أكد الرئيس السيسي، خلال احتفالية القوات المسلحة، اليوم الثلاثاء، بذكرى نصر أكتوبر، على أن الدولة تخوض حربًا بذات معاني حرب أكتوبر، حيث تواجه الدولة صعاب كثيرة اقتصاديًا وأمنيًا.
وطالب الرئيس الجميع التكاتف لتخطي تلك الأزمات، كما صمد الشعب في السابق، في أعقاب حرب أكتوبر.
قال الرئيس: “مش هقول في الختام لأن أثناء فعاليات الندوة شاهدنا كلام كتير، منه كلام جربته مرة أو مرتين في ندوات مماثلة هنا، فالتكرار اللي بكرره الهدف منه تأكيد معاني، مش تكرار احنا نسينا أو مخدناش بالنا إننا قلناه قبل كده، في بداية الندوة اتكلموا عن 67، وأنا قلت قبل كده مكنتش كبير ومكنتش صغير، ولكن أتصور أني متذكر كل كلمة وكل حدث في الفترة دي، أقولكم كل مقالة اتكتبت في الوقت ده؟ كل بيان القيادة العامة للقوات المسلحة أصدرته من أول 5 يونيو لحد تدمير المدمرة إيلات، لغاية اشتباكات على مدار سنين بالدم، وبمستقبل وبمقدرات بلد كان لابد إنها تصمد وتعود مرة تانية تقف على رجليها”.
أضاف: “في فرق إنك تعيش فترة وإنك تسمع عنها، الأجيال اللي كانت عايشة في الفترة دي ربنا يديهم الصحة خلاص، احنا بنتكلم على أكتر من 50 سنة، اللي عاصروا اللي بقول عليه ده، وشافوا الدولة دي عانت إزاي وبتتأذى إزاي؟ مبقوش موجودين دلوقتي، بقول الكلام ده دلوقتي عشان نبقى عارفين إن دايما التحديات موجودة ومش هتنتهي في حياة أي أمة ودي سنن من سنن ربنا للعالم كله.. البلد دي عاشت 15 سنة من 67 لـ 82.. في ناس كانت بتتصور إن الموضوع خلص في أكتوبر.. لأ توقفت كل مظاهر الحياة فيها 15 سنة، لكن متوقفش نموها كبشر،
حياة الأمم مبترتبطش بيوم ولا ليلة ولا سنة ولا عشرة، ده تاريخ، مهم نفهم ده حتى كمسئولين في الدولة، اللي هتعمله النهاردة هتستمر آثاره الطيبة وغير الطيبة للسنين القادمة”.
تابع: “دايما بقول أنا مبعاديش حد، بس الكون مش مبني على كده مبني على التدافع، العداوة اللي اقصدها فكرة الاستعلاء فكرة بعيدة، دايما حاطت قدام مني 3 نقاط، بعتبرهم العدو الحقيقي (الفقر، الجهل، التخلف)، الفقر يعني العوز والعجز وفي ناس كتير في بلدنا تعرف يعني ايه فقر، ويعني ايه العجز، والأديان كلها اتكلمت عليه، وسيدنا عمر قال لو كان رجلًا لقتلته، والجهل يخليك تقدم على إجراءات تخليك غير مدرك مخاطر إقدامك عليها تأذيك وكل من حولك”.
استطرد قائلًا: “والجيش والشرطة بيحاربوا قوى الشر والتطرف في سيناء، من 2011 لـ 2013 موقفتش الدولة 15 سنة زي ما حصل قبل كده من 67 لـ82، خليت الدولة تشتغل بأقصى طاقة ممكنة، تفتكروا كان ممكن نخلي البلد دي تستنى التسع سنين دول نقف كده؟ اللي زاد فيها عدد السكان تقريبًا 25 مليون ليهم حاجات في كل قطاع، وأظن كان هيبقى مبرر إني أقول احنا في حرب، وكل جهود الدولة هتجند لصالحها، مانتو شايفين، كلنا دفعنا تمن كبير أوي، ومفتكرش إن يبقى مناسب حد يقول أنا ذنبي إيه؟ دي بلدنا كلنا ولازم نتحمل”.
في نفس السياق أضاف: “في فترة ما بعد حرب أكتوبر، كنت كل ما أسمع الموسيقى بتاعت بيان القيادة العامة للقوات المسلحة، كنت أقف أسمعه، وكانت الدولة كلها عايشة كده، وكل قرش بقى اقتصاد حرب لصالح الكرامة والكبرياء، ولصالح النصر، اللي بنحتفل بيه دلوقتي، وكان ممكن أعمل ده وكان هيبى مبرر، بس قلنا اللي بيعمل الإرهاب ده هدفه إن البلد دي تعجز وتتخلف وتفقر أكتر، فمش هنمكنه يعمل ده”.
تابع: “يا ترى يا مصريين كلكم مستعدين زي ما كنتوا قبل كده من 67 لـ82، تحملتوا الكلفة والتضحيات اللي قدمتها الدولة عشان تتجاوز أزمتها في الوقت ده، ولا هتسمعوا شوية إشاعات وأكاذيب بتتقال كل يوم، والناس فاهماها وعرفاها؟ هل المواضيع دي بتخوفني وتقلقني؟ هتصدقوني؟ لا والله، لأني دايما بقول “إن الله بالغ أمره” مفيش حاجة هتتعمل إلا بإرادته هو بس، لو احنا مؤمنين بالله وراضين بقدره”.
اختتم حديثه قائلًا: “إحنا بنسعى لبناء وتنمية وتعمير وتغيير حياة الناس للأفضل بأمانة وشرف، بعيد عن العيب السياسة والحاجات اللي بتتعمل، في حد يقولي طب ما كده بتتكلم لغة غير المطلوبة؟ أقوله لا في فهمي أنا بتكلم لغة الحق، اللي ربنا بيدعمه، الأمانة اللي ربنا سبحانه وتعالى حملهالنا، الإخلاص اللي بيبقى سر بين الإنسان وربه فقط، لا يطلع عليه ملك ولا يعبث به شيطان، علاقة بين الله والإنسان فقط، الظروف الصعبة دي هنتجاوزها بفضل الله وبكرة تشوفوا”.