جميل ان يذهب الرئيس لطلبة الكلية الحربية ،فهم حماة الوطن غدًا والزائدين عن حدوده والحاميين لأرضه.
ولكن يا سيادة الرئيس ،ليس بالضباط وحدهم يحى الوطن ، بل يحيا بأطبائه ومهندسيه ومعلميه ،وكذلك بعامليه وفنيه ،وسائقيه .
ربما يقول قائل ان الرئيس له زياراته لكل الهيئات ،نعم ولكن ، زيارات تبدو بروتوكوليه وبمناسبات فقط ،ويخطب فيها من بعد فى جموع غفيره ،ليست زيارات يبدوا عليها ذلك الطابع الشخصى الذى يظهر الاحترام والأهمية .
لماذا لا يذهب الرئيس لطلبة الطب فى معاملهم ؟ولماذا لا يذهب لطلبة الهندسة فى مواقعهم ولا يدخل الى المعلمين فى فصولهم أمام طلبتهم ليبين لهم اهميتهم ،ودورهم ،ويحذرهم من الجيل الرابع بل والعاشر و”ويلقح “على الفيس والتويتر ويبين خطورتهم على امن البلاد والعباد ؟
سيدى الرئيس ،زيارتكم بهذا الشكل لطلبة الكليات العسكرية والأمنية بصوره عامة ،ترسخ لإستعلاء تلك الطبقات على باقى طبقات الشعب وهو ما يجزر لديكتاتورية فجة ،تكاد تصل بنا الى الإيمان من الجديد بما كان يؤمن به الجهلاء فى أوروبا فى العصور الوسطى ،حيث كان الإعتقاد السائد أن الحكام يحملون دمًا أزرقًا ،غير دماء المواطنين العاديين ،وماذا تنظر من خريجى الكليات العسكرية والشرطية بعد ترديد عبارات مباشرة من المسئولين سواء أنت أو غيرك من عينة ” انت حكام المستقبل ،انتم وانتم فقط من تحمون البلاد ،انتم وانتم فقط من يناط بكم الذود والدفاع عن البلاد .
سيدى الرئيس ،اذا كانت محاكمات الإخوان صادقة فإنها تثبت بما لا يدع مجالًا للشك ،ان مقدرات البلد وأمنه القومى لا تقع فى حجر رجال الأمن فقط ،وإلا فكيف تقنعون بأن ،دكتور جامعى كمرسى وعالم كبديع وطبيب كالعريان ومهندس كخيرت الشاطر سيطروا على مقدرات الدولة وأمنها القومى ، فى غيبه شديدة من رجال الأمن بكل انواعه،بل وبتواطئهم أحيانًا .
سيدى الرئيس ،ما خطورة غياب الروح الوطنية عن الطبيب والمهندس والعامل والمعلم والمحامى والصحفى ؟ هل سيستقيم حال الدولة ويحفظ أمنها ؟مهما كان انتماء رجال الأمن وإخلاصهم ؟
سيدى الرئيس ،كم جاسوسًا فى السنوات الخمسين الماضية ،تم ضبطه ولم يكن من رجال الأمن ؟ وكم كلفوا أمننا وكم عرضونا للخطر ؟
فمتى نرى رئيس الجمهورية فى معامل الطب وفصول المعلمين وصالات التحرير ومواقع المهندسين ومع العمال فى المناجم ؟ولن اذيعك سرًا ان هؤلاء هم يديرون الحروب فى وقت الأزمات وهم من يرجحون كافة الدول ،فزمن حرب الجنود والضباط والسلاح قاد على وشك الانتهاء .
ومازلنا ننتقد بقاعدة التمس لرئيسك مائة عذر ثم اتهم نفسك ،ولكن المائة اوشكت على النفاذ ،ولكن اطمئن بعدها سنتهم أنفسنا وليس انت طبعًا فأنت الرئيس.