أبرز تصريحات السيناريست تامر نادي عن المتهمة
هبة جلال
رحلة استكشافية تبحث خلالها البطلة عن ذاتها وعمن قتل زوجها رغم صعوبة موقفها لسببين، الأول فقدانها الذاكرة والثاني أن كل الأدلة تشير إلى ارتكابها واقعة القتل، فهل يُكتب لها النجاح في الوصول للحقيقة خاصة وأن الغموض يحيط بعلاقتها بكل من حولها ، هذه الرحلة التي أثارت كل هذه التساؤلات اجتمعت فى مُسلسل “المُتهمة”.
“إعلام دوت كوم” حاور السيناريست تامر نادي مؤلف ومُخرج المُسلسل حول كتابته لعمل درامي عن الجريمة، وهل استعان بالطب الشرعي في مرحلة الكتابة، وماذا عن بناء ضريح مولد سيدي النويهي الذي تدور حوله أحداث العمل، وما الصعوبة التي واجهته فى بنائه، وسبب اختلاقه لاسم مولد غير حقيقي، وما دلالة ظهور الدولار والشطرنج والنار والثعابين فى تتر العمل، وكيف وجد الإشادات الكثيرة حول الأداء التمثيلي للفنانة دُرة، وفيما يلي أبرز تصريحاته:
1- “المُتهمة” لم يكن الاسم الأول للعمل فكان في البداية اسمه “المشرحة” نظرا لأن هُناك أحداث كثيرة ضمن أحداث العمل تدور داخل المشرحة، ولكننا وجدنا أن هذا الاسم مُقبض بالنسبة للمُشاهدين فتوصلنا في النهاية لاسم المُتهمة ورأينا أنه اسم جذّاب وله دلالة في أحداث العمل.
2- فكرة العمل قائمة على رحلة استكشاف لسيدة تعرضت لحادثة نتج عنها دخولها في غيبوبة وعندما تفيق تجد نفسها فاقدة للذاكرة ومُتهمة بجريمة قتل أعز الناس لقلبها وهو زوجها، ومن هُنا تبدأ رحلة الاستكشاف هل هي مُدانة بالفعل وهل كانت تحب زوجها ولماذا تركته ومما كانت تهرب وفي نفس الوقت تستكشف البطلة علاقتها بمن حولها.
3- العمل يُصنف كعمل درامي لجريمة وكيفية إثباتها، فالغرض أو الهدف من العمل ليس البحث عن القاتل بقدر ما هو كيف يبحث الضباط عن الجريمة وكيف يتم إثباتها وكيف يصلون للحقيقة، وأتعجب كثيرا من بحث الجماهير عن القاتل وكل منهم يتوقع شخص مُعين من الأبطال فالمُسلسل ليس مباراة كُرة قدم ننتظر فيها النتيجة.
4- أعمال الجريمة يجب أن تُدرس بطريقة مهمة ويجب أن يُشارك مع المؤلف أشخاص لهم علاقة بالمباحث والشرطة خاصة في مرحلة الكتابة حتى يقوم بكتابة حوار حقيقي يحدث فى الواقع وليس مجرد حوار لا نراه إلا في الأعمال الفنية.
5- هُناك أمور عديدة في العمل منذ الكتابة على الورق يُحدد مسارها الطب الشرعي أو لوجيستيات الشرطة والمباحث حتى نصل للفكر الصحيح، فمنذ اللحظة الأولى ومعي مُتخصصين منهم د. محمد جاب الله الطبيب الشرعي، فالخياطة التي ظهرت على جثة “شريف العزازي” أرسلت إلينا من طبيب شرعي حتى نعرف جيدا كيفية فتح البطن وكيف يكون لون الجثة عند خروجها من الثلاجة إضافة لصور حقيقية من الطب الشرعي تم وضعها في تتر المُسلسل.
6- الطب الشرعي أوقف لنا أمور كثيرة في تفكيرنا كأشخاص غير مُتخصصين وأخبرنا بأن ذلك لا يمكن حدوثه وإذا تم عمله سيضحك الجميع عليه وإذا تقبله الجمهور لن يتقبله المُتخصصون، ولأنني أحرص على كسب احترام المُتخصصين والجمهور العادي قمت بفعل ما قاله لي وعند مُشاهدة حلقات العمل يجب أن تكون في وجود ضُباط وأطباء حتى أعرف ردود أفعالهم.
7- اختلقت اسم مولد “سيدي النويهي” حتى لا أدخل في أي نوع من الشبهات فذهبت لعدد من الموالد المتواجدة بكثرة في القرى والبلاد الصغرى بمصر والتي بها أضرحة للإلمام بكافة تفاصيل الموالد لأقوم بعمل أجواء حقيقية للموالد وباسم خيالي، خاصة وأن المُسلسل ليس وثائقي درامي عن حدث مُحدد قد وقع.
8- بناء مولد فى دولة غير التي من المفترض أن تدور الأحداث حولها لم يكن أمرا سهلا، فبناء المولد استغرق وقتا طويلا حتى يخرج في الشكل الذي ظهر عليه وقد ساعدني كثيرا فى الوصول لما أريده مهندس الديكور أحمد عباس فهو مُهندس شاطر ومُجتهد ومُلم بكافة تفاصيل لبنان خاصة وأنه عمل من قبل مع الشركة المنتجة في عدة أعمال.
9- الصُعوبة في المُتهمة تكمن في أنه عمل مترابط مثل لعبة البازل أو الميكانو فإذا قُمت ببنائه بطريقة مُحددة قد أجد نفسي كُشفت في جزء مُحدد فاضطر إلي إعادة البناء مرة أخرى، فخطوات كتابته لم تكن مثل الخطوات الطبيعية المُتعارف عليها فمن الممكن أن أتوقف في حلقة مُعينة ثم أبدأ التغيير في الحلقات أو أعود للحلقات الأولى للتغيير فيها حتى يكون العمل مُشوقا.
10- كل شيء ظهر في تتر “المُتهمة” له دلالة ومُرتبط بقصة العمل، فالنار دلالة حريق مولد سيدي النويهي، والشطرنج دلالته هو لعبة بها المكسب والخسارة وبها مكائد وهناك مشهد مهم للغاية للفنان رشدي الشامي الذي يُجسد شخصية “عز الدين” سيكون له علاقة بالشطرنج وستظهر فيه اللعبة، أما ظهور الدولار فله علاقة بالمنزل الذي سيُباع بـ50 مليون دولار وهذا ما يُحرك كافة الأبطال في العمل، والبواريك لها علاقة بمكان الذي ستذهب إليه بطلة العمل خلال رحلة استكشافها بالحلقات المقبلة ودلالة ظهور الثعابين سيفهمه الجمهور في الأحداث.
11- العمل لم يتم كتابته لفنانة بعيّنها لأنني لا أحب الأعمال التي تُكتب خصيصا لفنان أو فنانة بعيّنها لأنه سيكون “متفصل عليه”، مما يجعله لا يصُب في الصالح فهناك فنانات كثيرات كن مرشحات لـ”المُتهمة” إلى أن وقع الاختيار على الفنانة درة.
12- الفنانة دُرة من الفنانات المتميزات وتُركز كثيرا في عملها وصاحبة طموح كبير وتريد أن تغير من جلدها الفني دائما وتغير فكر الجمهور عنها، وعلى الرغم من كل ما يُقال عنها الإ أنها أفضل من ممثلات كثيرات غير حقيقيات “فيك” فهي فنانة حقيقية وليس لديها أية مشكلة في الظهور بدون مكياج فهناك ممثلات عندما يظهرن دون مكياج ومع أدائهن التمثيلي يفقدن تعاطف الجمهورمعهن، على عكس دُرة فمن ضمن محاسنها أن الجمهور يتعاطف كثيرا مع براءة وجهها وأدائها التمثيلي.
13- وضعت الجُملة التي قالها مساعد الضابط هشام دياب عندما كان يتحرى عن شريف العزازي “والده تزوج مرتين المرة الأولى مصرية وكانت لا تُنجب فتزوج من لبنانية وأنجب منها ثلاثة أولاد وهم شريف ومراد ورشيد والذين عاشوا حياتهم ما بيّن مصر ولبنان لذلك تجد حديث شريف مصري (مكسر)”، ولأنني أحب الفنان عادل كرم كثيرا وأرى أنه ممثل جيد وكُنت احتاجه في شخصية “شريف العزازي” ولكن لا أريد أن ينتقده أحد في طريقة حديثه مثلما حدث مع الكثيرين من النجوم العرب عندما يتحدثون بالمصرية فجلعنا مُتخصص يُقيم معه لفترة طويلة يُعلّمه اللهجة المصرية وكنت مُتأكدا أنه مهما تطور سيكون له ذلّات وجمل ستخرج بشكل غير صحيح ولا أريده أن يُركّز في كلامه فيفقد التمثيل.
