أحيا مركز جزويت القاهرة الثقافي، مساء أمس الأول، الذكرى الأولى لحريق مسرح ستوديو ناصيبيان، الذي التهمته النيران قبل عام في حادث مروع شغل الرأي العام الثقافي والفني، وذلك على أرض المسرح التي قرر مسؤولو الجزويت استخدامها في تقديم الأنشطة والفعاليات الثقافية والفنية بديلا عن المسرح لحين إعادة بنائه، وذلك بحضور الأب وليم سيدهم اليسوعي رئيس مجلس إدارة جزويت القاهرة والكاتب سامح سامي المدير التنفيذي للجمعية ورئيس تحرير مجلة الفيلم وعدد من الشخصيات العامة.
“اليوم هو ذكرى الحريق الذي التهم مسرحنا الجميل في أرض ستوديو ناصيبيان. سنة بالتمام والكمال مرت على الحادث المروع، لم ننس وقائع تلك الليلة المفزعة وتفاصيلها التي كانت شديدة القسوة والقتامة، حيث تجلى أمامنا وجه واضح لمعنى الخراب، ولكننا كنا ولازلنا نؤمن بأن الحياة أقوى من الموت.. لذلك، ومنذ أن أغلقت النيابة التحقيق، والسماح لنا بالتعامل مع أرض المسرح وإزالة آثار الحريق، لم يمضِ يوم أو ليلة خلال ذلك العام، دون أن تتألق على أرض المسرح العارية فعالية ثقافية وفنية، عرض مسرحي أو لقاء ثقافي أو حفل فني. ولا يمكن أن ننسى معرض الكاركاتير ومسرحيات الطلبة والطالبات الفنانين الذين استمروا يعرضون أعمالهم إمعانًا في معاندة الحريق العبثي الذي أودى بكل مشتملات المسرح”.
أضاف البيان: “بالطبع كان هناك إحساسا بالفجيعة والألم لدى كل فناني ومثقفي مصر بأن ما فقد في الحريق هو شيء غالي ونفيس وجزء من تاريخ مصر الفني والثقافي، ولقد قدرت الخسائر بأكثر من 5 ملايين جنيه مع تقدير تكلفة إعادة البناء بأكثر من 7 ملايين جنيه، وكانت هناك رغبة وإجماع لمسناها وقرأناها في المقالات والتعليقات في الصحف وعلى وسائل التواصل الاجتماعي لإعادة بناء مسرح ستوديو ناصيبيان، وبالفعل مد بعض المثقفين والفنانين الكرماء يد المساعدة للقائمين على المسرح لجعله أكثر استعدادًا لاستقبال الفنانين والفنانات، ونحن ممتنون لهم جميعًا، ونشد على أياديهم البيضاء الحانية. وإليكم أن تعرفوا أن إجمالي ما تم التبرع به لإعادة بناء المسرح هو ما يقارب 600 ألف جنيه”.
ورغم مرور عام على حريق مسرح الجزويت بالمهراني فإن إجراءات إعادته إلى سابق عهده تواجه تعقيدات للحصول على رخصة بذلك، على الرغم من زيارة وزيرة الثقافة السابقة، الفنانة الدكتورة إيناس عبد الدايم لموقع المسرح بعد الحريق والوعد بتقديم الدعم وكذلك التقدم بطلب إحاطة في مجلس النواب عن هذا الشأن. لكن الوضع كما هو لم يتحرك نقطة إلى الأمام.
ومازلنا نحث المثقفين والفنانين نصرّعلى المساهمة في إعادة بناء هذا الصرح الثقافي لما له من أهمية كبرى، على مستوى قيمته التاريخية أو على مستوى تأثيره الكبير في راهن اللحظة الفنية والثقافية في مصر”.
وكانت فعاليات إحياء ذكرى الحريق قد بدأت باستقبال الجمهور وأصدقاء الجمعية بأرض مسرح ستوديو ناصيبيان، حيث وقفة صامتة بالشموع، من الاب وليم سيدهم اليسوعي وإشعال الشموع، قبل افتتاح معرض توثيقي بعنوان “من الرماد والأحلام”، شارك فيه كل من الفنان عادل واسيلي، والفنان مصطفي الدالي، ونظمه القيم الفني للمعرض الفنان محمود حمدي، بجزويت روف جاليري الذي افتتحته جمعية النهضة قبل أسابيع.