لم يحمى قرار حظر النشر في قضية “فساد وزارة الزراعة” المتهم محمد فودة كثيرا، تفاصيل القضية من الصعب نشرها احتراما لقرار النيابة العامة، لكن شخصية فودة نفسها من السهل كشف الكثير عن خباياها التي لا تعد “خبايا” بالمعنى الدقيق للتعبير، فودة اختار لنفسه لقب “الصحفي والإعلامي والمرشح البرلماني” وهي صورة ذات وجهين، تعطيه قدرة أكثر على الحركة و”تزبيط” الصفقات ربما أكثر من منصبه الأول قبل عشرين عاما وهو “سكرتير وزير الثقافة فاروق حسني”، لكن في الوقت نفسه تجعله يقف في قلب الأضواء عكس المتهمين معه في نفس القضية، المسئول الحكومي لا يعرفه أحد، ورجل الأعمال الدمياطي المعلومات عنه “عادية”، أما فودة فقد سعى للنجومية، مقالات صحفية، استشارات إعلامية يقدمها لمؤسسات صحفية وتلفزيونية، حلم قبل أسابيع بمنصب العضو المنتدب لجريدة يومية خاصة، ساهم في تأسيس المكتب الإعلامي لشبكة تلفزيونية شهيرة، وإذا كان من فتحوا له الأبواب يتبرأون منه حاليا، يقولون أنهم غير مسئولون عن فساده إذا أدانته المحكمة، فإن تحليل محتوى مقالات فودة بجريدة اليوم السابع ربما يتحول إلى رسالة للقائمين على كل الصحف المصرية خاصة أو حكومية، دققوا في ما تنشره صحفكم، سواء كان الكاتب صحفيا محترفا أو مدعيا كما فعل فودة، لأنه في المرة المقبلة، عندما يسقط آخر لن يصدق الرأي العام أن الطريق ظل سهلا أمام من يريد انتحال الصفة كيف يعقد الصفقات ويحلم بالبرلمان ويصل لما وصله له محمد فودة.
إعلام.أورج بحث في مقالات “فودة” على مدار عام كامل، ورصد أبرز ملامح المقالات التي أتى أغلبها متشابهًا في قصائد متصلة من مدح النظام ووزرائه، ويمكن تقسيم المقالات إلى مجموعة من الفئات تحت العناوين التالية
التأييد المطلق للرئيس السيسي في كل خطواته كان السمة الأبرز لمقالات “فودة” والتي يمكنك القول أنها كانت تسير بخطٍ متوازٍ مع تصريحات أو زيارات السيسي، فخلال هذا العام كتب “فودة” 8 مقالات مباشرة إلى الرئيس السيسي، فضلًا عن إشاداته المتكررة في أغلب المقالات تقريبًا.
هذه المقالات المباشرة كان أبرزها مقال: “عفوًا سيادة الرئيس.. اغضب من أجل مصر” والذي بدأه بوصلة من المديح المبتذل وكتب:” حين افتتح الرئيس السيسى هذا الكم من المشروعات القومية الكبرى، قلت فى نفسى: هذا رجل لن يتكرر.. هو مصرى قومى وطنى حقيقى حتى أعماق المصرية. جاء الرجل فى موعده لكى يصلح أحوال البلد بعد كساد استمر أربعين عاما وأكثر.. كساد حول الوطن إلى جمود بلا أى حراك.. وكثيرون فقدوا الأمل فى التغيير وآخرون هاجروا لأوطان أخرى بعد أن أحسوا أن لا جديد تحت شمس مصر الصافية الآمنة.. اليوم يحرك السيسى مياه البحيرة الراكدة ويزرع الأمل من جديد فى نفوس وعقول وقلوب المصريين”.
