هالة أبو شامة
في الأيام القليلة الماضية، تواترت الأنباء حول إزالة مقبرة عميد الأدب العربي د. طه حسين وبعض المقابر الأخرى المجاورة، لاستكمال إنشاءات محور ياسر رزق، ورغم أن التصريحات المنتشرة في المواقع الإخبارية الإلكترونية لم تؤكد ما إذا كانت ستزال بالفعل أم لا، إلا أن الأمر أثار جلبة كبيرة وجدلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعى، بعد أن عبر البعض عن غضبهم حيال ذلك.
فكرنا في تناول الحدث من زاوية أخرى.. ماذا عن متحف طه حسين؟ هل وصلت له أصداء الأزمة؟ وكيف حال الإقبال عليه قبل وبعد الأزمة؟
فور الاستقرار على الفكرة، قررنا زيارة فيلا “رامتان” التي أقام فيها طه حسين، منذ عام 1955 وحتى رحيله 1973، والتي تحولت فيما بعد لمتحف تابع لوزارة الثقافة، التي افتتحته بدورها للزوار في يوليو 1997، حيث يضم مجموعة كبيرة من الأوسمة والنياشين والشهادات العلمية والفخرية والمخطوطات النادرة وجميع الممتلكات الشخصية الخاصة بعميد الأدب العربي.
كانت أولى الخطوات التي اتخذتها هي أنني ذهبت إلى جوجل لمعرفة العنوان بدقة ومواعيد الفتح والإغلاق، نظرا لتأخر الوقت نسبيا إذ كنا في تمام الساعة الواحدة ظهرا، وشعرت بالاطمئنان حينما وجدت أن المواعيد التي أوضحتها وزارة الثقافة على الإنترنت هي من التاسعة صباحا وحتى الثالثة عصرا، لافتة إلى أن يومي الجمعة والسبت هما عطلة أسبوعية للمتحف.
ولأن اليوم هو الخميس -مما يعني أن تأجيل الزيارة سيضطرنا للانتظار حتى صباح يوم الأحد- سرعان ما توجهت لفيلا رامتان التي تقع في 11 شارع طه حسين بالجيزة، وحقا لم أجد صعوبة في الوصول هناك باعتبار أن هذه هي الزيارة الأولى.. عقب دخول الشارع السابق ذكره، يمكن للزائر أن يرى بوضوح قرب نهايته لافتة كبيرة معلقة بمنتصف الطريق كتب عليها “متحف طه حسين”، وهذا أمر أشعرني بسعادة شخصية، إذ لم اضطر لسؤال المارة للوصول إليه.
لكن للأسف لم تدم تلك السعادة كثيرا وأصابني الاندهاش والإحباط.. فالأبواب مغلقة، وهذا ما دفعني للنظر يمينا ويسارا علّني أعثر على من أتحدث معه، وبالفعل وجدت أحد العاملين بمكان مجاور للمتحف، وسألته “هو المتحف مقفول؟! “، ليجيبني ببتسامة خفيفة:”الموظفين مشيوا”.
– هتلاقي على النت اللي كاتب الساعة 5، واللي كاتب الساعة 3، بس الموظفين بيقفلوا الساعة 2.
– طول الأسبوع مفتوح من 9 لـ 2 الضهر، ما عدا يوم الجمعة والاتنين بيبقى المتحف مقفول.
هنا ازداد الاندهاش أكثر وأكثر من تضارب المواعيد والتناقض بينها، فالواقع شيء والمعلومات المتاحة رسميا على الإنترنت شيء آخر.
ومع الاستمرار في الحديث معه، علمت أن الإقبال ضعيف جدا على المتحف رغم أن سعر تذكرته في متناول الجميع، إذ تقدر قيمتها بـ 5 جنيهات للمصري، و3 جنيهات للطالب المصري.
في طريق العودة للمنزل، تمنيت لو أن الجدل المثار حول المقبرة لفت انتباه الجمهور لزيارة المتحف، مثلما حدث مع أبو الهول الذي استقبل الكثيرين بعد أن اتهم مؤخرا بإغلاق عينيه.