رباب طلعت ريهام عياد
100 مليون مشاهدة حققتها ريهام عياد صاحبة الإطلالة المميزة بـ”القصة وما فيها” أحد أشهر البرامج الديجيتال التي تهتم بتقديم محتوى جيد مفيد وهام على يوتيوب والسوشيال ميديا، وأحد أهم البرامج التي نجحت في وقت قصير لتحقيق انتشار واسع وكبير بين فئات عمرية مختلفة.
“إعلام دوت كوم” حاور ريهام عياد مقدمة “القصة وما فيها” للحديث عن البرنامج وعنها وعن صناعة المحتوى الديجيتال، وفيما يلي أبرز تصريحاتها:
1-أنا ريهام مرسي عياد زوجة وأم، درست الإعلام وحصلت على دبلومة وتمهيدي ماجستير وأسعى لإنهاء الرسالة قريبًا، وتخصصي كان الإذاعة والتلفزيون.
-من طفولتي وأنا أحلم بأن أكون مذيعة، لذلك اخترت القسم الأدبي في المرحلة الثانوية، على عكس رغبة والدي الذي كان يحلم بأن أصبح مهندسة، خاصة لتميزي في الرياضيات، فقد كنت أحبها وأجيدها، ولكنني اخترت الأدبي كي اتفادى تخيري بعد الثانوية العامة ما بين رغبة والدي (الهندسة) ورغبتي (الإعلام)، وقد حزن والدي وقتها ولكننا تجاوزنا الأمر.
2-تزوجت بعد التخرج مباشرة، وأنجبت روجادا (12 سنة) وريتال (6 سنين) فشعرت أن أحلامي لم يعد لها مجالًا للتحقق، ولكني في 2016 شجعت نفسي على الاستمرار والبحث عن حلمي من جديد، خاصة أن الله أرسل لي العديد من الرسائل على إمكانية حدوث ذلك وقتها، وكان أبرزها جملة سمعتها في أغنية “كل واحد عنده حلم مصدقة هيجيله يوم ويحققه”، فدونتها في مذكراتي، وبدأت في الحصول على تدريبات وكورسات في كل ما يتعلق بالإذاعة من إعداد نشرة ومذيع وغيره، وكذلك اهتتمت بالرياضة لتحسين شكل جسمي على الرغم من أنني لم أكن أعاني من السمنة ولكن لأصبح أفضل.
3-لدي الموهبة بأن أصبح مذيعة، وكان مدرسيني في الكورسات يخبروني بذلك، وأنا أشعر بأن سبب نجاحي الأساسي هو الموهبة بنسبة كبيرة، ثم الشطارة.
4-حصلت على فرص للانضمام لقنوات كبيرة أكثر من مرة، ولكن لم يحالفني الحظ على اكتمال تلك المشروعات وقتها، ولم أكن أعرف سبب ذلك، ولكن الآن علمت أن الله كان يحمل لي مستقبلًا أفضل، حيث لم يرد لي أن أكون رقم وسط عدد كبير من المذيعات، بل شيء مميز وخاص.
5-عندما حدثت أزمة كورونا يأست حيث ظننت أنها نهاية العالم مثل الآخرين، ولكن في إبريل 2020، فكرت لما أنتظر أن يشغلني أحد في أحد القنوات لأصبح مذيعة، وأنا في إمكاني تقديم ما أريد على السوشيال ميديا، ففكرت في “القصة وما فيها”.
6-لا أعلم هل كان هناك برنامج يحمل نفس الاسم أو لا، فلم أبحث وقتها عن الاسم على الرغم من أنني شخصية دقيقة للغاية في عملي، ولكن الله أراد إلهائي عن ذلك الأمر، وخرجت بأول حلقة تحت هذا الاسم واستمر.