المقالات الأخرى جائت على نفس النحو فيكفي فقط قراءة عناوينها التي جائت كالتالي:
“السيسى يعلن الحرب على منظومة «الفساد»”
“السيسي يدشن المشروع القومى للقرن الـ21”
“السيسى يحول «توشكى» إلى مشروع قومى جديد”
“السيسى.. رئيس جمهورية «المصداقية» والمشاعر الإنسانية”
“السيسى «يكسر شوكة» الإخوان بزيارة برلين”
“السيسى.. عام من الحكم.. عام من «النحت فى الصخر»!”
“خطاب «السيسى» يضع النقاط فوق الحروف”
3 مقالات كتبها “فودة” في مديح إبراهيم محلب، تخطت بكثير حدود الدعم المعنوي لمجهود رئيس الوزراء بل كانت أشبه بوصلات من الغزل، حيث بدأ محمد فودة مقاله “محلب.. حجر الزاوية في حكومة الفواعلية” بالفقرة التالية:
“كأن القدر ادخر هذا الرجل ليكون فوق مقعده فى وقت حرج تمر به البلاد داخلياً.. وتحتاج إلى يقظة وإلى عمل مكثف وإلى تجريف كل عوامل الكساد التى أحاطت بالعقل المصرى خلال أكثر من أربعين عاماً.. جاء المهندس إبراهيم محلب نشطاً فعالاً جسوراً مقتحماً لا يعرف المكاتب المكيفة.. نراه فى الشوارع والحوارى الضيقة فى أسوأ الأحوال المناخية بملابسه المصرية العادية.. هذا رجل لم تر مصر مثله رئيساً للوزراء، لا يكتفى بالتخطيط فى مكتبه وإنما هو ينفذ كل ما يخططه فوق الورق ليكون واقعاً فوق الأرض وأمام كل الناس”.
المديح لم يكن فقط هو شعار مقالات “محمد فودة” عن محلب، بل دفاعًا مستميتًا عنه ضد الانتقادات التي وجهت إلى رئيس الوزراء، وذلك في مقال «المهندس إبراهيم محلب «المدفعية الثقيلة» فى معركة التنمية»، ومقال آخر حمل عنوان “هكذا يكون رئيس وزراء مصر”، وكان يستخدم لغة هادئة جدًا في انتقاد محلب ولا يبدأ الحديث إلا بكثير من عبارات الإشادة والثناء، مع جمل تبدو كأنها انتقادات ولكنها في مجمل المقال لا تشعر بوجودها.
من خلال متابعات مقالات “محمد فودة” جيدًا، تجد أنها في الأغلب إشادات متكررة بنشاط وزير والدفاع عن آخر، والأهم أن أغلب الوزارات الرئيسية والحيوية لم تجد من “فودة” نقدًا مباشرًا تجاهها، بل كانت انتقاداته تدور حول وزارات مثل السياحة والآثار والقوى العاملة وانتقاد المحليات والمحافظين، بينما مثلًا في وزارة الداخلية فرغم تغير الوزراء كانت المقالات تقريبًا واحدة.
كتب “فودة” عن محمد إبراهيم مقالًا تحت عنوان “الداخلية تستعيد عافيتها بـ«أكبر حركة» فى تاريخ الوزارة” قال فيه:” لم تقتصر أهمية حركة التنقلات الأخيرة لوزارة الداخلية فى كونها الحركة الأكبر، والأشمل، والأعم فى تاريخ الوزارة وحسب، بل تجلت قيمتها الحقيقية وأهميتها التى لا يختلف عليها اثنان فى أنها كشفت النقاب عن الرؤى والأفكار التى يستند إليها اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية فى استراتيجيته بعيدة المدى، والتى يستهدف من خلالها عودة الأمن والانضباط إلى الشارع المصرى”.
