رحلة الملكة إليزابيث للملكية
رحلت الملكة إليزابيث الثانية قبل قليل، عن ناهز 97 عاما، بحسب ما أفاده قصر باكينجهام، وذلك بعد أن أثارت تقارير عن الحالة الصحية للملكة إليزابيث الثانية حالة من القلق في أرجاء القصر الملكي وبين الشعب البريطاني، وذلك بعدما أفاد القصر الملكي أن الملكة تخضع للإشراف الطبي في قلعة بالمورال باسكتلندا، بعد تراجع حالتها الصحية، حتى أن أفراد العائلة الملكية توجهوا إلى هناك للبقاء بجانبها.
بحسب تقرير الموسوعة البريطانية، ولدت الملكة إليزابيث الثانية، واسمها بالكامل إليزابيث ألكسندرا ماري، في 21 أبريل/ نيسان من عام 1926 في لندن، وهي ابنة ألبرت دوق يورك، المعروف لاحقًا باسم الملك جورج السادس، وزوجته إليزابيث باوز ليون، وفي وقت ولادتها، لم يدرك معظم الناس أنها ستصبح يومًا ما ملكة بريطانيا العظمى.
وعليه، استمتعت الملكة إليزابيث الثانية، الملقبة بـ “Lilibet”، بالعقد الأول من حياتها مع كل امتيازات كونها ملكية، لكن دون ضغوط كونها وريثة العرش لواحدة من أعظم الإمبراطوريات في العالم، حيث لم يكن لديها في شبابها فرصة تذكر لتولي العرش، حتى تنازل عمها إدوارد الثامن لصالح والدها في 11 ديسمبر 1936، ومنذ ذلك الوقت أصبح والدها الملك جورج السادس وأصبحت هي الوريثة اللاحقة.
أفاد التقرير أيضًا أنه عندما توفي الملك جورج الخامس، جد الملكة إليزابيث الثانية، في عام 1936، أصبح ابنه الأكبر إدوارد الثامن هو الملك، لكنه وقع في حب الأمريكية واليس سيمبسون، وكان عليه الاختيار بين التاج وقلبه، وفي النهاية، اختار السير وراء قلبه وتنازل عن التاج لأخيه ألبرت، وهو الحدث الذي غيّر مجرى حياة الملكة إليزابيث الثانية، وجعلها الوريثة اللاحقة للتاج البريطاني، وبالفعل تُوج والدها بالمُلك عام 1937، واتخذ اسم جورج السادس للتأكيد على استمراريته مع والده.
كشفت تقارير السيرة الذاتية للملكة إليزابيث الثانية على الإنترنت، أنه في صيف عام 1951، تدهورت صحة والدها الملك جورج السادس بشكل خطير، وقامت آنذاك بالحضور نيابةً عنه في مناسبات حكومية مختلفة، وفي يناير من عام 1952، انطلقت هي وزوجها الأمير فيليب في جولة في أستراليا ونيوزيلندا، ولكن في الطريق إلى كينيا وصلت إليهم أنباء وفاة الملك في 6 فبراير 1952.
شدت رحالها في الحال عائدةً إلى إنجلترا، ومرت الأشهر الثلاثة الأولى من حكمها، فترة الحداد الكامل على والدها، في عزلة تامة، ولكن في الصيف، بعد انتقالها من كلارنس هاوس إلى قصر باكنجهام، تولت الملكة إليزابيث المهام الروتينية للمُلك، ونفذت مهام أول ولاية لها في البرلمان في 4 نوفمبر 1952، وأقيم تتويجها في قلعة وستمنستر في 2 يونيو من عام 1953.
توجت إليزابيث الملكة إليزابيث الثانية في 2 يونيو/ حزيران 1953 في قلعة وستمنستر عن عمر يناهز 25 عامًا فقط، وعلى الرغم من توليها مسؤوليات المملكة منذ 6 فبراير/ شباط 1952، عندما توفي والدها الملك جورج السادس، لكن كانت بدايات الظهور الأسطوري للملكة عندما تم بث حفل التتويج على شاشة التلفزيون لأول مرة على الإطلاق، مما سمح للناس من جميع أنحاء العالم برؤية مهابة وعظمة مشهد هذا الحدث.
ابتداءً من نوفمبر/ تشرين الثاني عام 1953، قامت الملكة بجولة حول العالم لمدة 6 أشهر في دول الكومنولث، والتي تضمنت أول زيارة لأستراليا ونيوزيلندا من قبل العاهل البريطاني الحاكم، وبعد زيارات رسمية لدول أوروبية مختلفة، زارت كندا والولايات المتحدة، ثم قامت بأول جولة ملكية بريطانية لشبه القارة الهندية منذ 50 عامًا، وكانت أيضًا أول حاكم بريطاني يزور أمريكا الجنوبية عام 1968، ودول الخليج العربي عام 1979.
خلال “اليوبيل الفضي” في عام 1977، ترأست الملكة إليزابيث الثانية أيضًا مأدبة في لندن حضرها قادة الدول الأعضاء الـ 36 في اتحاد الكومنولث، وسافرت في جميع أنحاء بريطانيا وأيرلندا الشمالية، وتجولت في الخارج في جنوب المحيط الهادئ وأستراليا، وكندا، وفي منطقة البحر الكاريبي.
في عام 2002 احتفلت إليزابيث بعيدها الخمسين على العرش، وكجزء من اليوبيل الذهبي لها، أقيمت الأحداث في جميع أنحاء الكومنولث، بما في ذلك عدة أيام من الاحتفالات في لندن، وهو الحدث الذي ساهم في بزوغ المكانة العامة للعائلة المالكة البريطانية، وحتى زواج تشارلز عام 2005 من كاميلا باركر بولز وجد دعمًا كبيرًا بين الشعب البريطاني.
في أبريل 2011، قادت الملكة إليزابيث العائلة في الاحتفال بزفاف الأمير، الابن الأكبر للأمير تشارلز وزوجته ديانا، وكاثرين ميدلتون.
في الشهر التالي ، تجاوزت جورج الثالث لتصبح ثاني أطول فترة حكم في التاريخ البريطاني ، بعد فيكتوريا. وفي مايو أيضًا ، قامت إليزابيث برحلة تاريخية إلى أيرلندا ، لتصبح أول ملك بريطاني يزور الجمهورية الأيرلندية وأول من تطأ قدمه أيرلندا منذ عام 1911. وفي عام 2012 احتفلت إليزابيث بـ “اليوبيل الماسي” بمناسبة مرور 60 عامًا على العرش . في 9 سبتمبر 2015 ، تجاوزت حكم فيكتوريا القياسي البالغ 63 عامًا و 216 يومًا.