7- هدفي الأساسي منه كان تقديم فيديو لا يزيد عن 3 دقائق، أقدم به معلومة سريعة للجمهور، وكان هدفي الأساسي تصحيح المعلومات الخاطئة المتواجدة بكثرة حاليًا، خاصة التاريخية، لأن التاريخ شغفي منذ كنت في الدراسة، وأقرأ فيه كثيرًا، وأحب البحث فيه، خاصة أنني قررت الابتعاد عن الأحداث الحالية والمعلومات الحديثة نظرًا لأن المصادر فيها لا تكون دقيقة، ومن الصعب الوصول للحقائق عكس التاريخ الغزير بالمصادر والمعلومات.
8- بدأت في “ريسيبشن” المنزل، على كرسي ومايك بسلك بسيط، وابنتي كانت هي من تصورني بالموبايل، وبعدما نجح الأمر فكرت في بناء استوديو صغير بديكور بسيط، واشتريت مايك جديد وكاميرا صغيرة وكان ذلك بعدما توقفت شهرين من أغسطس إلى منتصف أكتوبر 2020، وكانت تلك الانطلاقة الحقيقية، حيث عدت بقوة، ووفقني الله.
9- تعمدت طريقة الحكي المشوق، لأنه لو لم يكن كذلك لما كان جذب الجمهور، والله منحني موهبة الكتابة، فأكثر ما يميز “القصة وما فيها” الاسكربت، وأنا حريصة على كتابته وإعداده بنفسي، على الرغم من عدم دراستي لذلك الأمر، ولكن لدي الموهبة، وحاليًا استعنت بشاب صغير سنًا أخبره دائمًا بأنه تلميذي وابني ومتنبأة له بمستقبل مبهر لأنه متميز واسمه محمد منطاوي، وقد منحته خلاصة خبرتي وتعبي في مجال البحث.
10- تواصلت مع الملحن محمد بسيوني لينفذ لي موسيقى تصويرية للبرنامج كان لدي تصور معين في عقلي، وقد نفذها كما أريد بالضبط.
11- أكثر الحلقات التي حققت انتشارًا كبيرًا وكانت قوية جدًا قاهر المخدرات أحمد رشدي، وبعدها حلقة أبو غزالة، والأقوى كانت شجرة الدر، وبعدها كانت حلقة أسمهان وتلك تحديدًا نجحت بشكل منقطع النظير، وحققت للبرنامج مكانة كبيرة ومستقرة، وبدأنا في الصعود.
12- حلقة سعاد حسني كانت الحلقة الأكثر تأثيرًا على الجمهور حيث بكى الكثير بسببها، ثم البحث عن حقيقية إدانة ريا وسكينة، وقد حققت كل منهما 20 مليون مشاهدة.
13- اختار مواضيع الحلقات بطريقتين، الأولى بالبحث في التقويم عن وفيات ومواليد أسبوع الحلقة، أو أبرز الأحداث الهامة في ذلك التوقيت، أو اختيار شخصية مؤثرة من ذاكرتي، فالوطن العربي به الكثير من الشخصيات المهمة والمثيرة للبحث والتقديم.
14- ليس كل من يقف أمام الكاميرا مؤهل لأن يكون مذيعًا أو مقدمًا ناجحًا، وتلك كارثة نعيشها حاليًا، كل من يمتلك موبايل يقدم محتوى للجمهور، فالأمر أصبح سهلًا وغير مكلف، الجميع ينشئ قنوات على اليوتيوب والسوشيال ميديا، و”يطلع يقول أي حاجة”.
15- المؤهل الذي يمتلك الموهبة هو من سوف ينجح في الوصول إلى الناس، والموهبة أهم من التأهيل، فكثيرون يدرسون ويجتهدون، ولكن ليس لديهم القبول للظهور على الشاشة، وللجمهور، وهناك الكثير من ثقال الظل يظهرون حاليًا في فيديوهات “ببقى نفسي أقوله أنت إيه اللي جايبك هنا يا ابني”.
16- لو كل الناس أصبحوا مذيعين من سيشاهد المحتوى؟ لابد من أن يكون هناك مذيع وجمهور، وأيضًا شركاء نجاح خلف الكاميرا، فأنا على سبيل المثال معي فريق كامل وله مدير يشرف عليه وهو المهندس إسلام عفت، منهم المصمم والمونتير ومدير صفحات السوشيال ميديا، وفريق “القصة وما فيها”، غير “معلومة على الماشي” الذي أقدمه على إنستجرام، فالأفضل أن تكون شريك نجاح من أن تكون مقدم محتوى فاشل، لأن ليس لديك الموهبة.
17- الأفضل لمن يقدمون فيديوهات رقص وغناء وتمثيل من معدومي الموهبة، تسخير السوشيال ميديا لعمله، فأنا أنصحهم بأن “متشتغلش عند السوشيال ميديا، خليها هي اللي تشتغل عندك”، وذلك بأن يقدم محتوى يفيد مجال عمله، لا أن يقدم محتوى فارغ.
18- المحتوى غير الجيد، وغير المفيد له أبعاد كثيرة، ولا أعلم لم يشاهده الجمهور، ولكن هناك النوع الكوميدي منه، وذلك محتوى هام للغاية، وأشاهده وأتابع الكثير من الموهوبين فيه، لأنه يخفف على الناس ضغوطات الحياة والعمل، ولكن للأسف قل كثيرًا عما مضى.
19- لا أضيع دقيقة من وقتي في مشاهدة محتوى “فارغ” ولا حتى من باب الفضول، لأن ذلك يعطيه مشاهدات، بالتالي يمنحه قيمة غير حقيقية، ومقدمه “بيصدق نفسه ويكمل”، وحل تلك الأزمة هو تجاهل أصحاب ذلك المحتوى ومقاطعة مشاهدة فيديوهاتهم لكي يتوقفوا.
20- البعض يتعمد تقديم معلومات خاطئة لزيادة المشاهدات بإثارة الناس و”الشعللة وخلاص”، وذلك أمر أرفضه تمامًا، فأنا لا أهتم بعمل “الضجة” ولا إثارة الناس، وكل ما يهمني هو تقديم معلومات صحيحة من مصادر متعددة وموثوقة، وليس الاعتماد على مصدر واحد، وذلك ما لا يفعله البعض، فكثيرًا من مقدمي المحتوى المشابه لـ”القصة وما فيها” يعتمدون على مصدر واحد دون تحقق، وبعضهم لا يبحث بنفسه أو يكتب ما سوف يقدمه، وذلك الأمر أرفضه تمامًا، لأنه لن يشعر بالمعلومة ويتحقق منها إلا مقدمها، ولكن ذلك من الممكن أن يكون سببه أنهم ليسو باحثين أنا باحثة، أهتم بالبحث عن المعلومة والمصدر.
21- تقديم “القصة وما فيها” على السوشيال ميديا أمر صعب جدًا، لأنه برنامج ديجيتال أكثر منه برنامج مناسب للشاشة الكلاسيكية، هو معد لأن تشاهديه في أي وقت، ودون قيود، وإذا ما تم تقديمه على التلفزيون بمواعيد محددة لن يحصل على مشاهدات مثل التي حققها في الديجيتال، لأن التلفزيون أصبح مرتبط عند الناس بالأفلام والمسلسلات أولًا، ثم التوك شو، وليس كل برامج التوك شو أيضًا، فهناك عدد قليل منها يتابعها الناس، وحتى البرامج يتم تقسيم فقراتها ويتم رفعها على الديجيتال ميديا لأنها لغة العصر.
22- من الممكن أن أقدم برنامجًا على التلفزيون يليق بتعبي ومجهودي، وما حققته من تأثير في الناس، فلقد حققت 100 مليون مشاهدة في عام واحد فقط، ومن كافة دول العالم، وتلك ليست مبالغة، فمحتوى “القصة وما فيها” يشاهده جمهور من مختلف بقاع الأرض وليست مصر فقط، وذلك فضل من الله تعالى الذي كلل مجهودي بالنجاح.