وعن وزير الداخلية الحالي كتب في مقاله “قطار الإرهاب ينحدر إلى الهاوية” قائلًا: “والحقيقة أن وزير الداخلية، اللواء مجدى عبدالغفار، رجل من طراز أمنى فريد، تاريخه يشهد له، فهو لا يعرف اليأس، ولا يفهم أسلوب التكاسل أو المماطلة أو التأجيل، سياسته مبنية على أساس الحزم والشدة، واليقظة الدائمة نحو أعداء الحياة والوطن، لديه حلول كثيرة يختار فى كل موقعة ما يناسبها، ولكن لابد أن نعترف أن الحمل كثير، وأن ميراث الإرهاب فى مصر ليس وليد شهور، بل هو وليد سنوات تصل إلى أربعين عامًا، خلالها صال وجال وخطط ودبر واستعان بالخارج، واستقوى بأمريكا”، ثم كتب مقال جديد تحت عنوان “حينما قال الوزير الإنسان: كرامة الشعب خط أحمر”
مقالات محمد فودة المتكررة عن ثلاث وزراء بعينهم، عادل العدوي وزير الصحة، مصطفى مدبولي وزير الإسكان، خالد عبد العزيز وزير الشباب والرياضة، تخطت مرحلة مجرد الكتابة بل كنت تجد فيها علاقة مباشرة، من كثرة الكتابات والإشادات المتكررة والدفاع المستمر عنهم.
(خالد عبد العزيز وزير الشباب والرياضة)
لم يكن الوزير الأبرز الذي دافع “فودة” عنه، ولكنه كان صاحب الرصيد الأكبر من المقالات، حيث كتب عنه 5 مقالات دفاعًا عنه وتأييدًا له، وجائت كالتالي:
خالد عبدالعزيز يقتحم المشاكل بـ “سياسة النفس الطويل”
خالد عبدالعزيز يسدد «هدفا نظيفا» بتطوير منظومة الرياضة
خالد عبدالعزيز.. نقطة تحول فى قضايا الشباب
خالد عبدالعزيز يقود حملة لـ«تصحيح مسار» العمل الشبابى
مراكز الشباب «سلاح» خالد عبدالعزيز للقضاء على التطرف
سعي “فودة” للترشح في انتخابات البرلمان كان من أهم المحطات التي يضعها أمام عينه، واستخدم نفس الآليات التي يقوم بها المرشحون في الأقاليم، من حيث دعم مراكز الشباب وعقد مسابقات ودورات رمضانية كروية، بل وتكريمه في مركز شباب زفتى، لذلك هذا التأييد المبالغ فيه لوزير الشباب لا شك أنه كان ورائه أهداف أكبر كما نراها، الأمر يتضح أكثر وبالدليل من مقالات فودة نفسه عن وزير الصحة.
(عادل العدوي وزير الصحة)
كتب “فودة” في أحد مقالاته الثلاثة عن وزير الصحة الفقرة التالية: “أقولها وبكل صدق ودون أدنى مجاملة.. إن الدكتور عادل عدوى وزير الصحة هو بحق رجل الساعة الذى يتسق فكره وطموحاته مع رؤى وتصورات القيادة السياسية فى هذا التوقيت بالذات الذى يشهد حركة سريعة ومتلاحقة نحو تنمية حقيقية فى جميع المجالات من شأنها تغيير وجه الحياة بالكامل على أرض مصر. لذا فإنه الرجل المناسب الذى جاء فى التوقيت المناسب ليعيد رسم المنظومة الصحية فى مصر، بعد أن ظلت لسنوات وسنوات مثالاً للإهمال والتسيب والفوضى”.
كان هذا في مقال “د. عادل عدوى يجرى عملية «تجميل» للمنظومة الصحية”، مقال آخر حمل عنوان “عادل عدوى.. وزير صحة البسطاء” كان دفاعًا قويًا عن عدوي أمام الانتقادات التي يتعرض لها، والتغزل في بساطته والهجوم الشديد على منتقديه، بينما كتب في مقال “د. عادل عدوى.. الحارس الأمين على «صحة الفقراء»”: “هذا الرجل لم يشعرنى ولو للحظة أنه يتعامل مع من حوله بمنطق «الوزير»، بل أراه دائما وفى كل مواقفه «الطبيب الإنسان» الذى يشعر بآلام ومعاناة البسطاء والمهمشين فى كل مكان وعلى وجه الخصوص أهالى القرى والنجوع الذين يفتقدون لأبسط حقوقهم وهى الحصول على خدمة صحية تحترم آدميتهم وتضمد جراحهم وتجفف دموعهم المنسابة على الوجوه من قسوة المرض”، “هذا السلوك غير المسبوق للدكتور عادل عدوى الذى لم نره من قبل من أى وزير تولى هذا المنصب، وتلك التصرفات التى تصدر عنه والتى تفوح منها رائحة النبل الإنسانى ودماثة الخلق وقوة الشخصية الممزوجة بالطيبة جعلنى أراه فى صورة «قلب أبيض» يسير على قدمين”. مقال يمكنك أن تعتبره قصيدة قصيرة في حب وزير الصحة!
