صديقي العزيز الذي لا أعرفة …
يا من كنت صوتنا و قوتنا بالضحك…
أين أنت يا باسم ؟ أمس وجدت على قناة فلول تسجيل مسروق – كالعادة – لبرنامجك…
لقد ضحكت و ضحكت و لكن كل الضحك قد إنقلب لوجوم..
إين أنت الآن لترد حق الآلاف بضحكة…؟
و تهز الكراسي بإفيه بسيط…
و تقلق الظالمين و المتحولين و تكشفهم في دقيقتين…
هل لازالت باسم الذي عرفناه .. أم تحوّلت أنت أيضا ؟
هل تشاهد… مقدم البرامج هذا وهو يلعب دور الخجول الوطني ممثلا نفسه كواحد من الناس أمام دموع الناس و هم يقبلونه بعد أن ساهم – بكرمه و علاقاته و كوستة و تظبيطاته – في تسهيل حق هو من أبسط حقوقهم في سقف منزل أو معاش إجتماعي أو حتى مياه نظيفة أو مبرّد مياه ..؟
هل إستفزتك.. هذه المذيعة الفارغة ثقافيا الفاشلة تمثيليا حتى في برنامجها وهي تنمي ثقافة الجهل و الشعوذة و تبحث جاهدة عن أي شئ يحقق لها المشاهدات حتى على جثث الموتى في حادث قطار أوجثث الأطفال الغرقى اللاجئين على شواطئ أخرى أو حتى عبر إرتدائها ثوب المرأة البسيطة وسط الفقراء أو سائقي اللوادر في مواقع الحفر .. لربما هذه الفقرة تحديدا أعرف أنك سعدت مثلي بها عند تحيتها – بالكلاكس – التحية المناسبة لها …
هل مر عليك .. مقدم البرامج عدو الراقصات و حامل أختام الأمانة و النظافة و الشرف و مسئول ضبط قواعد آداب المجتمع و مكافحة الفساد الذي لولا علاقات والده الإعلامي السابق لما عبر أي مقابلة عادلة للقبول كمقدم للبرامج..؟
– هاااح- هل لازلت تذكر فقرتك الشهيرة و أنت تشاهد هذا السبّاب .. السنّيد السابق و المطبلاتي الحالي… الذي لا أتخيل أن هناك من يقدر على مشاهدته ساعات طوال يقوم بعمل عرض الرجل الواحد بكل هذا السخف و الكذب و النفاق… و معه مؤيديه شاتمي الأمهات و مستحلي الأعراض و كلهم أنت قد ثأرت سابقا لنا منهم …
أين أنت ؟
هناك جيل كامل كان يرى فيك درعه و سلاحه … درع و سلاح ناعم ..فقط بالضحك..
لماذا لا تطل عبر اليوتيوب حتى وحيدا .. لا نريد إبهارا و لا ديكورا نريد فقط أن نستعيد قوتنا الناعمة…
أخشى أن تكون أنت أيضا قد تحولت…
أنا لا أريدك شخصيا و لا أعرفك شخصيا.. الحقيقة إني أريد أي باسم يوسف آخر… فقط أريد حقنا من هؤلاء..
أعلم إن المسئولية الكبرى تقع على الدولة… لا لا أريد رقابة أو تضييق على الإعلام و لا تكميم أفواه و لكن كل ما أريده هو العدل و المعرفة و الحرية …
الحقيقة أنه عندما يأتي اليوم الذي يجد كل المصريين فيه الحد الأدنى من الإحتياجات الإنسانية ستتوقف برامج التسول و التمثيل الملقبة ببرامج الخير …
الحقيقة عندما تتنشر الثقافة.. سيلفظ المجتمع أمثال هؤلاء المنافقين من تلقاء نفسه…
و الحقيقة أنه عندما تنتشر قيم المدنية و الحرية سيلفظ المجتمع حاملي أختام الأمانة و الشرف…
و الحقيقة أنه عندما تنتشر العدالة لن يكون هناك مراكز قوى إعلامية تسب وقتما و كيفما تشاء و تسب الأعراض دون حساب..
عندما يحدث كل هذا لن نكون في حاجة لك…
ولأن كل هذا لن يحدث اليوم و لا غدا و لا بعد عام ولا حتى بعد عشرة أعوام …
و سيظل هؤلاء و أمثالهم مستمرين و متشعبين و متسلطين.. يلبسون الأقنعة أمام الكاميرات.. و يربحون العديد من الأتباع البسطاء و المغيبين .. يتنافسون في الخير المرائي و في ربح أرضية سياسية و شعبية…
نحن نريدك و بشدة….
الآن…
اقرأ أيضًا: