إسلام وهبان
أعلن الكاتب والإعلامي الدكتور محمد فتحي، عن تدشين دار “أرجوحة” للنشر، والمتخصصة في أدب الطفل، وذلك ضمن مشروع كبير يستهدف الطفل وتربيته من خلال محتوى معرفي متميز.
من جانبه قال “فتحي” في تصريحات خاصة لـ”إعلام دوت كوم”، إن “أرجوحة” هي واحدة من أحلام عظيمة في ملف الأطفال والطفولة لكل فريق العمل فيها، وإن كان البعض يعتقد أنها دار نشر جديدة، إلا أنهم بنوا رؤيتهم على أن تكون مشروعًا كبيرًا لتطوير محتوى الأطفال بكافة صوره، ودار النشر المرحلة الأولى في هذا المشروع، مضيفا أن المشروع سيمتد لصناعة تطبيق إلكتروني آمن للأطفال المصريين والعرب، وسيضم هذا التطبيق ألعابًا مختلفة صممت وطورت بأيادي مصرية وعربية، وسيحتوي المشروع كذلك على إنتاجات لمحتوى مختلف للأطفال على السوشيال ميديا، ثم سيصل لإنتاج أعمال تليفزيونية تتنوع بين مسلسلات الكارتون والأنيميشن والبرامج المخصصة للأطفال والتي نفتقدها بشدة، وسيشارك في كل هذه المراحل نخبة من المختصين في مصر والعالم العربي، وسيتم كذلك الاستعانة بخبرات عالمية.
أشار إلى أن هذه المرحلة هي مرحلة دار النشر، والتي ستخاطب الأطفال والآباء والأمهات، لافتا إلى أنه إذا كان المفهوم العالمي لمرحلة الطفولة هو المتعلق بكل من هم دون الثامنة عشر من أعمارهم، فإن “أرجوحة” ستخاطبهم جميعًا، بجميع مراحلهم وخصائصهم، سواء مرحلة ما قبل المدرسة، ومرحلة الطفولة الأولى أو حتى مرحلة المراهقة، مردفا: “إحدى أهم المشكلات التي تواجه الطفل العربي هي التربية في حد ذاتها، ولذلك فالعالم يتحدث عن (التربية الوالدية) التي يحتاجها الأباء والأمهات، ومخطئ من يفترض أننا يجب أن نخاطب الطفل دون مخاطبة والده ووالدته، ولذلك ستكون هناك كتب أيضًا تخاطب الأباء والأمهات بشكل واضح، كما أن أغلب إصداراتنا ستحتوي على (دليل) للوالدين لكيفية التعامل مع القصة ومع الأبناء.
أكد أنهم يدركون قلق الآباء والأمهات العرب من العديد من الموضوعات والمتغيرات في هذا العالم الذي يتطور بشكل مرعب، وأنهم يلجأون لمواكبته إلى الوعي، وهو ما يجب أن نتبعه في معالجة العديد من القضايا بما فيها موضوع “المثلية” الذي يزعج الآباء والأمهات العرب، مشيرا إلى أن أول إصدار للدار سيكون عن هذا الأمر، وعن توعية أبنائنا بالأمر بشكل مدروس بعناية، وتمت مراجعته تربويًا ونفسيًا على أيدي متخصصين على أعلى مستوى، متابعا أن أسئلة الأطفال الشائكة والوجودية، والثقافة الجنسية لهم والتربية الوالدية للآباء والأمهات، والمشكلات الواقعية الحقيقية التي تحدث لأطفالنا، كلها ستكون ضمن موضوعات قصص وإصدارات الدار المختلفة.
أضاف أن البعض يظن أنه يستطيع الكتابة للأطفال لمجرد أنه حكاء بارع، أو قارئ نهم، أو اسم كبير في عالم الكتابة للأطفال، لكن في واقع الأمر عند مراجعة العديد مما تربينا عليه على أساتذة التربية وعلم نفس الطفولة سنكتشف كوارث حقيقية، وقصصًا لا أخلاقية، وعبارات لا يجب أن تستخدم مع أعمار بعينها، ولذلك سيجد القارئ في إصدارات الدار استشاري نفسي للطفولة والمراهقين يراجع الكتابات بعد الانتهاء منها، وسيجد محررًا تربويًا، مؤكدا أن فريق العمل سيقوم بذلك بمنتهى الأمانة، مشيرا إلى أنه يتم حاليًا التعاقد على حقوق كتابات أحد كبار كتاب الأطفال في العالم العربي، وبمجرد توقيع العقود سيتم الإعلان عن الأمر الذي سيسعد كثيرين.
أوضح أنه من المقرر خلال أيام إطلاق موقع خاص للدار، وفيه كيفية إرسال الأعمال، ومتابعة لمراحل العمل الذي سيرسله كل كاتب، بداية من استقباله ومرورًا بقبوله أو عدم القبول، ومراحل التعاقد ثم طباعته، ثم متابعة أماكن توزيعه ومبيعاته أولًا بأول، وبشكل يضمن الشفافية لجميع كتابنا ورسامينا، مشيرا إلى أن كتب الأطفال في مصر في أزمة كبيرة بسبب ارتفاع أسعار الورق، أو بسبب ارتفاع تكلفة كتاب الأطفال نفسه، وهو التحدي الكبير الذي واجههم، مضيفا أن دور النشر الكبيرة تلجأ أحيانًا إلى طباعة كميات محدودة من أعمالها للاشتراك في المسابقات العربية أملًا في الفوز بالجائزة والاستفادة من المقابل المالي لها في طباعة الأعمال، الأمر الذي يعكس أزمة نشر كبيرة يلجأ بسببها الناشر إلى الترجمات الجاهزة، والمنح العربية والعالمية، وأن كل هذه التحديات سيحاولون مواجهتها والتعامل معها بإصدارات تلقى رواجًا حقيقيًا، وبتعاون رسمي مع العديد من الجهات الداعمة المصرية والعربية.
