في أوائل سنة 1946، كان العالم لسه خارج من الحرب العالمية التانية، وكانت حاجات كتير شكلها هـ يتغير، ومصر كانت داخل حالة من الغموض على كل المستويات، والشقلبة شكلها هـ طول كل شيء، وفـ وسط كل ده يقرر نجيب الريحاني يعتزل المسرح.
لـ الأسف ما شفناش مسرح الريحاني، لكن اللي بـ نعرفه من الناس اللي عاصروه إن الراجل ده مكنش بـ يتنفس غير على الخشبة وقدام الجمهور، ومع إنه دخل عالم السينما سنة 1931، لكنه مكنش مقتنع بـ الحكاية دي، كان شايف إن المسرح هو بيته، ولما عمل أفلام في التلاتينات، أول أربع أفلام ليه كانوا بـ دافع الحاجة لـ الفلوس، وكان بـ يألفهم على الهوا، ويرتجل الكلام، ويصور الفيلم في خمس ست إيام ودمتم.
الأفلام الأربعة الأولى ما شفناهمش زي مسرحياته اللي ما شفنهاش، ولو إن واحد منهم (ياقوت أفندي) اكتشفوه مؤخرا، وموجود دلوقتي على يوتيوب، لكن كـ إنه ما اتشافش بـ الظبط.
بعد الأفلام دي، أحمد سالم قدر يقنعه يعمل فيلم “سلامة في خير” سنة 1937، وقعد أربع سنين علشان يعمل فيلم تاني هو “سي عمر”، وبعد تاني عن السينما خمس سنين، لـ حد ما رجع في السنة اللي اعتزل فيها المسرح بـ فيلمين مرة واحدة.
الفيلمين اللي رجع بهم الريحاني لـ السينما واحد منهم بقى من أهم كلاسيكيات السينما المصرية، ونجح على مستوى الجماهير والنقاد والفلوس وكل شيء، ولـ حد دلوقتي إيفيهاته وجمله على كل لسان وفـ كل قب، والتاني فشل لـ درجة إنه بقى من النوادر، وقليل ما تلاقي حد، حتى من المتابعين، بـ غض النظر عن إنه يكون شافه.
الفيلم الأول هو “لعبة الست”، والفيلم التاني هو فيلمنا اللي هـ نتكلم عنه شويتين “أحمر شفايف”.
قبل ما نقول أي حاجة عن الفيلم، لازم نشكر السينما، لـ إنه لولاها كان نجيب الريحاني، العظيم نجيب الريحاني، مجرد اسم بـ يحكوا عنه، ويعدي، وكنا خسرنا جزء كبير من وجداننا الجمعي (سواء بـ نحبه أو عاملين نفسنا مش بـ نحبه)
نجيب الريحاني لما بدأ يمثل ما كانش عايز أبدا يبقى ممثل كوميدي، كان نفسه يبقى ممثل تراجيدي من عينة يوسف بيه وهبي، يقف على الخشبة ويأدي حاجة كده زي راسبوتين، ولا غادة الكاميليا، فـ الناس تدمع وتسقف من كتر التأثر، بس أول مرة مرة عمل فيها كده، الناس ضحكوا، ضحكوا، ضحكوا لـ حد ما هو اللي بكى، وحلف إنه هـ يبكي الناس دي حتى لو كان بكاهم بعد كريزة ضحك.
علشان كده كوميديا الريحاني دايما فيها جزء مأساوي، ودايما بـ تختم بـ دموع.
المهم، رغبة الريحاني في أداء التراجيدي ما اختفتش لـ حد ما مات، ولو نراجع آخر أفلامه “غزل البنات” سهل جدا نكتشف ده، لكن دلوقتي في سنة 1946، والراجل راجع لـ السينما، فـ هـ يقدم فيلمين، فيلم لـ السوق، والحاجات اللي الناس اتعودتها منه، وفيلم لـ نفسه، فيلم من إنتاجه هو، فيلم على مزاجه هو، فـ أنتج “أحمر شفايف”.
شريك نجيب الريحاني في الفيلم وفي كتابته كان بديع خيري، بديع كان توأم الريحاني زي ما هو معروف، وقدموا ع المسرح عشرات الروايات، اختلفوا أحيانا، بس دايما كانوا بـ يرجعوا يتعاونوا، ويقعدوا على قهوة فينيكس فـ عماد الدين يشكوا همهم لـ بعض، لـ حد ما مات الريحاني، والنسيان طوى بديع خيري، وعاش في عزلة، لـ درجة إنه لما مات ابنه عادل (وكان ممثل معروف) سمع بـ الخبر من الراديو زيه زي الناس.
الريحاني وبديع قرروا يعملوا فيلم يبكي الناس
فـ كان الفيلم اللي هـ نبدأ م المرة الجاية نتكلم عنه
تابعونا