الحملة التي قام بها “محمد فودة” في تأييد وزير الصحة والدفاع عنه، كانت ثمرتها واضحة في مستشفى زفتى العام، الذي كتب عنه مقالين “مستشفى زفتى العام.. ولا فى الأحلام” و”مستشفى زفتى العام «أيقونة» العطاء بلا حدود”، وكتب في المقال الأخير: ” شعرت بالفخر والاعتزاز بهذا المشروع الذى كنت قد عاهدت الله منذ أكثر من عامين على أن أكرس كل ما أمتلك من علاقات حتى يتحول هذا المستشفى إلى صرح طبى على أعلى مستوى من التجهيزات، وليصبح بحق مفخرة لكل مواطن يعيش على أرض محافظة الغربية بأكملها، وليس فى مدينة زفتى فقط”.
لا حاجة لأن يقول “فودة” ما هي العلاقات التي استخدمها، فمقالاته عن وزير الصحة كافية.
(مصطفى مدبولي وزير الإسكان)
ربما لا يكون هناك مجال واضح لتوجيه اتهام مباشر إلى وزير الإسكان بالتورط مع محمد فودة، ولكن كتاباته عنه بمثل هذه النوعية من العناوين: “د. مصطفى مدبولى.. يد تبنى ويد تعيد الاعتبار للمرافق العامة” – “مصطفى مدبولى وزير «المصداقية.. والشفافية»”- “د. مصطفى مدبولى يحفر فى الصخر ليجد حلاً لأزمة الإسكان”، لا بد أن تفتح كثير من التساؤلات حول علاقته بـ”فودة” أو بمعنى أوضح إلى أي مدى وصلت هذه العلاقة!
وينضم للقائمة أيضًا د.حسام مغازي، وزير الري للموارد المائية، حيث كتب عنه “فودة: “ما أن انضم الدكتور حسام مغازى، وزير الرى والموارد المائية، لحكومة الدكتور إبراهيم محلب حتى اختار الطريق الصعب الملىء بالمخاطر والصعاب، ذلك الطريق الذى يكون فى كثير من الأحيان أشبه بحقل الألغام الذى من الصعب اجتيازه دون التعرض للأخطار التى تتفاوت فى حدتها وقسوتها حسب ما تقتضيه الظروف والأحداث المحيطة بها”.
هذا جزء من مقدمة مقال “د. حسام مغازى قلبه فى «توشكى» وعينه على «سد النهضة»، ثم أشاد به مجددًا في مقال “مشروع الـ1.5 مليون فدان فرصتنا الحقيقية للانطلاق نحو التنمية الشاملة”.
مقالات “فودة” لبقية الوزراء، تلاحظ أنها ليست موجهة إلى القارئ، بل موجهة إلى الوزراء أنفسهم، وعناوين المقالات وأسلوبها يكشف ذلك بسهولة من حيث الرغبة في التقرب منهم واستغلال المساحة الإعلامية والصحفية الممنوحة له في تحقيق ذلك، خاصة الوزارات المعروفة بنفوذها، أو بكثرة “المصالح” والأموال في ميزانياتها، وعلى نفس النمط كتب مقالات “أشرف سالمان.. «قبطان سفينة» الاستثمار فى مصر” و”المهندس شريف إسماعيل.. «مقاتل» بدرجة وزير!!”
