سالي فراج مصمم أغلفة غسان كنفاني
“المثقف أول من يقاوم وآخر من ينكسر”، إحدى مقولات المناضل الفلسطيني غسان كنفاني، والذي مر على اغتياله 50 عاما يوم 8 يوليو 2022، ولذلك قررت دار “سديم” للنشر والتوزيع أن تقوم بإعادة نشر أعماله الفكرية والأدبية بعد سقوط حقوق ملكيتها الأدبية.
“كنفاني” الذي أُغتيل على يد الموساد الإسرائيلي عام 1972 عن عمر ناهز الـ 36 عاما استطاع خلالهم أن يكتب 16 عملا ما بين الروايات، والكتب، والقصص القصيرة، والمسرحيات، والدراسات، بالإضافة إلى ثلاث روايات لم يمهله القدر لإكمالهم، ولكنه ترك بصمة قوية جعلت رئيسة الوزراء الإسرائيلية “جولدا مائير” تقول تعقيبا على الاغتيال: “بمقتل غسان تخلصنا من لواء فكري مسلح، فغسان كان يشكّل خطرًا على إسرائيل أكثر من ألف فدائي مسلح”.
رغم اغتياله في سن صغير إلا أن إنتاجه الفكري كان مكثفا نتيجة لعمله الصحفي وذهابه الدائم لمخيمات اللاجئين، وتتجلى القضية الفلسطينية بتفاصيلها ويومياتها في جميع كتاباته، وهذا ما ظهر أكثر من خلال أغلفة الطبعات الجديدة التابعة لدار سديم، والتي بمجرد نشرها قبل صدور الأعمال نالت إعجاب الكثير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، لذلك تواصل إعلام دوت كوم مع المصمم إسلام أحمد للحديث عن أغلفة الطبعات الجديدة، وكواليس تصميمه لها، وفيما يلي أبرز التصريحات:
1- أعمل في مجال صناعة الكتب منذ ما يقرب من 5 سنوات
كمحرر أدبي، ومصمم جرافيك، وأثناء دراستي الجامعية درست التصميم بشكل ذاتي، وقرأت في مجال التصميم العربي، والرسم، والخط، بالإضافة إلى شغفي بالزخارف، والخطوط العربية، ولوحات المستشرقين عن المجتمع العربي في مختلف مراحله.
2- تواصل معي أحمد ضيوف مدير نشر الدار حتى أقوم بتنفيذ رؤية وتصميم الأغلفة الجديدة، ومنحني كامل حريتي دون قيود، وما ساعدني أكثر للوصول لروح الأعمال هو أنني قارئ لكثير من أعمال “كنفاني”، كما قرأت دراسات ومقالات أكتر عن أعماله.
3- ترتكز فكرة الأغلفة على دمج عناصر وزخارف من التراث الفلسطيني، مع صور تم التقاطها لشخصيات حقيقية خلال أحداث هامة من القضية الفلسطينية مثل حرب فلسطين 1948، أو من مخيمات اللاجئين والتهجير، واستمرت رحلة البحث في كل الجرائد والمجلات والمواقع على صور حقيقية للأحداث مع استخدام ألوان متداخلة وحديثة لكي تعطي طابع حداثي للأغلفة.
4- كان تركيزنا أن نحقق معادلة إعادة إنتاج كاتب كلاسيكي مع الحفاظ على تراث وروح أعماله؛ بالإضافة إلى تجديدها حتى تتناسب مع السوق والمجتمع والأجيال الجديدة.
5- أثناء إعادة نشر أعمال لكاتب كلاسيكي يجب مراعاة تغير الأدوات، وحركة التصميم، وكان هدفنا هو الوصول إلى أغلفة حداثية وجديدة تتناسب مع تداخل عناصر لم تكن موجودة من قبل، وتكون معبرة عن الزمن، والروح، والتراث الفلسطيني.
6- قرأت مجموعة كبيرة من أعمال غسان كنفاني، ومقالات ودراسات عن أعماله الأدبية والسياسية، وفي النهاية تكون في عقلي رؤية كاملة وجاهزة لأعماله الأدبية من خلال استشفاف عالمه، حيث بدأت الفكرة بعمل اسكتشات عن الأغلفة وبحث عن الأعمال وقراءة فقرات وفصول من الكتب حتى أتذكرها.
7- قبولي تصميم أعمال لكاتب مثل “كنفاني” كان بمثابة مخاطرة كبيرة جدا، لما لديه من شعبية وجماهيرية كبيرة، بالتالي ردود الأفعال كانت بالنسبالي مبهرة وعلى قدر المجهود المبذول بها.
8- هناك ردود أفعال على أغلفة نجيب محفوظ كانت رافضة للأعمال الفنية بطريقة مسيئة، رغم أن الأعمال الفنية تخضع للذائقة والخلفيات الفنية، بمعنى أن اجتهاد الفنان في صياغة مشاريع جديدة ليس بالضرورة أن يُقابل بإجماع سواء قبولا أو رفضا، ولكن الرفض يجب ألا يكون بالسخرية من الفنانين ونعتهم بألفاظ مسيئة.
9- هناك أغلفة رائعة ولوحات ذكية وجميلة تعبر عن عالم نجيب محفوظ الروائي، وهناك بعض اللوحات التي لم تصل إلى نقطة عالم نجيب محفوظ، وكان بها شيئا من التغريب عن وعي القرّاء الجمعي.
10- ليست آخر أغلفة تُصنع لنجيب محفوظ، وليست آخر أغلفة تُصنع لغسان كنفاني، لأنهما خالدين بمقدار خلود الأرض، واجتهاد الفنان على مر العصور قادر أن يُعيد احياءهم مرات ومرات.