أحمد الشيخ: برنامج "كفو" نجح بعفوية.. ومستعدون للتوسع عربيًا

إيمان مندور

مع تزايد الاتهامات المستمرة للجمهور بأنه يهتم بمتابعة الأعمال غير الهادفة، مما يتسبب في نجاحها وانتشارها على حساب الأعمال المهمة التي تهدف لارتقاء الأخلاق في المجتمع، يأتي برنامج “كفو” الذي عرض في موسم رمضان الماضي على تليفزيون البحرين، ليثبت أن الأمر ليس كذلك، بل الجمهور إن وجد عملا مختلفًا ومميزًا ومقدّم بطريقة احترافية سيقبل عليه، ويزداد نجاحه بمرور الوقت، مثلما تزايدت شعبية البرنامج عربيًا يوما بعد يوم رغم انتهاء الموسم الرمضاني منذ فترة كبيرة.

نرشح لك: “كفو”.. مواجهة تريندات الجرائم بـ”مقالب الخير”!

عن كواليس البرنامج، وتفاصيل الاستعداد والتجهيز له، والصعوبات التي واجهها فريق العمل، كان لـ”إعلام دوت كوم” هذا الحوار مع أحمد الشيخ مخرج برنامج “كفو”.

من هو أحمد الشيخ؟

أحمد الشيخ هو مخرج بحريني، أخرج العديد من البرامج والإعلانات والأفلام في البحرين. كما يمتلك شركة “ستوديو ماستر” التي قدمت ولا تزال تقدم مجموعة مميزة من المشاريع الإعلامية فضلا عن إدارة الفعاليات والمناسبات الرسمية الضخمة بمملكة البحرين.

بداية “الشيخ” كانت بإنتاج عدد من الأفلام القصيرة، والتي فازت بأكثر من جائزة بأستراليا والهند، ثم قام بإخراج بعض البرامج الكوميدية، إلى أن انتقل بعدها للبرامج الإنسانية، والتي كان آخرها برنامج “كفو”.

كيف بدأت فكرة البرنامج؟

أحمد الشيخ هو مخرج برنامج “كفو” وصاحب الفكرة الأساسية، لكن تطويرها ووضع المهام المرتبطة بها قام به فريق عمل متكامل، بحسب تصريحاته لـ إعلام دوت كوم، حيث يوضح أن الفكرة بدأت حين قام بتجارب اجتماعية ضمن إعلانات دعائية، وكان يرى ردود أفعال إيجابية للغاية من المشاركين، أبرزها في إعلان بمناسبة عيد الأم لصالح شركة stc.. “رأيت من خلاله ردود فعل إيجابية ومؤثرة للغاية للمشاركين والمشاركات، وأدركت أن التقدير والكلمة الطيبة بتغير في نفوس الناس مثلما حدث مع الأمهات اللاتي شاركن في الإعلان.. فقلت ما دام الفكرة نجحت في الإعلان ممكن نتوسع فيها لعدد أكبر من النماذج الإنسانية، فجاءت فكرة برنامج كفو”.

يضيف أنه تم تطوير الفكرة بأن يقوم البرنامج بتقدير وتكريم الناس، وتحديدا غير المعروفين، لكنهم أصحاب قصص إنسانية قوية، ولم يتم تكريمهم على الإطلاق من قبل، فيتم تقديرهم معنويا وإعلاميا بشكل قوي في البرنامج.

توقعات النجاح كانت لدى فريق العمل منذ البداية، لكن حجم الانتشار والنجاح الكبير في الوطن العربي ككل فاق توقعاتهم، حيث يؤكد “الشيخ” أنه في ظل انتشار برامج المقالب كان أمامهم تحدي كبير لتنفيذ البرنامج بهذه الاحترافية ليضمنوا النجاح.. “هو صحيح تحدي لكن كنا واثقين إنه هينجح، لأن لدينا تجارب اجتماعية ناجحة في السابق، وهذا ما حدث، بل البرنامج حقق نجاحا أكبر من توقعاتنا”.

تحديات التصوير و”المقالب”!

