ياسمين حمزة الشيمي: المسرح أنصف موهبة أبي.. ولم ينل التكريم الذي يستحقه

أسماء شكري حمزة الشيمي

من نجوم المسرح في عصره الذهبي حتى أنه لُقّب بـ “قيصر المسرح القومي”، تمكنه من اللغة العربية جعله أحد نجوم المسلسلات الدينية والتاريخية، قدم رصيدا كبيرا من المسرحيات والدراما التلفزيونية والإذاعية، كما كانت له مشاركات مميزة في الأفلام المدبلجة، هو الفنان الراحل حمزة الشيمي الذي توفي عام 2014.

حول مشواره الفني الذي امتد لخمسين عاما وكواليس عشقه للمسرح والفن وأحب أدواره إلى قلبه وملامح شخصيته بعيدا عن مجال الفن، حاور إعلام دوت كوم ابنته ياسمين الشيمي رئيس تحرير بأخبار الإذاعة المصرية، وكانت تلك أهم تصريحاتها:

1- تاريخ ميلاد والدي الصحيح هو 26 يناير 1941 وليس 1939 كما هو مكتوب على أغلب المواقع الإلكترونية، وقد نشأ في أسرة متوسطة الحال بحي الدقي بالجيزة، والده كان يعمل مدرب تنس ووالدته ربة منزل وكان له 3 إخوة.

2- بدأ شغفه بالتمثيل منذ دراسته في كلية الحقوق وقدم خلال تلك الفترة عدة مسرحيات، وبعدما أنهى دراسة الحقوق التحق بمعهد السينما قسم الإخراج، ولم يمارس الإخراج فنيا ولكنه درّسه في أكاديمية السينما بالعراق لعدة سنوات.

3- بدأ احتراف التمثيل من خلال المسرح أولا، فقد التحق بمسرح التلفزيون وكانت أولى المسرحيات التي قدمها فيه بعنوان “111 كفر أبو مجاهد” مع الراحل سعيد صالح، ومنه انتقل إلى المسرح الحديث ثم عُيّن في فرقة المسرح القومي؛ والذي شهد انطلاقته الفنية.

4- “المسرح هو أكتر حاجة أنصفت موهبة بابا.. هو نفسه كان بيقول كده والمخرجين.. السينما لم تنصفه قوي.. والتلفزيون تمام في الأدوار التاريخية والدينية.. لكن قدم على المسرح أعمال عظيمة وأدوار بطولة ومهمة”.

5- من أبرز ما قدم على المسرح القومي مسرحيات: دائرة الطباشير القوقازية وليالي الحصاد وبداية ونهاية وطائر البحر وحدث في أكتوبر وإيزيس والخديوي وجويا والفاتنة والتي كان بطلا لها، ورابعة العدوية مع سميحة أيوب، وقدم شخصية “قيصر” في مسرحية أنطونيو وكليوباترا.

6- أطلق عليه الكاتب خيري شلبي لقب “قيصر المسرح القومي” بسبب إبداعه في أداء شخصية “قيصر” بمسرحية أنطونيو وكليوباترا مع حمدي غيث وسميحة أيوب، إذ لقي أداؤه ردود أفعال طيبة من قبل النقاد.

حمزة الشيمي في شخصية “قيصر” من مسرحية أنطونيو وكليوباترا

7- تميز بتمكنه من اللغة العربية لعدة أسباب؛ أولها كثرة قراءاته وخاصة في الأدب فقد كان مثقفا، كما أنه درس في كلية الحقوق مما ساهم في تقوية لغته العربية، وساعد تقديمه نصوصا مسرحية بالفصحى على عشقه للغة العربية أيضا، وهو ما جعله مؤهلا للمشاركة في الأعمال الدينية والتاريخية؛ التي تميز فيها وحقق نجاحا كبيرا خلالها.

8- شارك حمزة الشيمي في أغلب الأعمال الدينية والتاريخية سواء داخل مصر أو في الوطن العربي، وأهمهم وأقربهم إلى قلبه شخصية “طليحة بن خويلد” التي قدمها خلال مسلسل “تحت ظلال السيوف”، وشخصية عمرو بن العاص خلال مسلسل الفتوحات الإسلامية.

حمزة الشيمي وحسن حسني في مسلسل تحت ظلال السيوف
شخصية عمرو بن العاص في مسلسل الفتوحات الإسلامية

9- من أبرز مسلسلاته الدينية والتاريخية: لا إله إلا الله والأبطال والأزهر منارة الإسلام والفتوحات الإسلامية والقضاء في الإسلام ومحمد رسول الله.

10- قدم مسلسلات اجتماعية أهمها صاحب الجلالة الحب والسقوط في بئر سبع وأدهم الشرقاوي ووادي الملوك والسيرة العاشورية، أما أفلامه السينمائية فكانت قليلة، وأبرزها بئر الحرمان وشفيقة ومتولي والمرأة الحديدية والبحث عن توت عنخ آمون.

من فيلم شفيقة ومتولي
من مسلسل صاحب الجلالة الحب إخراج حسن الإمام

11- بالرغم من دراسته وعشقه للسينما إلا أنه لم يقدم رصيدا كبيرا بها؛ وأول أفلامه كان “بئر الحرمان” وقدم خلاله شخصية شاب مستهتر: “اتحط في الشخصية دي في أكتر من فيلم اتعرض عليه، فبدأوا يحصروه في دور الشاب الفلاتي الصايع اللى في عصابة.. أدوار مش تقيلة وفي قالب واحد.. وكان دايما يقول إن الأدوار اللى قدمها في السينما وحتى اللى كانت بتتعرض عليه لم تكن بقدر موهبته أو دراسته”، وقدم أفلاما كثيرة للتلفزيون لم تنل حظها من الشهرة.

من فيلم المرأة الحديدية

12- بالرغم من أن والدي لم يقدم أدوار البطولة في السينما أو التلفزيون، إلا أنه قدم أدوارا مهمة في المسرح وبعضها كانت من بطولته مثل مسرحية جويا والفاتنة، وقد كان يحب أن يقدم أدوارا ذات قيمة ومكانة داخل العمل الفني بغض النظر عن مساحة الدور.

نرشح لك: أحمد توفيق المخرج “المظلوم” في تريند لن أعيش في جلباب أبي

13- في أواخر مشواره الفني أصبحت الأدوار التي تعرض عليه أقل كثيرا من السابق، مما كان يحزنه بشكل كبير: “أي فنان لما بيقل العرض عليه بيشعر بالحزن.. وبابا كان بيزعل لأنه كان عنده لسه قدرة على العطاء”، وكان آخر أعماله مسلسل باب الخلق، كما قدم أعمالا إذاعية كثيرة.

مسلسل باب الخلق.. آخر أعماله

14- خاض والدي مجال الأفلام المدبلجة نظرا لتمكنه من الأداء الصوتي المميز والمتنوع، فاشتهر بأدائه الصوتي خلال الأمسيات الشعرية وأيضا قدم أدعية في الإذاعة والتلفزيون، فأصبح من الأصوات المتميزة؛ ومن هنا دخل مجال الدوبلاج.

15- قدم دوبلاج في عدة أفلام كارتون لشركة والت ديزني، بدأها بفيلم أطلانتس، وفيلم حياة حشرة الذي أدى خلاله الشخصية بتمكن شديد وحصل بسببها على شهادة تقدير من “ديزني”، وأيضا مسلسل سابرينا وفيلم بينوكيو.

16- والدي لم ينل التكريم الذي يستحقه خاصة على رصيده المسرحي، ولي عتاب على المهرجان القومي للمسرح أنه لم يقدر مشواره المسرحي: “بابا من الناس المهمين في الحركة المسرحية.. وعلى مستوى المسرح مخدش التكريم اللى يستحقه ولا حتى بعد وفاته”، ولكن من جانبه لم يفكر كثيرا في التكريم من عدمه: “هو في آخر 10 سنين في حياته كان حاسس إن مش دي النهاية الطبيعية لمسيرته بسبب قلة الشغل اللى كان بيتعرض عليه”.

17- خلال إحدى ليالي عرض مسرحية جويا والفاتنة كانت الفنانة سناء جميل ضمن الجمهور، وأعجبت جدا بالعرض وبأدائه وقالت له: “معقولة يا حمزة؟ أنا بتفرج عليك النهاردة وبقول ازاي الممثل ده مش واخد حقه!”

مسرحية جويا والفاتنة

18- وصلت درجة عشقه للمسرح القومي أنه أقام حفل زفافه فيه بحضور كوكبة من رواده، وكان الأمر حدثا مهما وقتها؛ لدرجة أن الكاتب صلاح جاهين نشر كاريكاتير في “الأهرام” يعلق فيه على هذا الأمر.

19- أكثر ما كان يضايق حمزة الشيمي فكرة “القولبة” وحصره في الأدوار الجادة الدينية والتاريخية والصعيدية: “اتحط في الحتة دي لفترة طويلة، وهو من جواه كان عنده طاقة وكان دمه خفيف جدا بس مكنش ده مكتشف ولا مستغل من المخرجين.. وعمل دراما اجتماعية بس مش كتير بسبب ده”.

مع شكري سرحان في أحد الأعمال التاريخية

20- والدي كان أبا معطاء والأسرة كانت أهم أولوياته، وحرص على تربيتنا على الثقافة وحب الفن، وكان صاحب نظرة ثاقبة في الناس وتميز بالكرم الشديد، بالإضافة إلى أنه كان على قدر عال من الثقافة والحكمة، وتميز بالصراحة الشديدة، وتعلمت منه الهدوء والتفكير قبل اتخاذ القرارات والعطاء بدون مقابل، واكتشفت أنني أصبحت صريحة مثله بالرغم من أنني كنت ألومه من قبل على ذلك.

21- بالرغم من أنني وشقيقي أحمد لم نعمل بالتمثيل، إلا أننا تربينا على تذوق الفن وهو الأمر الذي حرص عليه والدي، فكان يصطحبنا في طفولتنا إلى المسرح والسينما ومعارض الفن التشكيلي والأوبرا وحفلات الموسيقى العربية، كما أننا لم نبعد عن مجال الفن؛ فقد درست النقد الفني وعملت به لفترة، وشقيقي كان يحب الموسيقى ومارس الغناء الأوبرالي ويعمل حاليا مذيعا بالبرنامج الأوروبي، ولكن كلانا لم يهوَ التمثيل.

نرشح لك: حضور قوي لـ ميمي جمال في “مش مبسوطة”.. هكذا يؤثر الكبار