تابع: “مصر الآن تدعم، وبقوة، مشروعنا، وكل مشروع يخص الأطفال، وأريد هنا أن أؤكد أننا ما طرقنا بابًا في مصر، بمختلف مؤسساتها ووزاراتها وأجهزتها، إلا وفتح لنا بمنتهى السهولة والإخلاص والدعم ، وفي خططنا العديد من المبادرات التي تم الاتفاق عليها بالفعل مع جهات وأجهزة مختلفة في الدولة. فملف الأطفال أمانة نحملها، وأتمنى أن نكون على قدرها، كما أن أيادينا ممدودة لكل مبدعي مصر والعالم العربي للتعاون الحقيقي في استثمار عظيم للجميع، فالاستثمار في المستقبل يبدأ من الأطفال”.
أما عن معايير قبول الأعمال، فقال إن هذه مسألة مهمة قد أخذ عهدًا على نفسه ألا يقيّم “زميل”، ولذلك هناك لجنة قراءة مميزة من الخبراء والمختصين والاستشاريين بحسب كل عمل، معربا عن سعادته بأن تكون يسرا غازي، هي مديرة النشر في الدار، وستتغير لجنة القراءة بحسب التخصص لكن الأساس أنه لن يقيّم زميلًا، وإنما ستقوم لجنة القراءة بتقييم العمل نفسه، ومدى ملاءمته للنشر وفق خطة الدار، مشيرا إلى أن مسئول التعاقدات الخارجية والترجمة في الدار هو الأستاذ محمد صلاح فضل، وهو واحد من الأسماء التي فرضت نفسها على الساحة خلال الأعوام الأخيرة، ويتمتع بثقافة واسعة، وبعلاقات واتصالات قوية، جعلتنا بالفعل نحصل على حقوق ترجمة ونشر أعمال مهمة سيتم الإعلان عنها تباعًا بعد عيد الأضحى مباشرة.
في سياق متصل لفت “فتحي” إلى أن الدار تبحث عن نبيل فاروق جديد، وعن أحمد خالد توفيق جديد، وعن محمود سالم جديد، وأن أدب الجاسوسية والخيال العلمي وأدب الماورائيات ورواية الألغاز، كلهم في أزمة شديدة ويسعون لأن يكتشفوا لها حلًا بتقديم مواهب جديدة تكتب سلاسل مستمرة، وسننشر تفاصيل ذلك قريبًا، مضيفا أن دار النشر لن تقف عند مرحلة الكتاب المطبوع، والكتاب الإلكتروني، الذي ستتيحه الدار مجانًا، وإنما ستمتد لجولات حكي، معربا عن سعادته بأن يكون مسئولًا عنها الكاتب هيثم عبد ربه السيد، ومبادرته الشهيرة “عربية الحواديت”، التي ستعود من خلال دار “أرجوحة” بشكل جديد، والتي ستبدأ بقرى “حياة كريمة” وأطفالها، وكذلك تم الاتفاق مع العديد من الوزارات على التعاون ليكونوا في قلب الواقع، مشتبكون معه، ووسط الأطفال.
أشار أنه في زيارته الأخيرة لمعرض أبو ظبي الدولي للكتاب، لفت نظره أن الكتب الأكثر مبيعًا للأطفال في مجال قصص السيرة النبوية هي ترجمات تركية! ومع كامل احترامه إلا أن الطبعة التركية للإسلام والتي تقدم للأطفال يجب أن يكون أمامها طبعة كتب أطفال إسلامية مصرية عربية مستنيرة بدلًا من اختطاف عقول أبنائنا، فمصر بلد الأزهر الشريف والعلم والعلماء يجب أن يكون فيها كتب أطفال بأقلام علمائها الأجلاء، متابعا: “وأنا سعيد بموافقة عالم جليل كبير على التعاون معنا في كتب مهمة ستصدر تباعًا وستكون مفاجأة لعدم وجود كتب مثلها في عالمنا العربي”.
أضاف أنه يتمنى أن تكون أولى مشاركات الدار في المعارض العربية في معرض الأردن للكتاب في سبتمبر القادم، كما أن الدار تعد من الآن للمشاركة في معرض القاهرة الدولي، والذي حقق طفرة كبيرة في دورته الأخيرة حين خصص جناحًا مستقلًا لكتب الأطفال، مؤكدا أنه يعلم جيدًا أن هناك تفكيرًا حقيقيًا في عودة معرض القاهرة الدولي لكتب الطفل من جديد، كما أنه يتابع عن كثب جهود الدولة في ملف الأطفال، ومطلع – بحكم عمله – على معلومات مبشرة تجعلنا متفائلون بما هو قادم لأطفالنا في مصر والعالم العربي.