في مقال «”الذهب الأبيض” الحائر بين الفلاح وصفقات أصحاب المصالح» يتحدث فيه “فودة” عن أحد قرارات وزير الزراعة صلاح هلال صاحب قضية الفساد الأشهر حاليًا. المقال فور أن تقرأه للوهلة الأولى تجد وكأنه بإشارة من صلاح هلال لدعم قراره ضد الدولة وهجوم ضمني على وزير الصناعة منير فخري عبد النور، فمن أين لمحمد فودة معرفة كل هذه التفاصيل المتعلقة بالقرار؟
حيث كتب: “ففى الوقت الذى اتخذ فيه وزير الزراعة، الدكتور صلاح هلال، قراره الشجاع بمنع استيراد القطن من الخارج، كخطوة من جانبه لرد الاعتبار لهذا المحصول الذى كان إلى وقت قريب يمثل أبرز مصادر الدخل القومى على الإطلاق، لم نكد نبدأ فى جنى ثمار هذا القرار حتى فوجئنا بعد 4 أيام فقط بتراجع الحكومة إلى الخلف” ثم يحاول أن يبدو أنه ينتقد صلاح هلال ولكنها كانت مجرد مقدمة للهجوم على الدولة واتهامها بالانحياز لفئات معينة، حيث كتب فودة “لقد استوقفنى فى هذه المشكلة ذلك الموقف الغريب لوزير الزراعة، والذى رأيناه موقفًا سلبيًا وغير متوقع بالمرة، فعلى الرغم من أنه كان قد أصدر قراره فى الأساس من أجل صالح الفلاحين، خاصة أنه كان دائمًا يردد أنه «خادم للفلاحين»، فأين ذهب هذا الكلام؟، ولماذا لم يصمد طويلاً أمام توجهات وزير الصناعة التى كانت صريحة وواضحة، وتستهدف فى المقام الأول الدفاع عن مصالح أصحاب الصناعات المتعلقة بالغزل والنسيج؟، فهل هذا الصمت من جانب وزير الزراعة يأتى انعكاسًا لشعوره بأنه كمن ينفخ فى «قربة مقطوعة».
كتب “فودة” مقالًا عن رئيس النادي الأهلي بعنوان “محمود طاهر يكتب تاريخا جديدا للنادى الأهلى”، علاقة القرب الواضحة بين “فودة” و”طاهر” كانت واضحة، خاصة بعد أن حضر محمود طاهر وخالد صلاح إحدى الدورات الكروية في مركز شباب زفتى، للوقوف بجانب محمد فودة ودعمه معنويًّا في الترشح للبرلمان، بجانب أن أحد الرشاوى التي تم تقديمها كانت عبارة عن عضوية بالنادي الأهلي، الأمر الذي يضع كثير من الشكوك حول علاقة “فودة” و”طاهر”.
الجانب الأبرز أن محمد فودة لم يستشعر أي حرج وهو يكتب عن الفساد، ويرتدي ثوب التطهير، رغم تورطه السابق في قضايا فساد شهيرة، قضى على إثرها 5 سنوات في السجن بقضية رشوى مع محافظ الجيزة.
عنوان هذه الفقرة ليس تلاعبًا بالكلمات أو سخرية متعمدة، ولكن كتابات “فودة” عن الإيمان والتقوى والورع الديني، يجب أن تتوقف أمامها وأمام تلك الحالة الواضحة من إدعاء الإيمان. فحين تقرأ مقالات مثل “فوق جبل عرفات عشت حالة خاصة من «العشق الإلهى»” و”عشت فى الجنة.. أيام عمرة رمضان”، ثم تضع بجانبها مقال “يقينى بالله وحب الناس.. طريقى إلى البرلمان”، وغيرهم الكثير تجد حالة واضحة من الإزداوجية وقلب المعايير، لا تقل أبدًا عن استغلال الخطاب الديني في التوجيهات السياسية.