طبعا أحمد حلمي ممثل موهوب وذكي، صفتان لوصول أي ممثل إلى مصاف النجوم الكبار في فترة قليلة، وقد فعل، أمسك فرصا صغيرة للغاية وحولها وتحول بها إلى أغلى ممثل شاب في مصر في أقل من خمس سنوات، وأكثرهم إيرادات في دور العرض، وهكذا.. يمكننا أن نفهم أننا نحب أحمد حلمي، ونحترم صعوده وصموده وأفكاره وقدرته على أن يلعب عدة أدوار في صناعة السينما: ممثل ومؤلف ومنتج وتسويق جيد لها. إذن حمدا لله على سلامة هذا الممثل الذي تتلاقى عنده الموهبة والسخرية والدهشة، الذي مازال يملك مخزونا محترما وكافيا من الفن يجب أن يبدأ فورا في ترجمته إلى أعمال ومشروعات.
حلمي، أكثر من ممثل، إنه يشبه أحلام جيل بحاله، بغلبه بانكساره بأحلامه بمشاويره الصعبة بروحه التواقة لسماء بعيدة، وهو اختلف عن كل ممثلي جيله باستثناء أشرف عبد الباقي، إن لديه صبرا وحكاية وحماسا ورغبة في أن يتعلم وأن يصمد وأن يفهم وأن يجمع سبعة صنايع لكى يتميز.
هكذا عرفت حلمى، زميل مشوار، ثمانيناتى الهوى، لدينا صديقة وأستاذة مشتركة هي المذيعة سناء منصور، يأكل نفسه لكي يصنع مستقبلا معادلته واحدة وأخيرة: أكون أو لا أكون. جاد في عمله، غير هزلي، صعب يملأ رأسه كبرياء يشبه غرور مبكر، وهو يحب أحمد حلمى وقد أقنعه أن يثق في نفسه بالوقت.
لابد أن مرض حلمي، قد قُلبت صفحة جديدة من حياته الشخصية والفنية، وسوف نرى، اختيارات تالية أكثر أهمية، أشد سخرية، إنه يبدأ من أول السطر، يولد مرة أخرى على إيقاع الاختبار الذي أظهر له أن العمر قصير مهما طال والأماني كثيرة مهما اختصرت.
إنني، فى انتظار حلمي ما بعد الشفاء، مختلف ودؤوب وحاسم، لن يسمح للأيام أن تتسرب من بين أصابعه بسهولة، بالعكس.. سوف يكون منتجا أكثر سخاء، لأنه في أقل وقت سوف يصنع أكبر عدد من مشروعاته التي في نهاية الأمر تعكس طريقة تفكيره وطريق أحلامه وآلامه.
مبروك أحمد حلمى، أنه عاد بعد أزمة لكي يصبح أحمد حلمي شابلن الشرق الساخر الساحر الضاحك الباكي.
نقلًا عن “دوت مصر”
تابعونا علي تويتر @e3lam_org