش مقالات علمية ولا ثقافية ..هي مجرد محاولة إننا نسمع مزيكا جديدة .. بس لما تسافر معانا هتكتشف إنها مش جديدة ولا حاجة و إنها عدت عليك بصورة أو بأخرى فلو هتقرا المقال بس و مش هتسمع مش هتحس بأي متعة.. جهز نفسك و سماعاتك الرحلة طويلة بس ممتعة أول محطة كانت الجزائر وتاني محطة في السودان و التالته تونس و هنختمها النهاردة من لبنان .
المحطة الرابعة : لبنان
لبنان بلد صغير… راس ماله الفن و الجمال… جمال الطبيعة بيأثر على مزاجية اللي بيعيشوا فيها و بالتالي بيأثر و بشدة على إبداعهم الفني… لبنان إحنا كمصريين متربيين على فنونهم من زمان و بنشوف و بنسمع الدبكة اللبناني و أصوات لبنانية شهيرة و كبيرة بدأت من مصر و خدت الختم المصري… مش هنتكلم عن صباح ولا وديع الصافي أكيد … بس هنتكلم عن الأخوين رحباني اللي بيعتبروا هما أساس الفن اللبناني الحديث اللي إتحول لفلكلور..
مين الأخوين رحباني دول؟
عاصي و منصور حنا إلياس رحباني أو الأخوين رحباني … مؤلفين و موزعين موسيقيين و شعراء بيعتبروهم من عظماء الموسيقى العالمية مش العربية بس إتولدوا في عشرينات القرن الماضي و كانوا رواد المسرح الغنائي الموسيقي أول مسرحية غنائية ليهم مثلا كان أبطالها صباح و وديع الصافي .. عاصي إتجوز فيروز و عمل هوه و أخوه معاها تاريخ عظيم…
عمل إيه الرحبانية مع فيروز؟
فيروز أو “نهاد” بدأت سنة 1940 تغني في إذاعة لبنان كمغنية كورس بس فضلت إتناشر سنة لحد ما جه الوقت اللي غنت فيه لعاصي الرحباني و بدأت الشهرة الحقيقية .. قدمت مع الرحبانية مئات الأعمال و في الوقت اللي فيه كانت أم كلثوم بتقدم وصلات غنائية طويلة و كلمات صعبة .. فيروز بهدوء و بساطة و بأغاني ماتكملش العشر دقايق بدأت تنافسها بالعكس هي إتميزت عنها بالمسرحيات الغنائية و وزي ما سموا أم كلثوم كوكب الشرق .. سموا فيروز سفيرتنا إلى النجوم..
فيروز خلفت من عاصي إبنهم زياد الرحباني سنة 1956 اللي بيعتبر أنجح عمل ليها.. زياد كمل خطوات أبوه و جدد فيها بس مع المحافظة على الروح نفسها.. بداية زياد نفسها غريبة جدا.
الأول إسمع أول أغنية مشهورة لحنها زياد … و إنت بتسمع قصته
زياد و ما أدراك بزياد
بدأ حياته لقي أبوه و أمه فنانين مشهورين و محبوبين بس مابدأش بالمزيكا … بدأ بالشعر كنب ديوان إسمه “صديقي الله” سنة 1968 و هو عنده 13 سنة ! و بعدين فجأة حس إنه هيبقى أشطر في المزيكا … سنة 1971 لحّن ضلّك حبيني و بعدها حصل موقف ما يتنسيش , فيروز كانت هتلعب دور البطولة في مسرحية غنائية إسمها المحطة.. بس عاصي أبو زياد تعب و دخل المستشفى.. أخوه كتب غنوة تغنيها فيروز في المسرحية و تهديها لجوزها الغنوة دي كانت سألوني الناس.. المفاجأة إنه خلى زياد إبن السبعتاشر سنة يلحنها و طلع اللحن بالجمال و التقل و العمق ده.. بعدها إدوله يكتب مقدمة موسيقى مسرحية ميس الريم اللي كتير مش عارف إنها عربية و تأليف زياد – بالمناسبة التليفزيون المصري ياما إستخدمها في تترات و فواصل – و فيها زياد إتفوق على نفسه و عمل علامة ..
إسمع مقدمة ميس الريم لبيتهوفن لبنان
زياد عمل أغاني ماتتنسيش لفيروز منهم مثلا .. البوسطة , عندي ثقة فيك , ضاق خلقي , قديش كان في ناس , و قدم فيروز بشكل جديد راقص تماما في غنوة كلها فرح و بهجة هي عودك رنان اللي سببت أزمة طائفية عجيبة بسبب جملة ” ضلّك عيد يا علي” اللي كانت هتنهي على فيروز تماما لأنهم إفتكروها بتسخر من الشيعة ! و أساسا لبنان كانت مش ناقصة تولع..
و الحقيقة إن علي ده هو اللي بيعزف عود في فرقتها …
إسمع عودك رنان..
زياد مش بس شاعر و موسيقار زياد صحفي شجاع و مواقفة السياسية قوية جدا و صادمة و مش بس السياسية كمان الدينية ..
زياد كمان خرج كتير بره فيروز و عمل أعمال لمغنيين كتار لبنانيين بس أشهر ما عمله لحد بره لبنان كان ألبوم كامل للطيفة كتير من الناس بيعتبروه أهم حاجة ليها .. البوم معلومات أكيدة سنة 2006
زياد كمان غنى و حقق نجاح بأغانيه مع إن صوته مش حلو.. بس أشهر غنوة ليه أنا مش كافر
و كمان ليه غنوة إجتماعية رائعة إسمها الحالة تعبانة يا ليلى..
بس في رأيي أحلى ما عمل زياد كان بلا ولا شي
آخر دويتو فني بين الإبن زياد و الأم فيروز كان ألبوم ” إيه فيه أمل ” سنة 2010 و كان محضر ليها ألبوم كامل بس بسبب الخلافات بينهم وقف.. مفيش حد مش بيتمنى الألبوم يطلع للنور…عموما لسه فيه أمل
و بكده تكون خلصت الرحلة الصغيرة ..
يمكنكم التواصل مع الكاتب من هنا
اقرأ أيضًا: