ظهور طفلة فيلم حياة أو موت
سلمى فيصل
نظم بيت المعمار المصري مساء اليوم الاثنين، اللقاء الثالث من سلسلة “أرواح في المدينة“، بعنوان “من دير النحاس إلى العتبة وبالعكس”، والتي يقدمها الأستاذ محمود التميمي ضمن مشروعه الثقافي الأشمل “القاهرة عنواني”.
جاءت الندوة ضمن فعاليات صالون العمارة والسينما لبيت المعمار المصري، و استضافتها سينما الهناجر بحرم دار الأوبرا.
أكد “التميمي” أنه أراد أن يحكي عن تاريخ شوارع القاهرة من خلال المسار الذ سلكته “الطفلة سميرة” التي تعلقت بها قلوب الأجيال في فيلم “حياة أو موت” المعروف بالنداء الشهير “من حكمدار القاهرة إلى أحمد إبراهيم القاطن بدير النحاس”.
و أشار إلى أنه توصل لسيدة ضحى أميري التي قامت بدور سميرة بعد أشهر طويلة من البحث مؤكداً على أن هذا الدور جعلها تولد بطلة حيث أحتلت صورتها بمفردها أفيش الفيلم الذي ضم عمالقة الفن “عماد حمدي، يوسف وهبي و حسين رياض ” و عرض التميمي خلال الندوة فيلماً وثائقيا تضمن اللقاء مع السيدة ضحى أميري التي روت أن وجهها أصبح معروفا بعد أن شاركت في جمع التبرعات و هي طفلة لصالح المجهود الحربي من أهالي الأسكندرية و أن مخرج الفيلم كمال الشيخ قد اختارها من بين ٢٢ متسابقة و كانت منافستها الرئيسية “زيزي البدراوي” و أكدت السيدة ضحى أن الفنانة آسيا منتجة الفيلم منحتها أجراً أعلى من الفنان يوسف وهبي و قدمت لها الفستان الذي مسلت بيه في الفيلم كهدية.
و أكدت أن تصوير الفيلم استغرق ٦ أشهر كانت خلالها تأتي من الإسكندرية إلى القاهرة من أجل تصوير مشاهدها التي كان ينبغي التقاطها في ساعة محددة من النهار اتساقا مع أحداث الفيلم.
و أضاف الإعلامي محمود التميمي أن من بين أبطال الفيلم الطفل الذي قام بتهريب سميرة و هو نفسه المخرج على عيسى الذي عمل بالتلفزيون المصري و هو نفسه الذي قام بدور البرنس علاء صغيرا في فيلم رد قلبي و كانت أمامه ضحى أميري في دور الأميرة أنجي.
و بين “التميمي” أن التورماى ٣٠ هو بطل العمل، وكان يربط بين الجيزة و التحرير مروراً بمنطقة دير النحاس، مبينا أن الترام أحدث تغيرا كبيرا في حياة المصريين و سهل عليهم الانتقال من مكان لأخر، وكان له دور كبير في ثورة ١٩١٩، كما وثق الفيلم العملة الورقية فئة ٢٥ قرشا التي وضعت عليها صورة مسجد المرسي أبو العباس و هي سابقة فريدة لوضع صورة مسجد من خارج القاهرة على عملة ورقية، و هذه العملة استمر تداولها من عام ١٩٥٤ حتى ١٩٦٧.
و أكد “التميمي” على أن الفيلم الذي عرض لأول مرة عام ١٩٥٥ وثق لعدد من المنتجات الرائجة هناذاك مثل ماركة السجائر المصرية هوليود، و معجون الأسنان “كولينوس” و منتجات أخري مازالت موجودة.
و أردف أن هناك مشاهد في الفيلم تمسه هو شخصيًا، فهو يوثق لحي المنيل الذي نشأ به ويذكره نفق الملك الصالح بحادثه وقعت لوالده حين حاول القبض على أحد اللصوص فأصيب ببعض الجراح.
كما تحدث المؤرخ عادل سيف عن بعض الأماكن الموجود في الفيلم و التي لم تتغير بعد مرور نحو ٦٨ عام و منها ميدان مصطفى كامل و شجرة أم الشعور الموجودة أمام مبنى ماسبيرو و كذلك عمارة الجندول الخاصة بموسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب التي مازالت كائنة في شارع فؤاد “٢٦ يوليو”.
جدير بالذكر أن الكاتب الصحفي محمود التميمي من أبرز من ساهموا في إطلاق البرامج الحوارية وأشرفوا على تحرير العديد من البرامج في العديد من القنوات المصرية.