14- مشهد غسل شريف العزازي المغزى منه الحالة الإنسانية والشعور بالقشعرة للجمهور، خاصة وأن هذه الشخصية شخصية رئيسية وليست ثانوية ومُؤثرة في الأحداث، ومشاهدة عمه وهو ينتظر أن يأخذ جثته كي نبدأ التعرف على شخصيات محمود غريب ومحمد عبد العظيم في العمل.
15- ظهور الجانب الإنساني في شخصية “هشام دياب” التي جسدها الفنان دياب ضمن أحداث العمل مهمة للغاية لخلق شخصية الضابط، فأي فنان يُحب أن يُجسد هذا الدور على عكس الضابط الذي يُحقق في قضية فقط دون خلق حياة وأبعاد للدور.
16- لا يوجد تشابه كبير بيّن “المُتهمة” و”مُنعطف خطر” في الخط الدرامي الخاص بالضابط هشام فمُنعطف خطر البطل كان ضابطا يُدعى هشام أيضا ولديه بنت ومنفصل عن زوجته ولا يُريدها أن تعيش مع زوج والدتها ولكنه كان عنيفا في تصرفاته مع ابنته ومع المُساعد الخاص به، على عكس الضابط هشام دياب في المُتهمة فهو يعيش نفس ظروف هشام في مُنعظف خطر ولكننا نظهر العلاقة السوية بينه وبين ابنته وبينه وبين المُساعد الخاص به.
17- تعمدت ظهور شخصية “عز الدين” التي جسدها الفنان رشدي الشامي عكس الصورة النمطية المُعتادة للرجل الشرير أو المُؤذي فجعلته يظهر طبيعيا، فالتمثيل ألا تمثل واختيار الأستاذ رشدي الشامي كان في محله فكان الحصن الذي أتّكئ عليه فهو أساس راسخ في أي عمل يُشارك فيه، فكان يضع نوع مُعين من العطر حتى يدخل في روح الشخصية ويتعامل بطريقته أثناء الكواليس فقد لبس روح الشخصية.
18- لا أعلم أن الفنان أسامة أبو العطا قدم شخصية المحامي في مُسلسل”بـ100وش”، فأنا على علاقة جيدة به مُنذ زمن طويل فهو صاحب موهبة كبيرة ويُمثل جيدا ومُجتهد ولديه الكثير والكثير الذي لم نره بعد.
19- تناقشت كثيرا خلال البروفات مع الفنان محمد عبد العظيم حول تركيب “سنة ذهب” لشخصيته في العمل، وكذلك أيضا في الجُرح الذي لدى شخصية الفنان محمود غريب بالمُسلسل، وأن فكرة ظهورهم أو مشاهدة الجمهور ليس هاما بقدر ما يهمني إظهار أن هذه الشخصيات لها ماضي أثر فيهم وجعلهم يكرهون حياتهم.
20- أحببت شخصية رضا التي جسدها الفنان علي الطيب ضمن أحداث العمل، فبالنسبة لي سواق التاكسي الجدع الذي تورط في شيء مع امرأة لا يعرفها كما أن الأمر مُرتبط بأنثى فيه مشاعر فقد أعجب بها وأحبها وأخذت قلبه لكنه لا يعرف ترجمة ما يشعر به.
21- تربطني علاقة صداقة بالفنان علي الطيب وعندما رشحته لشخصية “رضا” الجميع استغرب من هذا الترشيح ولكنني أرى أنه ممثل لديه طاقات كبيرة ويجيد التمثيل دون انفعالات زائدة ولديه قبول فشعرت أن شخصية رضا ستُحدث فارقا معه ومعي.
22- المنصّات أحدثت طفرة فنية فقد جعلت من العمل الفني البطل، كما قامت بعمل تفريغ للأفكار وللأعمال المُتميزة والمُختلفة وأتاحت فكرة عمل فني من 15 حلقة بشكل جيد ليخرج فى أفضل صورة ممكنة، فكنت أتمنى كثيرا العمل على المنصة خاصة منصة “شاهد” لأنهم مُتميزون ويهتمون كثيرا بالعمل حتى ما بعد البيع.
23- ردود الأفعال كلها إيجابية وجميلة وأغلبها كانت عن الفنانة دُرة وعن أدائها التمثيلي المُختلف والمتميز، واعتبر ذلك إضافة لي وللعمل كما أن هناك عدد من النُقاد أشادوا بالسيناريو وكتابته المُحكمة وطريقة النقل بين الفلاش باك والواقع والإخراج دون “فزلكة”.