اسم رئيس الحكومة يحكم مصيره.. محلب حلبه الفاسدون وأطاحوا به!
هشام المياني (نقلا عن مجلة الأهرام العربي)
يقال إن لكل شخص من اسمه نصيب، وحسب اسمك يكون مصيرك، ونحن هنا نرصد مصير رؤساء حكومات مصر ما بعد ثورة 25 يناير 2011 وحتى الآن، حيث تعاقب عليها 7 حومات في 5 سنوات فكيف كان مصير رؤساء هذه الحكومات ومدى تطابق تلك المصائر أو تشابهها مع الأسماء، وأيضا المقدمات التي توحي بالمصير المنتظر لرئيس الحكومة الجديدة -وهي الثامنة بعد الثورة- وعلاقة ذلك باسمه.
(1)
شفيق من قمة المجد ومطالب شعبية بوصوله للقصر الرئاسي إلى هارب وموضع لـ”الشفقة”
هو الفريق أحمد محمد شفيق زكي، ومعنى اسم شفيق في المعجم هو ذو شفقة ، ورحمة ، والجمع : شفقاء.
ولد شفيق في 25 نوفمبر من عام 1941 وتولى رئاسة الوزراء من 29 يناير 2011 في خضم أحداث ثورة يناير ح-يث طالب الميدان به وقتها رئيسا للحكومة مع تولي عمر سليمان نائب الرئيس، إلى أن استقال شفيق في 3 مارس 2011 بعد موجة غضب شعبي ضده وضد حكومته، وقبل رئاسة مجلس الوزراء كان وزيرًا للطيران المدني وذلك منذ عام 2002، وترشح لانتخابات الرئاسة 2012، وكان قاب قوسين او ادنى من دخول قصر الرئاسة حيث وصل إلى جولة الإعادة أمام الرئيس المعزول محمد مرسي ولكنه خسر بفارق ضئيل، وعقب خسارته مباشرة سافر إلى الإمارات هربا من تنكيل نظام الإخوان به ولكن بعد سقوط نظام الإخوان لم يتمكن من العودة أيضا وأسس حزبا في مصر باسم الحركة الوطنية ولكن دبت فيه الخلافات قبل بدء مارثون الانتخابات البرلمانية وحتى الآن يطارد شفيق ماضيه كوزير في نظام مبارك ولا يستطيع العودة بسبب اتهامه في قضايا متعلقة بالفساد المالي، مما جعل الكثيرون يشفقون على مصيره وتحوله من مبشر بالرئاسة إلى هارب ومطارد من العدالة.
(2)
عصام شرف من رمز للثورة والنزاهة إلى خائن لـ”شرف” الثوار الذين أطاحوا بحكومته
هو عصام عبد العزيز شرف، ومعنى اسم شرف في المعجم هو ذو المكانة العالية ومعروف بالنزاهة، فهو شريف والجمع : شرفاء ، وقد ولد عصام شرف في الجيزة سنة 1952 وأصله من مشيرف التابعة للباجور في المنوفية، هو أستاذ هندسة طرق، وتولى رئاسة الوزراء في 3 مارس 2011 بعد أن كلفه المجلس الأعلى للقوات المسلحة الحاكم للبلاد وقتها بتشكيل الحكومة خلفاً للفريق أحمد شفيق الذي استقال من رئاسة الوزراء في نفس التاريخ، وكان عصام شرف يشغل منصب وزير النقل والمواصلات في حكومة الدكتور أحمد نظيف بعهد مبارك من يوليو 2004 وحتى استقالته في ديسمبر 2005 احتجاجا على سياسات الحكومة واتهمها بالفساد ومحاباة رجال الأعمال فيما يتعلق بأرواح الناس، وقاد شرف مظاهرة لأساتذة جامعة القاهرة وانضم لمتظاهري التحرير في أحداث ثورة يناير ولذلك فإن ترشيحه للحكومة جاء من الميدان باعتباره ثوريا ويعبر عن روح الثورة، ولكن خلال أشهر قليلة ما لبس أن انقلب عليه متظاهري الميدان واتهموه بخيانة شرف الثورة والصمت على تجاوزات وقعت من قوات الأمن ضد المتظاهرين، وقامت ضده موجة احتجاجات اتهمته بالتواطؤ وآخرها مليونية الفرصة الأخيرة التي أجبرته على تقديم استقالة حكومته في 22 نوفمبر 2011 ومن هذا التوقيت وهو مركون ولم تتم الاستعانة به في أي منصب حكومي وكلما طرح اسمه اتهمه الناس بالخنوع وعدم الالتزام بالمباديء التي ينادي بها.
(3)
كمال الجنزوري “الكامل” والصالح لكل العصور في نظر حكام مصر
ومعنى اسم كمال في المعجم: التمام، يدل على تمام الشيء واكتماله دون نقصان، وقد ولد في 12 يناير 1933 بالمنوفية ، وتولى الحكومة الثالثة لمصر عقب ثورة يناير بتكليف من المجلس العسكري في 25 نوفمبر 2011 حتى أقاله الرئيس المعزول محمد مرسي عقب فورزه بالرئاسة وتعيين هشام قنديل خلفا له في يوليو 2012، وكان الجنزوري قد تولى رئاسة الحكومة قبل ذلك بالفترة من 4 يناير 1996 إلى 5 أكتوبر 1999في عهد مبارك، ووقبل هذا لم يكن بعيدا عن المناصب الحكومية بل شغل مناصب حكومية رفيعة في عهد الرئيس الراحل أنور السادات مثل محافظ الوادي الجديد ثم محافظ بني سويف ثم تولى مناصب وزارية في عهد مبارك، ورغم خروجه من رئاسة الحكومة حيال إلا أنه حتى الآن يتولى منصب مستشار رئيس الجمهورية للشئون الاقتصادية، وهو في نظر الحكام الكامل الذي يصلح للمهام الصعبة وخاصة المهام الاقتصادية ويلجأون إليه دوما رغم اعترضا الكثيرين على تقدمه في السن، وهو صاحب فكرة الخطة العشرينية التي بدأت في 1983 وانتهت عام 2003، ودخلت مصر بعد ثلاث خطط خمسية مرحلة الانطلاق إلى أن جاءت ثورة يناير 2011، و لُقب بوزير الفقراء والوزير المعارض لما ظهر منه في وقت رئاسته الوزراء وعمله الذي اختص برعاية محدودي الدخل.
(4)
قنديل بدلا من أن يضيء البلاد أغرقها في “ظلام” دامس وانتهت به الحال في ظلام السجون
معنى قنديل هو مصباح يضيء ما حوله، وقد ولد هشام قنديل في 17 سبتمبر 1962 وتولى رئاسة الحكومة الرابعة لمصر بعد الثورة وذلك في 24 يوليو 2012بتكليف من الرئيس المعزول محمد مرسي، وحتى استقالته في 8 يوليو 2013 عقب ثورة 30 يونيو التي قام بها الشعب ضد نظام الإخوان،، وكان قنديل قد شغل منصب وزير الموارد المائية والري منذ 21 يوليو 2011 بحكومة عصام شرف واستمر في حكومة كمال الجنزوري، ، وظل نجم قنديل يصعد في السماء ويحظى بنصيبه من اسمه ويضيء حتى قبل تكليف مرسي له بتشكيل الحكومة الإخوانية، فبدأ في الانطفاء وبدلا من أن يضيء مصر أغرقها في ظلمات انقطاع الكهرباء إلى أن قامت ثورة 30 يونيو، وفي 3 يوليو 2013 صدر حكم نهائي بحبسه وعزله من وظيفته لعدم تنفيذه حكما قضائيا، وتم القبض عليه خلال محاولته الهرب إلى السودان وبعد حبسه قرابة 7 أشهر، قضت محكمة النقض في 13 يوليو 2014 ببراءته من تهمة عدم تنفيذ حكم إلغاء خصخصة شركة “النيل لحلج الأقطان”، وانتهى به الحال حاليا بالعيش في عزلة وانتهى حال أغلب وزرائه إلى ظلمات السجن.
(5)
اتهامات “عدم الحزم” والقرارات “الرخوة” أطاحت بحازم الببلاوي
هو الدكتور حازم عبد العزيز الببلاوي، ومعنى اسم حازم من الحزم أي الذي يضبط الأمور بعزم ومن غير تردد، وقد ولد حازم الببلاوي في 17 أكتوبر 1936وهو اقتصادي ومفكر وتولى رئاسة حكومة مصر الخامسة بعد الثورة بتكليف من الرئيس المؤقت المستشار عدلي منصور وذلك في 9 يوليو 2013، وكان قبل ذلك مستشارا لصندوق النقد العربي بأبي ظبي واختير في 16 يوليو 2011 نائباً لرئيس مجلس الوزراء ووزيراً للمالية في وزارة عصام شرف، وتقدم باستقالته من منصبه 11 أكتوبر 2011 بسبب أحداث ماسبيرو، وقد قًوبِلت بالرفض التام من المشير محمد حسين طنطاوي، رئيس المجلس العسكري الحاكم وقتها، وعاد إلى مكتبه في ذات اليوم، وبعد أن تولى رئاسة الحكومة الخامسة لمصر عقب ثورة 30 يونيو و25 يناير اتهمته وسائل الإعلام وكذلك الشارع بعدم الحزم والرخوة وخاصة فيما يتعلق بالمظاهرات الإخوانية والاحتجاجات الفئوية التي عطلت البلاد كثيرا في عهده، إلى أن قدم استقالة حكومته تحت ضغط احتجاجات وإضرابات عمالية في 24 فبراير، 2014 ومن وقتها وهو مركون ولم تتم الاستعانة به في أي منصب حكومي خاصة أن الصورة الذهنية عند الناس عنه الآن أنه غير حازم وأنه كان ممن يعرقلون فض اعتصامي رابعة والنهضة الإخوانيين.
(6) و (7)
الفاسدون “حلبوا” البلاد فأطاحوا بحكومة “محلب”
إبراهيم محلب، ومعنى محلب أي موضع الحلب والجمع محالب، وتولى رئاسة حكومتي مصر السادسة والسابعة بعد الثورة حيث كلفه الرئيس المؤقت عدلي منصور بتشكيل الوزارة في 25 فبراير 2014 ثم أعاد الرئيس عبد الفتاح السيسي تكليفه بتشكيل الوزارة الثانية له في يونيو 2014، وكان الناس يشيدون بنشاطه وجولاته الميدانية المكثفة وقد حبلته مشاكل الدولة واستنزفته التفاصيل الصغيرة خلال جولاته وتواجده المستمر في الشارع جعله غير متابع لأداء وزرائه وتصرفاتهم مما أدى لكشف فضائح فساد في حكومته مثل قضية رشوة وزير الزراعة، والتي حمله الجميع مسئوليتها وشنت عليه وسائل الإعلام حملة ضارية وبدأ الغضب الشعبي من حكومته ولم يشفع له كثرة تواجده في الشارع حيث يرى البعض أن مهمة رئيس الحكومة وضع الرؤية والتخطيط ومتابعة التنفيذ وليس النزول لحل المشاكل بنفسه، وانتهى الحال بمحلب أن أطاحت به قضية فساد وزير الزراعة مع تراكم مشاكل أخرى حيث أقاله الرئيس عبد الفتاح السيسي في 12 سبتمبر الجاري وكلفه بتسيير الأعمال لحين تشكيل الحكومة الجديدة برئاسة شريف إسماعيل وزير البترول في حكومة محلب المقالة.
(8)
هواجس مسبقة من عدم تطابق فعل رئيس الحكومة الجديد مع معنى اسمه “شريف”
شريف إسماعيل، رئيس الحكومة الثامنة لمصر بعد الثورة وكلفه الرئيس عبد الفتاح السيسي بتشكيل الوزارة في 12 سبتمبر الجاري، شغل قبل تشكيله الوزارة منصب وزير البترول والثروة المعدنية ضمن وزارة حازم الببلاوي, واستمر وزيراً للبترول ضمن وزارات إبراهيم محلب الأولى والثانية، ولم يكن إسماعيل كثير الظهور في وسائل الإعلام ولم يعرف عنه أن مثير للجدل، ولم يطرح اسمه مطلقا في بورصة المرشحين لخلافة محلب، ولم يتوقع احد توليه هذا المنصب، ولكن مع إعلان اسمه كرئيس للحكومة الجديدة بدأ الجدل حوله وخاصة علاقته بأحد الإعلاميين المتورطين في قضية رشوة وزارة الزراعة مما جعل البعض يتوقع أن تحوم حوله الشبهات ويتخوف البعض من عدم تطابق فعله مع اسمه “شريف”.