إعلام.أورج يحاور هشام قاسم(2-2): حذرت المصري اليوم من التعاقد مع بروموميديا!!
أنس هلال – محمد عبد الرحمن
بجانب القيمة التي يمثلها الناشر الكبير هشام قاسم في الوسط الصحفي المصري فإن ردود الفعل الواسعة حول الجزء الأول من حواره مع إعلام.أورج أكدت حجم القلق الذي ينتشر في شرايين سوق الصحافة المصرية من التوقعات السلبية للطريق الذي تتجه له معظم الإصدارات الصحفية والقنوات التلفزيونية بسبب الأزمة المالية من جهة وسوء الإدارة من جهة أخرى، في الجزء الثاني من الحوار لم نتلزم بأسلوب السرد الذي اتبعناه في الجزء الأول، وسنعود للشكل الكلاسيكي، سنطرح على قاسم مجموعة من الأسئلة وننقل إجاباته كما هي لعل الرسالة تصل مكتملة إلى الصحفيين أولا والقراء بشكل عام ثانيا.
كيف ترى الآزمة بين المصري اليوم وبروموميديا؟
لا أستطيع توقع إلى أين ستذهب الأزمة بين الطرفين، لكن ما يمكنني قوله أنني حذرت صلاح دياب من التوقيع مع بروموميديا تحت إدارة إيهاب طلعت، أمر مدهش فعلا أن توقع كل هذه الجهات الإعلامية والصحفية مع شركة واحدة تعهدت بدفع مليار جنيه للجهات المتعاقدة معها، هذا الرقم يمثل 30 % تقريبا من حجم سوق الإعلانات في مصر، وهو أمر من الصعب أن تتحمله شركة بمفردها، ومع ذلك الكل وقع ثم تعجب من عدم السداد، كنت في مكتب دياب وقت المفاوضات وقلت له أمام ممثل لبروموميديا لا توقع معهم، كما أن خلفية إيهاب طلعت في السوق تستدعى الحذر، فعلاقته بنجل صفوت الشريف ثابتة، والكاتب السيد الغضبان نشر مقالا في المصري اليوم حول ما فعلوه في عقد اعلانات قناة النيل الدولية وكيف استغلا نفوذ صفوت الشريف وقتها ولم يرد أحد على المقال، ثم هروبه لعدة سنوات خارج مصر، كل ذلك كان من المفترض أن يستدعي “القلق” لا التعاقد والترحيب ثم تصل الأزمة إلى ما وصلت إليه، وأثناء وجودي في المصري اليوم كنت ضد فكرة الإمتياز الإعلاني لأن أضرارها تفوق فوائدها، وأتوقع أن تعود الصحف من جديد تبيع إعلانات بشكل مباشر وأن يقوم ذلك على أرقام وإحصاءات دقيقة لا أن أضع الجريدة كلها في بطن وكيل إعلاني يدفع مبلغ محدد فيما يمكنني بشكل مستقل تحصيل مبلغ أكبر ثم يأتي الوكيل لاحقا ويتعثر فتفشل كل خطط التوسع بل أضطر لتقليص نشاطي.
بما إنك ذكرت وزير الإعلام الأسبق صفوت الشريف، كيف كانت علاقتك معه ؟
لم يكن هناك تواصل مباشر، كنت أعمل في البداية من خلال مكتب خدمات إعلامية وترجمة ونشر مكتبي، أتواصل من خلاله مع صحف أجنبية كبرى، ثم أسست مجلة “كايرو تايمز” عام 1997 واستمرت حتى عام 2002، المجلة كانت تمر بالطبع على الرقابة على المطبوعات الأجنبية التابعة لوزارة الإعلام ولي مواقف مع هذه الإدارة ليس هذا مجالها الآن، أما الشريف فكان يظن أنني تابع للأمريكان، بينما كنت أقول لدوائر الحكم في مصر أن هذه المجلة دليل أمام المجتمعات الغربية أن مصر بها صحافة متطورة بغير اللغة العربية، المهم أنه استخدم سلاح الضغط على المعلنين واستمرت المضايقات من أجل إجباري على الإغلاق وهو ما حدث فعلا وكان ذلك قبل تجربة المصري اليوم، أي أنه ليس هناك علاقة بين اغلاق المجلة وانضمامي لمؤسسة المصري.
كثيرون حتى من أبناء المهنة لازلوا بحاجة لمعرفة التوصيف الدقيق لمهام “الناشر”؟
وظيفة الناشر هي التخطيط للجريدة بشكل عام والتنسيق بين إدارات التحريروالتوزيع والإعلانات والمالية، باختصار هو أكثر أهمية من رئيس التحرير، لأنه من يحدد الخطوات المقبلة للجريدة، من الناحية المادية والتسويقية وليس المضمون فقط، كذلك يعد الناشر هو المشرف على الجودة سواء جودة المواد المنشورة أو جودة الصفحات والملاحق الخاصة، هل هي مفيدة فعلا للجريدة، أما تصدر لأن قرارا انطلق بصدورها ولا يمكن وقفها، كما أنه يتدخل لتنسيق مواعيد الطبع ما بين التحرير والتوزيع والإعلانات،بحيث يعمل كل هؤلاء مع بعض وليس ضد بعض .
