هبة جلال
بسلاسة ويُسر استطاع الفنان تامر نبيل كسب عداوة الجمهور حين جسد شخصية “عادل” ضابط المباحث الحاد والقاسي فى مُسلسل “قابيل”، لكنه سرعان ما عاد ونجح في خطف قلوب ووُد واستعطاف مشاهديه عندما كسر الصورة المُعتادة العالقة بأذهان الجمهور عن قسوة ضابط المباحث وتجاوزاته من خلال شخصية “مصطفى خلف”، في المُسلسل الدرامي “مُنعطف خطر” الذي عُرض مؤخرا على إحدى المنصات الرقمية.
“إعلام دوت كوم” حاور الفنان تامر نبيل حول تجسيده لشخصية ضابط الشرطة ضمن أحداث “مُنعطف خطر”، وعن التناغم الفني بينه وبين الفنان باسل الخياط، وكيف تعامل مع تكرار شخصية ضابط الشرطة في أكثر من عمل، وسبب موافقته على الظهور بثلاث مشاهد في “كيرة والجن” وعمله مع المُخرج مروان حامد.
1- قبلت تجسيد شخصية مُصطفى خلف في “مُنعطف خطر” لأنها جذبتني، خاصة الأزمة الإنسانية الكبيرة التي كانت لديها فشعرت أنها يمكن أن تلمس الجماهير بشكل أو بآخر، لأنها كسرت الصورة المُعتادة الراسخة في أذهان الناس عن ضابط الشرطة.
2- لا أتعامل مع الأدوار من حيث القبول أو الرفض من منظور “ماذا تعمل” بمعنى أنني أجسد دور ضابط مباحث فوظيفته جزء من الدور الذي ألعبه، فالأمر غير مرتبط بمهنة الدور بقدر ما هو مرتبط بما جذبني له وما سيمُر به وهل هو مُختلف وهل شعرت به وأحببته أم لا فهذا هو المُحرك الذي يُحركني تجاه الأدوار.
3- لا أقبل الأدوار كتحدي لكنني أوافق على الأدوار التي أحببتها وشعُرت بها وأسعى بقدر الإمكان لتجسيد الأشياء التي جاءت في مشاعري وذهني حتى تصل هذه المشاعر والأفكار للجمهور، وهذا ما يشغل بالي أكثر من فكرة التحديات فلا أحب المُسميات التي بها صراع فألعب لمهنتي وأحبها ولدي شغف تجاهها واستمتمع كثيرا حين أعيش في الشخصيات التي أُجسدها فالأمر بالنسبة لي ليس مرتبطا بفكرة التحديات والصراعات أو أن ألمع بشكل مُعين.
4- الشخصية كلما كان بها صعوبات كلما كانت مفاتيح تجعلني أسأل بشكل أكثر عن الشخصية التي أجسدها واستمتع كثيرا بالتعامل مع تلك الصعوبات، حتى لو كُنت مرهقاً جسدياً فالأمر مُمتع بالنسبة لي أكثر من أنه صعب.
5- اعتمدت في تجسيدي لشخصية “مُصطفى خلف” بالأساس على السيناريو فالورق دائما هو الأساس وهو الذي يعطي المُفتاح للممثل وما كان مكتوبا في الورق أنه ضابط مباحث جديد يذهب لضابط آخر ليُعلمه ولكنه لا يُعلمه خطوة بخطوة، فهو شخص حاد الطباع وبعدما فهمت ذلك حولت الشخصية لـ لحم ودم من واقع مخزوني، وساعدني أيضا كثيرا فى أن يصل ذلك للجمهور فهم الأستاذ باسل الخياط لما سأفعله وفهمي أنا لفعله فكان هناك تفاهم تمثيلي بيني وبيّنه مما جعل أشياء جديدة تظهر للمشاهد لم تكن في الورق من البداية.
6- التناغم بيني وبين الفنان باسل الخياط حدث بسبب أن الأستاذ باسل الخياط كان لديه قدرا كبيرا من الوعي التمثيلي كنجم كبير مما جعل الأمر سهلا بالنسبة لي. كما أنني أرى أن عُنصر من عناصر التمثيل المُهمة أنني أمثل مع من أمامي ولا أمثل بمفردي، فالتمثيل مثل الـ”البينج بونج” ومن الضروري حدوث كيميا بين الأشخاص والحمد لله حدثت بيني وبين الفنان باسل الخياط كيميا فنية وكان مكتوبا على الورق ومطلوب منا.
7- سعدت كثيرا بتجربة العمل مع المُخرج السدير مسعود فهو مُخرج لديه قدر كبير من الوعي ويفهم جيدا ما يُريد، وهذا الأمر يكون مريح كثيرا للممثلين ولكافة فريق العمل لذلك أتمنى تكرار التجربة معه مرة أخرى.
