أمر المستشار حمـاده الصـاوي النائـب الـعـام الـيـوم الخميس الموافق السابع مـن شـهر يوليو الجاري بإحالـة القضيـة المتهـم فيهـا كـل مـن أيمن حجاج -العضـو بإحـدى الجهات القضائيـة- وحسين الغرابلي -صاحـب شركـة- إلى محكمة الجنايات المختصة، مع استمرار حبسهما احتياطيًا على ذمة المحاكمـة.
يأتي ذلك لمعاقبتهمـا على مـا اتّهمـا بـه مـن قتلهمـا المجـني عليهـا شيماء جمـال -زوجـة الأول- عمدا مع سبق الإصرار؛ حيث أضمر المتهم الأول التخلص منهـا إزاء تهديدهـا له بإفشاء أسرارهمـا، ومساومته على الكتمان بطلبهـا مبالغ ماليـة مـنـه، فـعـرض على المتهـم الثـاني معاونته في قتلهـا، وقبـل الأخـيـر نـظــير مبـلـغ مـالـي وعـده الأول بـه، فـعـقـدا الـعـزم وبيتا النيـة على إزهاق روحهـا، ووضعـا لذلـك مخططـا اتفـقـا فيـه على استئجار مزرعـة نائية لقتلهـا بها وإخفاء جثمانهـا بقبر يحفـرانـه فيها، واشتريا لذلك أدوات لحـفـر الـقـبر، وأعـدا مسدسا وقطعـة قماشية لإحكام قتلهـا وشـل مقاومتها، وسلاسل وقيودا حديدية لنقل الجثمان إلى القـبـر بعـد قتلهـا، ومـادة حارقة لتشويه معالمـها قـبـل دفنـها، وفي اليـوم الذي حــدداه لتنفيـذ مخططهمـا اسـتدرجها المتهم الأول إلى المزرعـة بدعـوى معاينتهـا لشرائهـا، بينما كان المتهـم الثـاني في انتظـاره بـهـا كمخططهما، ولمـا ظـفـرا هـنـالـك بـهـا باغتهـا المتهم الأول بضربات على رأسها بمقبـض المسدس، فأفقدهـا اتزانها وأسقطها أرضـا، وجثـم مطبقـا عليهـا بيـديـه وبالقطعـة القماشية حـتى كـتـم أنفاسها، بينمـا أمسـك الثـاني بهـا لـشـل مقاومتهـا، قاصديـن إزهـاق روحهـا حـتى أيقنـا وفاتهـا محـدثين بها الإصابات الموصوفة في تقرير الصفة التشريحية، والـتي أودت بحياتهـا، ثـم غـلا جثمانهـا بالقيـود والسلاسـل وسـلكاه في القبر الذي أعـداه، وسكبا عـلـيـه المـادة الحارقة لتشويه معالمها.
كانت النيابة العامـة قـد أقامت الدليـل على المتهمين مـن شـهادة عـشرة شـهـود مـن بينهـم صـاحـب المتجـر الذي اشترى المتهمـان مـنـه أدوات الحفـر والمادة الحارقة، وكـذا إقـرارات المتهمين تفصيلًا في التحقيقات، والـتي استهلت بإرشـاد المتهم الثاني عن مكان الجثمان بالمزرعة وبيانه تفصيلات الجريمـة، ثـم إقـرار المتهـم الأول عقـب ضبطـه بارتكابـه واقعـة الـقتـل.
هـذا فـضـلا عـمـا ثـبـت في تقـريـر الصـفـة التشريحيــة الصـادر مـن مصلحة الـطـب الـشـرعي الذي أكد أن وفــاة المجني عليهـا بسـبب كـتـم نـفـسـها والضغـط على عنقهـا، ومـا أحـدثـه هـذا الضغـط مـن سـدا الهوائيـة، بمـا يشير إلى أن الواقعـة جـائـزة الحـدوث وفـق التصويـر الذي انتهـت إليـه النيابـة العامـة في تحقيقاتهـا، وفي تاريـخ مـعـاصر.
كما تضمنت الأدلـة قـبـل المتهمين وجـود البصمتين الوراثيتين الخاصتين بالمتهمين على القطعة القماشية التي عثر عليهـا بحثمـان المجني عليهـا، والمستخدمة في الواقعـة، فضـلا عـن ثـبـوت تواجـد الشرائـح الهاتفيـة المستخدمة بمعرفة المتهمين والمجني عليها يوم ارتكاب الجريمة في النطاق الجغرافي لـبرج الاتصال الذي يقـع بالقـرب مـن المزرعـة محـل الحـادث.
وأخيرا فقد أسفرت التحقيقات عن شبهة ارتكاب المتهم الأول جرائم أخرى، قررت النيابة العامة نسخ صورة منها للتحقيق فيها استقلالا.