محمد هيثم
أقيم أمس أول “سمبوزيوم” للفن التشكيلي في الساحل الشمالي على البحر مباشرة قدمته شركة “Art D’egypt” بالتعاون مع “مصيف رأس الحكمة” بالساحل الشمالي، وهو يهدف للعودة بروح الصيف القديمة، وأجواء المصيف التي كان يسودها البساطة، ولدعم الفن المصري المعاصر أيضا.
خلال السمبوزيوم قدم 4 فنانين وهم الفنان أحمد حافظ، والفنان محمد بنوي والفنان طه نصر، والفنان علي مصطفى، أعمالهم الفنية التي قاموا بأنشائها على الشاطيء سواء بالنحت أو التصميم لتضيف للمكان الروح الفنية، وليكون الفن موجودا في كل مكان.
في البداية تحدث المهندس كريم ملش، رئيس مجلس إدارة “مصيف رأس الحكمة”، عن فكرة القرية، وأن المشروع مطور من شركة “M Squared”، وهو مطور بطريقة تختلف عن جميع المشاريع الموجودة في الساحل الشمالي، واصفا إياه بالمشروع الجريء، لافتا إلى أن فكرته مختلفة لأن كل شيء به مستوحى من الطبيعة وبساطة الصيف التي لم تعد موجودة الآن، فهو مبني على ذكريات الصيف القديمة، موضحا أنه من الجيل الذي عاش في فترة السبعينيات والثمانينات لذلك كل الأشياء الموجودة في “مصيف رأس الحكمة” تعمل على العودة إلى هذه الأيام، مشيرا إلى أن الفكر الثقافي مهم بقدر الفكر المعماري لذلك يجب وجود احساس فني للمكان لإضافة قيم فنية لذلك قرروا التعاون مع شركة “Art D’egypt”.
وأشار الفنان هاني السيد، منظم ومدير المعرض، أنه يجب خروج الفن عن القاعات والمعارض إلى الناس، موضحا المنشأت السياحية وغيرها تحتاج إلى تجميل وأن يكون التجميل أوسع من التجميل العمراني أو البنائي، وهنا يأتي دور المعارض الفنية لإنتاج أعمال فنية تكاد تكون مخصصة لتلك الأماكن، لافتا إلى أن الغرض الأساسي من المعرض هو العمل على ذكريات المصيف في فترات السبعينيات والثمانينات، متمنيا أن تدوم هذه الأعمال بتوسع أكبر.
فيما قال الفنان محمد بنوي، الدكتور بكلية الفنون الجميلة بالزمالك، إن وجود الفن في تلك الأماكن يعد حدثا فريدا جدا، فوجود الفن بين الناس يجعله مثمر جدا، ويجعل له روحا جديدة ومختلفة، موضحا أنه يشارك في المعرض بعملين الأول “أصدقاء غير عاديين”، وفكرته تقوم على أن المجتمع أصبح مهتم بوسائل التواصل الاجتماعي وأصبح بعيدا عن التواصل فيما بيننا، لذلك قرر هو وأصدقائه تقديم أعمال فنية في أماكن مختلفة منها البحر أو السينما وغيرهم، أما العمل الثاني يتحدث عن الأماكن التي نتمنى الوجود بها، مشيرا إلى أن هذه الأعمال جزء من تجربة كبيرة جدا يمارسها بشكل مستمر.
من جانبه أشار الفنان طه نصر، إلى أنه سعيد جدا بهذه الفكرة، موضحا أنهم حاولوا العودة بذكريات الماضي من حيث الوجود على الشاطيء وتجمع العائلات ومن هنا جائت فكرة عمله الفني وهو يشير إلى أب يحمل ابنته وهي تحمل طائرة ورقية، موضحا أن الأمر بسيط في تعبيره، في محاولة للتعبير عن فكرة المصيف والبهجة وما إلى ذلك، موجها الشكر إلى شركة “Art D’egypt” وشركة “M Squared” على ترشيحه للمشاركة بأعماله في المعرض.
كما أوضح الفنان أحمد حافظ، الدكتور بكلية الفنون الجميلة بالاسكندرية قسم النحت، أنه سعيد جدا بالمشاركة في هذا المكان، وسعيد أيضا باختيار شركة “Art D’egypt”، له بالمشاركة في هذا المعرض، كما وجه الشكر لإدارة قرية “مصيف رأس الحكمة” على استضافتها لهم وتوفير كافة الموارد في سبيل تنفيذ هذه الأعمال، موضحا أن فكرة العمل الخاصة به هو لوحة من خامة الخشب مدمج مع “ريزن” شفاف، لافتا إلى أنه في البداية كان متخوفا من العمل بخامة الخشب وكيفية توظيفها على البحر، مشيرا إلى أنه تفاجأ من وجود جميع الخامات الطبيعية في المكان وأغلبها من خامة الخشب ووجدها في التصميم التنفيذي للمكان، مما جعله يشعر بالسعادة لأن العمل أصبح جزء من المكان.
في نفس السياق قال الفنان علي مصطفى، المعيد بكلية الفنون الجميلة بالإسكندرية، إن شركة “Art D’egypt”، قامت بشيء لم يكن موجود منذ سنوات، وهو وجود الفن في الشارع وفي المصيف حتي تراه الناس، ووجود الفن بيننا كان أمرا مستحيل بعد الإنحدار البصري الذي عاصرناه، فالفن حاسه بصرية وأصبح الكثير من الناس يفتقرون للحاسة البصرية وأصبح هناك استغلال للفن في الدعاية والإعلانات، ولكن فكرة أن يكون الفن فن فقط أصبحت معدومة منذ فترة، لافتا إلى أن هذا المعرض دليل على وجود الفن والنحت في كل مكان، موضحا أن فكرة العمل الخاص به هو “العجل” لأنهم قديما كانوا يستخدون “العجل” في المصيف واستخدم فيها خامة “الاستانلس”، وهو من الخامات الحساسة جدا.