8- ردود الأفعال حول العمل كانت أكثر من جيدة فجميع من يُبارك لي كان يُشيد كثيرا بالعمل ككل وبكافة عناصره، وجميعهم أشادوا بالقصة الإنسانية وجزئية السوشيال ميديا والعلاقات الأسرية التي كانت متواجدة به وبقربه من الأجواء التي نعيشها في الوقت الحالي.
9- الجمهور استلطف كثيرا شخصية مُصطفى وردود أفعاله وإنسانيته وهذه كانت أهم جزئية لي ألا يكون ثقيل الظل، فهو شخص من المفترض أنه خفيف الظل كما كان يهُمني كثيرا أن تظهر الجزئية المُرتبطة بالأزمة الإنسانية لديه فكنت أخشى كثيرا أن تتوه وسط الأحداث وزخم الجريمة ولكن الحمد لله يكاد يكون كافة الآراء التى جاءتني وصلت لها هذه الجزئية.
10- أرى أن نهاية العمل كانت لطيفه لأنه يكاد يكون ليس هناك قاتل فعلاً فلا يوجد قتل عمد في القضية، فمن وجهة نظري أن العمل إنساني وليس فقط مُسلسل جريمة فهو يتحدث عن الأسرة ومدى أهمية العلاقات الأسرية وهذا هو ما وصل للجمهور وأثر فيهم ولفت انتباههم، ففي أوقات كثيرة يُصنف العمل كجريمة أو كوميدي أو غيره ولكن القضية الإنسانية هي التي تربطك بالعمل وشخصياته.
11- الاتفاق على رأي واحد في استقبالنا لعمل فني أمر مُحال فالأذواق ليست واحدة واختلاف الجمهور في استقبالهم لنهاية العمل أمر طبيعي، ولكن في النهاية المُنتج والمُخرج والمُؤلف قرروا أن يتناولوا هذه الحكاية بهذا الشكل ويقدموها للجمهور.
12- أرى أن أي شيء في الدُنيا له فوائده وأضراره والتزيد في أي شيء دائما ينقلب لضده فأي شيء نُعطيه أكبر من حجمه ينقلب لضده وهذه طريقة تعاملي مع السوشيال ميديا بالتأكيد أنها نافذة مُهمة جدا لأي فنان ليتواصل مع جمهوره بشكل مُباشر ولكن في النهاية فإن لغتي الأساسية التي أتواصل من خلالها مع جمهوري هي أدواري وليس حديثي فأنا فنان ولست صحفياً أو مُذيعاً، فأنا كممثل أكثر شيء يُريد أن يعرفه جمهوري عني هي أدواري التي أخاطب جمهوري من خلالها وأقول لهم كيف أشعر وما الذي ألمحه في المجتمع فلغتي كفنان تكمن في أدواري وليس السوشيال ميديا ولكنني لست ضدها خاصة وأن الجمهور يُحبها فليس لدي أزمة أو اعتراض في التواصل مع الجمهور من خلالها.
13- شاركت في “كيرة والجن” لأنه عمل سينمائي يجتمع فيه أكثر العناصر السينمائية نجاحا وثقلا في السينما المصرية بالفترة الأخيرة، وهذا في حد ذاته مغري ويجعلني أحرص على التواجد في هذه اللوحة التي أنا في الأصل من جمهور صُناعها.
14- “كيرة والجن” محطة كبيرة بالنسبة لي حتى لو كان الدور صغيرا بالمقاييس المتواجدة في الوسط الفني، لكنني أرى أن الفن ليس في كبر أو صغر الدور ولكنه في التأثير فأتعامل مع الأدوار بما شعرت تجاه الدور وهل الشخصية لمستني أم لا.
15- الأعمال التي تتناول حقب زمنية مُختلفة من الضروري الرجوع فيها لمراجع، تناولت الفترة الزمنية التي يدور حولها أحداث العمل الفني وما حدث بها، فمشاركتي في “كيرة والجن” تطلبت مني مُشاهدة وقراءة مُعظم الأشياء التي لها علاقة بالحرب العالمية الأولى فمن ضمن أحداث العمل ظهوري وأنا أحارب في هذه الحرب فكان ضرورياً أن أعيش ما مرت به الشخصية التي أجسدها .
16- أحب العمل مع المُخرج مروان حامد كثيرا فهو مُخرج ذو طابع خاص ولديه رؤية وبصيرة مُميزة للغاية فطريقة الحكي الخاصة به ومشروعه السينمائي مُختلفا.
17- لا أتوقع النجاح لأدواري لأنني لو جلست أتوقع هل سينجح الدور الذي سألعبه أم لا وأًصبح تركيزي كله في هذا الاتجاه لن أقوم بعملي على أكمل وجه فأنا أحرص على أن أكون صادقا حتى يصل للجمهور بصدق ويعلق بأذهانهم، فإتقان العمل هو ما يُميزه عن غيره فالأعمال التي تترك أثرا هي التي يكون بها كل شيء مُتقن وفي النهاية النجاح والتوفيق بيد الله ولا يعلمه سواه.