كل أفلام نجيب الريحاني اللي شفناها (الست أفلام) فيها خلطة درامية واحدة، الخلطة موجودة ف كل فيلم بـ نسبة مختلفة، لكنها موجودة.
بـ تبدأ حكايته بـ إنه راجل مستقيم، يمكن مستقيم زيادة عن اللزوم، والاستقامة مش معناها إنه مثالي، لكنه ما بـ يئذيش حد، طيب، بـ ييجي على نفسه، واللي معاه مش ليه، وبـ يتصرف بـ “فطرة سليمة”، إن جاز التعبير.
بـ تحصل له مشكلة، بـ يكون سببها الوحيد تقريبا هي استقامته، فـ يتمرمط، ويفقد ظروفه اللي كان مستقر علشانها، ويتحط وسط حثالة البشر، فـ يضطر إنه يجاريهم، ويبدأ يعيد اكتشاف نفسه، ويلاقي إنه يقدر يكون وسخ، ولو اللي حواليه حرامية فـ هو حرامي ذكي، ولو هم قمارتية، فـ حاوي، ولو هم واطيين، فـ هو زي الموس ع الأرض، وهكذا.
ولـ إنه بـ يحاول يرجع لـ استقامته طول الوقت، بـ ينجح، بس مش بـ يرجع زي الأول، بـ تبقى فيه حتة من أيام المرمطة، حتة ضرورية يحافظ بيها على استقامته، وده المورال اللي بـ أفهمه من الريحاني، كـ فنان، وكـ فلسفة عامة في الحياة. الدهب لازم يتخلط بـ شوية نحاس وقصدير، لـ إن الدهب البيور أسهل في الكسر.
الخلطة دي موجودة بـ نسبة 100% في فيلم أحمر شفايف، يمكن لـ إن الأفلام التانية مش بتاعته لـ وحده، خصوصا فيلم زي غزل البنات، فـ بـ نشوف التركيبة دي في أول الفيلم، وبعدين نروح لـ عالم ليلى مراد وأنور وجدي، وشوية لعبة الست، لكن فيلمنا ده إنتاجه وبطولته ومكنش معاه نجوم ليهم طلبات، فـ ادانا الجرعة “سك”، يمكن علشان كده الجمهور ما تحملهاش، لـ إنه حتى الكوميديا هنا مريرة لـ أقصى درجة.
بـ نشوفه هنا إبراهيم أفندي، أب لـ أسرة طيبة: زوجة وابن وابنة، وهو نفسه موظف في فابريكة “مصنع” لـ المياه الغازية، مملوك لـ خال مراته.
مراته بـ تلعب دورها زوزو شكيب، والناس بـ تلخبط بينها وبين أختها ميمي شكيب، والصحافة كانت بـ تسميهم الشكيبتان، زوزو وميمي أسماء الدلع لـ زينب وأمينة، بس ميمي كانت أصغر وأجمل، وحياتها أكثر صخبا، فـ خليها لما تيجي سيرتها، إنما زوزو عاشت حياة عادية، واشتغلت في فرقة الريحاني من وهي 16 سنة، وبعدين اشتغلت مع فؤاد المهندس لما عمل فرقة، وفضلت معاه لـ حد ماتت أواخر السبعينات، وكانت هي اللي هـ تعمل الدور اللي لعبته أمينة رزق في “إنها حقا عائلة محترمة” بس اتوفت قبل العرض بـ شوية صغيرين، فـ ركبت أمينة مكانها.
خال مراته كان ممثل هايل، اسمه علي عبد العال، من أصل صعيدي، وكان شغال مع غريم نجيب الريحاني فنيا، علي الكسار، وبعدين اتنقل لـ فرقة الريحاني، وفي الفيلم هنا عامل إيفيه إنه طول الفيلم كل ما يقابل حد، يديله شوية سوداني، ويقول له: “خد اتسلى وإنت ماشي”، وعلى أيامنا، في التمانينيات، لما كنا بـ نشوف القناة الأولى والتانية بس، وكانوا بـ يذيعوا الفيلم ده كتير، كان الإيفيه منتشر في الشارع، بس اتنسى مع حاجات كتير.
عبد العال من الناس اللي فهمت فولة الفن أياميها، لـ إن احترافه كان غير دلوقتي، إنت ممثل معناه إنك هـ تموت فقير ومتبهدل غالبا، فـ خد محل سمك في عمارة استراند، وفضل متمسك بيه لـ حد ما مات.
بنت إبراهيم أفندي، لعبت دورها عفاف شاكر، أخت شادية، ما هي شادية اسمها أصلا فاطمة شاكر، وعفاف مثلت في أفلام كتير، أدوار صغيرة، واشتغلت مع شادية نفسها، وبعدين اعتزلت في الستينات. الولد الصغير نبيل خيري، ابن بديع خيري، وأخو عادل الصغير، بس ما اشتغلش كتير، يمكن الفيلم ده وفيلم تاني، وإسهاماته في الفن عموما كانت قليلة، أخرج أحيانا وأنتج أحيانا، بس حاجات مش معروفة.
الأسرة الصغيرة الهادية دي مش هـ تفضل هادية كتير
إيه اللي هـ يحصل
نشوف المرة الجاية