كلما خطت مصر خطوات فى اتجاه ايجابي مهما كانت قليلة وبطيئة ومتعسرة، وجدتني متردداً فى التعبير عن شعوري خشية السقوط فى دائرة مفرغة من الأتهامات بالموالسة والنفاق.. ففي عرف كثير من اصدقاء السوشيال ميديا ان لم تكن معارضاً فانت (مُعرضا) بحال من الأحوال، حتي لو كان الأنجاز واضحاً كشمس جميلاً كقمر!
لى صديق شهير لن أذكر اسمه، لا يفعل شيئاً منذ سنوات سوي اعلان سخطه على كل شىء وأي شىء، كل تحركات الحكومة باطل وكل اتجاهات الدولة تدعو الى الخزي وكل تصريحات المسئولين كذب.. ثم اكتشفت مع الوقت انه على حق، فما اسهل ان تعارض طوال الوقت فان ظهر فيما تعارضه امر سلبي فلتكن انت اول من تنبأ به، وان ثبت عكس كلامك يمكنك بسهولة اللجوء لنظرية المؤامرة واعلان ان فى الأمر شىء ما يرفض (الكبار) الأفصاح عنه!
شاركت ذات يوم رابطاً على موقع (فيس بوك) لكاتب شهير يشكك فى رواية طالبة الثانوية العامة الحاصلة على صفر، فما كان من احد اصدقائى الا ان كتب تعليقاً من كلمتين لخص بهم رأيه فى المسألة برمتها.. ورأيه فى وفى كاتب المقال أيضا .. (** أم البلد على أم كاتب المقال)!
لو كنا نجلس على مقهي شعبى لاقتربت من هذا الصديق لأسأله : ما هى اسباب اعتراضك على اى راي يخالف رأيك؟ ولماذا لم تمنح نفسك الوقت الكافى قبل ان تظهر اعتراضك؟! واخيرا : ما ذنب ام البلد وام كاتب المقال فى ذكرهم بما لا يليق؟!
لقد أعطت مواقع التواصل الأجتماعي حجراً لكل من لا حجر له (كما اعطت قناة الجزيرة يوماً منبرا لكل من لا منبر –نظيف- له)، وحولت –مواقع التواصل- الجميع لأصحاب منازل من زجاج لا يكفون عن رشق الأخرين بالحجارة، هكذا صرنا جميعاً –وانا منهم- نتناوب الـ(طيخ) و الـ(طوخ) و الـ(طاخ) بين بعضنا البعض دون اتفاق سوي على الا نتفق!
عزيزي المؤيد : لا تخف من تأييدك لأي شىء جميل فستجد دوماً من يتفق معك فى الرأي.. (ضموا) على بعض.
عزيزي المعارض : بالراحة شويه!