تكلمنا كثيرا عن الصحف الخاصة بمناسبة الأزمات التي تواجهها، ماذا عن الصحف القومية ولماذا لم تعد للمنافسة من جديد رغم تراجع الخاصة؟
لا أعتقد أن الصحف القومية بحالتها الحالية قادرة على العودة، عندك الأهرام مثلا كل رئيس مجلس إدارة جاء بعد الثورة سواء عبد الفتاح الجبالي أو ممدوح الولي أو أحمد السيد النجار، كلهم واجهوا مشكلات مادية وسياسية كبيرة، الحل ليس سهلا، لأن هناك تضخم كبير في المديونيات وفي عدد الموظفين، بالتالي كل عام يجب على الدولة أن تضخ من أموالها لبقاء هذه المؤسسات، ومديونيتهم لبنك الاستثمار القومي ارتفعت للغاية، إذن لو سألتني هل هناك جدوى لإستمرارها سأكون صادما وأقول لا جدوى، وفي حال التطبيق الحقيقي لإعادة الهيكلة فبالتأكيد 90% من العاملين سوف يتم الاستغناء عنهم، وهي نفس أزمة ماسبيرو، وهناك تجارب كثيرة في دول مرت بظروف مشابهة لمصر انتهى الأمر بأن الإعلام في هذه الدول اتقفل مثل اليونان مؤخرًا وما حدث في الكتلة الشرقية وهكذا، فإعادة الهيكلة ستحتاج حزم شديد أمام التظاهرات والاحتجاجات على مثل هذه الإجراءات، لكنها بالتأكيد ستكون أفضل من أن يذهب الموظفون في يوم إلى التلفزيون أو جريدة قومية ويجدون الأبواب مقفلة ولا مصروفات لتشغيلها.
من هو أشطر رئيس تحرير في مصر ؟
إبراهيم عيسى، اما بخصوص تجربة المقال فتحتاج للمزيد من التسويق للوصول لقطاعات أكبر من الجمهور، وقد تكون فكرة الموقع الإلكتروني المدفوع مقدما بداية لانقاذ الصحف الخاصة من عثرتها المادية خصوصا لو كان هناك ضغط في الانفاق منذ البداية لاحداث التوازن المطلوب بين المصروفات والعائد.
ومن أفضل مقدم برامج توك شو ؟
أسامة كمال في المرحلة الحالية، لكن يجب الإشادة بالأداء المتميز ليسري فودة وحافظ الميرازي.
أفضل مذيعة؟
هناك عدة مجالات من الصعب الاستقرار على مذيعة بعينها، لكنني أتابع إسعاد يونس في برنامجها الأسبوعي، ومن البرامج اليومية أتابع لميس الحديدي ورانيا بدوي.
أفضل صاحب عمود رأي؟
للأسف لا أستطيع التحديد أو اختيار أحد بعينه، ولا أجد أحد متميز بالدرجة المرضية بالنسبة لي، وأميل إلى المعلومات والمقالات القائمة على التحري والدقة ليس المساحات المفتوحة من المقالات، وضد نظرية وجود عمود ثابت متروك هكذا يكتب فيه الصحفي كما يشاء.
أفضل جريدة يومية؟
سأجيب من زاوية أخرى، في حال قراري شراء جريدة يومية ستكون المصري اليوم .
أفضل موقع صحفي إلكتروني؟
الأسرع وليس الأفضل هو اليوم السابع، لكنه لازال يعاني من أخطاء إملائية وأسلوبية، بجانب الاعتماد على السرعة مقابل الدقة، والدقة في المصري اليوم أعلى، و من ناحية أخرى سباق إليكسا دمر المواقع، فالكل مهتم بترتيبه على إليكسا ويتنازل عن قواعد المهنة من أجله، لكن الجمهور ومؤرخي صناعة الصحف لن يتذكروا لاحقا الموقع رقم 1 في ترتيب إليكسا، وإنما الموقع صاحب المضمون الأفضل.
أخيرا .. متى تعلن عدم استمرارك في تجربة “الجمهورية الجديدة”؟
لازال المشروع قائما حتى بداية العام المقبل، وإذا لم أجد مساهمين يريدون الإستثمار فقط لا السيطرة، فقط أقبل وظيفة مستشار في الأمم المتحدة أو أتفرغ لتقديم الاستشارات للمؤسسات الصحفية المصرية والعربية وإن كنا نعاني من البعض الذي يطلب المشورة ثم ينفذ في النهاية اللي في دماغه هو وبس.