عن الصعوبات التي واجهت فريق العمل، يشير المخرج أحمد الشيخ إلى أن التحديات كانت كثيرة، فالجمهور يشاهد الحلقة ومدتها 10 دقائق ويظن أن تنفيذها استغرق يوما بأقصى تقدير، بينما تصوير البرنامج ككل استغرق شهرين تقريبًا من الإعداد والتنفيذ، وبإضافة مرحلة المونتاج تصبح المدة كاملة 3 شهور، فضلا عن كون الاستعداد للحلقة الواحدة كان يستغرق أسبوعا كاملا، فهناك تفاصيل كثيرة ودقيقة تحتاج لمجهود كبير، مثل ترتيب السيارات واللافتات والشاشات، فضلا عن وجود تجارب وبروفات كثيرة لمدة أسبوع قبل كل حلقة، لكي يتم ضبط الحركة بالكامل ولكي تكون الأجواء كلها واقعية وليست تمثيلًا. هذا بالإضافة لوجود صعوبات أخرى من ناحية الوقت وترتيب المجاميع، وتنفيذ كل ذلك بدقة شديدة دون أن يشعر الضيف بأي شيء.

أحمد الشيخ مع الطفل بدر الريس

ويشدد على أنه يتم التأكد من عدم معرفة الضيف بالمقلب قبل الحلقة، ويتم التأكيد على الأشخاص المقربين الذين استعانوا بهم لتكريم الضيف والحديث عنه، بأنه في حال معرفته بالأمر سيتم إلغاء الحلقة ولن يتم تصويرها، وإن تم تصويرها وأدركوا ذلك فيما بعد فلن يتم إذاعتها، لافتا إلى أنه ذات مرة قام أحد الأبناء بالتلميح لوالده عن الحلقة قبل تصويرها فتم إلغاء الحلقة ككل، لأنه إن تم تصويرها فلن تكون هناك مشاعر صادقة نظرًا لمعرفة الضيف بالمفاجأة.

وبالاستمرار في الكواليس، يؤكد الشيخ على أن تأثر الجمهور أثناء مشاهدة الحلقات، لا يقل عن تأثر فريق العمل في الكواليس، لدرجة أن بعضهم بكى أثناء تصوير الحلقات. والأهم من ذلك هو رد فعل الضيوف أنفسهم، فبعد عرض الحلقات تلفزيونيا كان التأثر أضعاف ما حدث أثناء التصوير، حيث وصلتهم رسائل ومكالمات مؤثرة من الضيوف.. “رسائل مليئة بالفرحة والدعوات والشكر.. مثلا الشخص اللي بيعالج متعاطي المخدرات بعث لي رسالة إنه كان يشتغل 15 ساعة في اليوم، بسبب البرنامج أصبح يشتغل 20 ساعة وربما أكثر ليعالج أكبر عدد من الناس.. قالي لي: أعطتيموني دافع إني أواصل عملي وأستمر أكثر”.

يواصل: “لم نتوقع ردود الفعل بهذا الشكل من الجمهور والضيوف.. ردود إيجابية بدون حملة ممنهجة.. الناس لحالها قامت تنشر وتكتب وبصراحة إحنا سعداء لأن هذه الشخصيات راح تاخد حقها أكثر.. لذلك ما خليناش في مقدم برنامج أو أي شخص آخر يظهر وجهه بشكل لافت أو يتكلم أمام الكاميرا حتى لا يأخد الانتباه من الضيف.. الضيف هو البطل وهو اللي ياخد (الشو) كله”.

انتشار البرنامج عربيا

وبسؤاله هل ينتقل البرنامج لعدد من الدول الأخرى بخلاف البحرين، ليتم تقديم نماذج عربية شتّى، أكد المخرج أنه يتم التخطيط لذلك بالفعل، لأنه بالتأكيد هناك نماذج إيجابية تستحق الشكر والتقدير في الوطن العربي، مضيفا: “مستعدين لأي فرصة للمشروع إنه يكبر في دول أخرى”.

وفي الختام، أكد أحمد الشيخ أنه يستعد لتقديم 3 برامج إنسانية جديدة، لكنه يبحث الآن عن فرص تنفيذها، على أن يتم الإعلان عنها حال تأكيد الأمر.